تعيين الدكتور عبد المنعم السيد مستشارًا ماليًا للاتحاد العربي للفنادق والسياحة    تامر عبد الحميد: الزمالك يحتاج إلى 11 صفقة في فترة الانتقالات الصيفية    عطلة الجمعة.. قيام 80 قطارًا من محطة بنها إلى محافظات قبلي وبحري اليوم    نقيب الأشراف يشارك في احتفالات مشيخة الطرق الصوفية بالعام الهجري    نشرة التوك شو| "الأطباء" تحذر من أزمة في القطاع الصحي وشعبة الدواجن تدعو للتحول إلى الخلايا الشمسية    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 9 مساجد في 8 محافظات    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في السعودية بداية تعاملات الجمعة 27 يونيو 2025    انخفاض ملحوظ في البتلو، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    الشارع بقى ترعة، كسر مفاجئ بخط مياه الشرب يغرق منطقة البرج الجديد في المحلة (صور)    شرطة الاحتلال تفرق مظاهرة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى    إعلام إسرائيلي: حدث أمني صعب في خان يونس.. ومروحيات عسكرية تجلي المصابين    محتجون ليبيون يهددون بوقف إنتاج النفط بمجمع مليتة بسبب دعم إيطاليا لحكومة الدبيبة    "القومي للمرأة" يهنئ الدكتورة سلافة جويلى بتعيينها مديرًا تنفيذيًا للأكاديمية الوطنية للتدريب    رامي ربيعة يقود العين لاقتناص فوز غال أمام الوداد بكأس العالم للأندية    مشاهدة مباراة الهلال وباتشوكا بكأس العالم للأندية 2025    «أثرت بالسلب».. أسامة عرابي ينتقد صفقات الأهلي الجديدة    لجان السيسي تدعي إهداء "الرياض" ل"القاهرة" جزيرة "فرسان" مدى الحياة وحق استغلالها عسكريًا!    تفاصيل الحالة الصحية للبلوجر محمد فرج الشهير ب"أم عمر" بعد تعرضه لحادث مروع (صور)    السيطرة علي حريق مصنع زيوت بالقناطر    حبس عنصر إجرامي لقيامه بجلب وتصنيع المخدرات بالقليوبية    بحضور مي فاروق وزوجها.. مصطفى قمر يتألق في حفلة الهرم بأجمل أغنياته    مايا دياب أنيقة ومريام فارس ساحرة .. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    دعاء الجمعة الأولى في السنة الهجرية الجديدة 1447 ه    هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟.. الإفتاء توضح    وزير الأوقاف يشهد احتفال الطرق الصوفية بالعام الهجري الجديد بمسجد الحسين    أيمن أبو عمر: الهجرة النبوية بداية جديدة وبشارة بالأمل مهما اشتدت الأزمات    صحة دمياط تقدم خدمات طبية ل 1112 مواطنًا بعزبة جابر مركز الزرقا    موجودة في كل بيت.. أنواع توابل شهيرة تفعل العجائب في جسمك    طريقة عمل كفتة الأرز في المنزل بمكونات بسيطة    معهد تيودور بلهارس للأبحاث يشارك في المؤتمر الصيني الأفريقي للتبادل التقني    إسرائيل توافق على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار    الخارجية الأمريكية: الموافقة على 30 مليون دولار لتمويل "مؤسسة غزة الإنسانية"    رويترز: قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا    مصرية من أوائل ثانوية الكويت ل«المصري اليوم»: توقعت هذه النتيجة وحلمي طب بشري    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم سيارة ملاكي مع نصف نقل بالجيزة    حسام الغمري: معتز مطر أداة استخباراتية.. والإخوان تنسق مع الموساد لاستهداف مصر    وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة بعد 12 يومًا من الحرب مع إسرائيل    ترامب: خفض الفائدة بنقطة واحدة سيوفر لنا 300 مليار دولار سنويا    حجاج عبد العظيم وضياء عبد الخالق في عزاء والد تامر عبد المنعم.. صور    صلاح دياب يكشف سر تشاؤمه من رقم 17: «بحاول مخرجش من البيت» (فيديو)    رجل يفاجأ بزواجه دون علمه.. هدية وثغرة قانونية كشفتا الأمر    متحدث البترول: إمداد الغاز لكل القطاعات الصناعية والمنزلية بانتظام    «30 يونيو».. نبض الشعب ومرآة الوعي المصري    البحوث الإسلامية: الهجرة النبوية لحظة فارقة في مسار الرسالة المحمدية    الأهلي يضع شرطا حاسما لبيع وسام أبوعلي (تفاصيل)    المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا    بمشاركة مرموش.. مانشستر سيتي يهزم يوفنتوس بخماسية في مونديال الأندية    أزمة بين زيزو وتريزيجيه في الأهلي.. عبدالعال يكشف مفاجأة    بمشاركة مرموش.. مانشستر سيتي يكتسح يوفنتوس بخماسية في كأس العالم للأندية    حسام الغمري: الإخوان خططوا للتضحية ب50 ألف في رابعة للبقاء في السلطة    فيديو متداول لفتاة تُظهر حركات هستيرية.. أعراض وطرق الوقاية من «داء الكلب»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 27 يونيو 2025    وزير السياحة والآثار الفلسطينى: نُعدّ لليوم التالي في غزة رغم استمرار القصف    مفتى الجمهورية: الشعب المصرى متدين فى أقواله وأفعاله وسلوكه    قصور ثقافة أسوان تقدم "عروس الرمل" ضمن عروض الموسم المسرحى    السياحة: عودة جميع الحجاج المصريين بسلام إلى مصر بعد انتهاء الموسم بنجاح    عراقجي: لم نتخذ قرارا ببدء مفاوضات مع الولايات المتحدة    إصابة 12 شخصا إثر سقوط سيارة ميكروباص فى أحد المصارف بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة العربي في القمة الأفريقية ال 19 بأديس ابابا (فيديو)
نشر في محيط يوم 15 - 07 - 2012

أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الاتحاد الأفريقي عمل منذ نشأته على التعاون الفاعل مع الجامعة العربية، وبالتنسيق مع منظمات المجتمع الدولى، لعلاج عدد من الازمات السياسية التى نشبت فى النطاق العربى الافريقى المشترك.

وقال العربي في كلمته في افتتاح القمة الأفريقية ال 19 التي بدأت أعمالها في
العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الأحد "إن تداخل المجالين العربى والافريقى
وتكاملهما حقيقة ثابتة، فالامن الاقليمى للقارة الافريقية يتصل بأمن كافة المناطق
التى تجاوره، وبصفة خاصة أمن العالم العربى الذي يجمع غرب آسيا و شمال وشرق افريقيا ويتداخل عضويا مع الكيان الاستراتيجى الافريقى ".

وأعرب العربي عن بالغ التقدير لمواقف الاتحاد الافريقى فى دعم فلسطين للحصول
على عضوية اليونسكو فى أكتوبر 2010، وقال "إن الجامعة العربية تتطلع الى دعم ومساندة دول الاتحاد الافريقى فى الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة
اذا قررت السلطة الفلسطينية طلب الحصول على عضوية الامم المتحدة بصفة مراقب تمهيدا لنيل العضوية الكاملة".

وقال العربي "إن مسيرة تحرر جنوب افريقيا من هول التمييز العنصري الذى عاشت تحته على مرأى ومسمع من العالم ستظل ملهمة للشعب الفلسطينى فى كفاحه التاريخي لمقاومة ظلم الاحتلال وسياسة الابارتهايد المفروضة عليه".

وأشار العربي إلى أن موقف العالم العربى وافريقيا من مسألة الانتشار النووي
أصبح واحد، لافتا إلى أن أفريقيا أصبحت لا نووية طبقا لاتفاقية بليندابا، بينما
لايزال العالم العربى يعمل على اقامة منطقة خالية من السلاح النووي فى عموم الشرق الاوسط بامتداده الافريقى .. خاصة وأن هناك دولا عربية افريقية تقع فى نطاق كل من بليندابا والمنطقة الخالية فى الشرق الاوسط.
وفيا يلي نص كلمة الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في
افتتاح القمة الأفريقية ال 19 في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا اليوم /الأحد/ ...
"فخامة الرئيس الدكتور توماس يايي بونرئيس جمهورية بنين ورئيس الاتحاد الإفريقيأصحاب الفخامةالدكتور جون بينجرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي
أصحاب المعاليالسيدات والسادة

إنه لمن دواعي الشرف والسرور التواجد معكم اليوم فى البيت الافريقى الكبير، ويأتى انعقاد هذه القمة مع مناسبة ذكرى مرور عشر سنوات على انشاء الاتحاد الافريقى، وقد صار هذا الاتحاد بفضل حكمة وحنكة قادته تنظيما قاريا فاعلا ذا كفاءة عالية نجح خلال العقد السابق فى التعامل مع تحديات مختلفة ومتصاعدة واجهت القارة الإفريقية بما اكد على قدرة التنظيمات الاقليمية على القيام بالدور المأمول منها فى صون السلم والأمن الإقليميين فى تناغم وشراكة مع التنظيمات الدولية والاقليمية الأخرى.

ويسعدني فى هذا المقام أن أحيي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الصديق الدكتور
جون بينج على أدائه المتميز فى تعزيز دور الاتحاد الافريقى فى التعامل مع تحديات
القارة في مجالات السلم والأمن والتنمية، وفى دعم علاقات التعاون بين افريقيا
والمجتمع الدولى، بما فى ذلك العالم العربى.

وقد كان انعقاد القمة الافريقية العربية فى أكتوبر 2010 برهانا ليس فقط على
تقدم مسيرة التعاون بين اجهزة الاتحاد الافريقى والجامعة العربية، بل أيضا على
إيمان دولنا بضرورة تطوير الشراكة العربية الافريقية إلى آفاق أرحب لمواجهة
التحديات التى يحملها المستقبل للسيد الرئيس .

وعلى مدار العام والنصف المنصرم شهدت ولازالت تشهد بقاع مختلفة من الفضاء
العربى الافريقى تطورات سياسية تاريخية سيكون لها بلا شك تأثير واسع على مسار السياسة الدولية فى المستقبل المنظور.

ومن المؤكد ان هذه التطورات التى انطلقت تحديدا من شمال افريقيا ومن تونس على وجه التحديد فى شكل ثورات شعبية تنادى بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ستزيد من مسئوليات الجامعة العربية والاتحاد الافريقى فى مواكبة تطلعات الشعوب نحو التقدم، وأن ازمات المجتمعات والتحديات التى تواجهها وفى طليعتها تحقيق شروط الحكم الرشيد متشابكة المفردات، وصرنا نحتاج أكثر مما سبق إلى تعميق التعاون لحل أزمات الفضاء الأفريقى العربى المشترك للاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى كل منظمة.
إن الخطط التى وضعتها القمة العربية الافريقية واسعة وطموحة، تهدف إلى دعم جوانب القوة في تعاوننا وعلاج الضعف فيها، تمهيدا لاطلاق شراكة إستراتيجية بشكل منهجى وعصرى، تقوم على تشابك المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والثقافية، كما نصبو إلى تحقيق مزيد من التكامل فيما بين الاجهزة والمؤسسات المتناظرة مثل التعاون بين برلمان عموم أفريقيا والبرلمان العربي، والاجتماعاتالقطاعية الوزارية المشتركة، وصولا إلى ترابط مؤسساتنا كاجتماعات وزراء الزراعة العرب والافارقة فى شرم الشيخ في فبراير ومنظماتنا المتخصصة فى مجالات الامن البيئي والزراعى والمائي لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

وكذلك التعاون بين مجلسى السلم والأمن الأفريقي والعربي الذي يجري حاليا التحضير لاجتماع مشترك لهما فى سبتمبر القادم .. واغتنم هذه المناسبة لاعرب عنالتقدير الكبير للعمل الدؤوب الذي يقوم به الاخ الصديق السفير رمضان العمامرة مفوض السلم والامن للاتحاد الافريقى على مستوى تحفيز سبل التعاون المؤسسى بين مجلس السلم والامن الافريقي والجامعة العربية، واننى على ثقة من حنكة وادراك كامل مفوضية الاتحاد الافريقى فى مسيرة تنفيذ اهداف العمل الافريقي العربى المشترك.

لقد نجحت القمة الافريقية العربية فى وضع استراتيجية للشراكة وخطط عمل لها ..
غير ان التنفيذ الفعلى لم يرق بعد الى طموحات وآمال الشعوب الافريقية والعربية.
وبدون شك فان حضور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت معنا اليوم له أهمية وضرورة حيث ستستضيف بلاده القمة العربية الافريقية القادمة وهو دليل على القناعة العربية الراسخة لتعزيز التعاون المؤسسى المشترك الذى بدأناه منذ القرن الماضى.

السيد الرئيس
السيدات والسادة
لقد عمل الاتحاد الافريقى منذ نشأته على التعاون الفاعل مع الجامعة العربية،
وبالتنسيق مع منظمات المجتمع الدولى، لعلاج عدد من الأزمات السياسية التى نشبت فى النطاق العربى الافريقى المشترك.. ولعل تعاون المنظمتين فيما طرأ من مسائل فى السودان، والصومال والقرن الإفريقي بشكل عام وجزر القمر وموريتانيا شاهد على ذلك التعاون.

واسمحوا لى سيادة الرئيس أن أتوقف قليلا عند مسألتي السودان والصومال فالسودان وجنوب السودان بموقعهما الجغرافى ومكوناتهما الاثنية والمجتمعية والقومية يشكلان مركزا هاما من مراكز التقاء العالمين العربى والافريقى.. واتصور أن المجتمع الدولى بأسره .. لم يعد يقبل عودة الاشقاء السودانيين الى مربع التوتر الاول .. وخلق حالة استقطاب غير صحية فى المنطقة، فجميع القضايا العالقة يمكن التفاوضبشأنها سياسيا، وى لغة غير لغة السلام بين الاشقاء السودانيين هى لغة غير حكيمة.

لقد كان الاتحاد الافريقى والجامعة العربية قريبين من الاوضاع فى السودان
ومدركين لمدى ترابط وتأثير قضاياها، وتعاملا معها بنظرة كلية شاملة منطلقين من
مبدأ أن مسئولية الحل تقع على عاتق الأطراف السودانية.

وأثمن عاليا بهذه المناسبة جهود لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى برئاسة
الرئيس ثابو امبيكي المناط بها المساهمة مع الأشقاء السودانيين في حل جميع
القضايا العالقة بينهما.. كما لا يفوتنى الترحيب كذلك بجهد الاتحاد الافريقى غير
المسبوق لحل الأزمة فى دارفور، بالتعاون الوثيق مع الجامعة العربية والامم
المتحدة، وأيضا بالجهد المبذول حاليا لتسهيل تنفيذ اتفاق السلام الموقع في الدوحة
فى يوليو الماضي حول دارفور، وكل التقدير والتحية لقوات الامم المتحدة والاتحاد
الافريقى المشتركة المنتشرة هناك على دورها الرائد لاستعادة السلام والاستقرار فى الاقليم.

اما في الصومال، فلقد شهدنا جميعا انهيار الوضع الانساني بسبب المجاعة والجفاف
وغياب الحكومة المركزية، وقد كان هذا الوضع الذى اسمته الامم المتحدة بحق كارثة انسانية بمثابة انذار قاسي لنا جميعا، وتحذير بان الشعب الصومالى الشقيق لم يعد يكفيه الحصول على إعانات دولية واقليمية انسانية فورية فحسب بل اصبح بحاجة ماسة الى تكاتف جهد المجتمع الدولى باسره لكسر حلقة العنف المفرغة المستمرة على ارضه منذ عشرين سنة وما ادت اليه من تسميم أجواء القرن الإفريقي بأكمله.

وأعتقد أن الفرصة مواتية الآن كى يقدم المجتمع الدولى كل اشكال الدعم السياسى
والفنى والمالى للجهود الصادقة التى تبذلها حكومة الرئيس شيخ شريف شيخ احمد
لانهاء المرحلة الانتقالية فى اغسطس القادم وتمهيد الطريق لمصالحة وطنية تسمح
ببناء مؤسسات دائمة للدولة الصومالية.

وأود التأكيد على أنه مع ترحيبى بالاهتمام الدولى بهذه القضية وتقديرى فان
علينا تقوية جميع اشكال التعاون العربى والافريقى لدعم شرعية المؤسسات الصومالية الوليدة، والدعوة موجهة إلى جميع الدول والمؤسسات لتوفير الدعم للمؤسساتالصومالية والتواجد الدبلوماسى في الصومال، وتشجيع المصالحة الشاملة وصولا إلى طى صفحة الحرب الاهلية من تاريخ الصومال.

إن الدول العربية أكدت مرارا عزمها الأكيد على المساهمة بقوة فى مسيرة إعادة
إعمار الصومال فور أن تسمح أوضاعه الأمنية بذلك ان التعاونِ والتنسيق الفاعلين
بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقى هو ليس فقط حاجة تمليها مصلحة التعامل
الناجع مع الازمات والنزاعات التى تنشب فى النطاق العربى الافريقى، بل هدف يجب العمل أساسا على تحقيقه فى إطار تعزيز التضامن السياسي والاقتصادى والتنموى بين دول الجنوب.

السيد الرئيس
السيدات والسادة
اليوم نجد ان جميع شعوب العالم قد مارست حقها فى تقرير المصير ونالت حريتها إلا الشعب الفلسطينى فالاحتلال الاسرائيلى لازال فارضا سطوته على هذا الشعب، ولا يقبل عقل متحضر أن نكون على أعتاب العقد الثاني من الألفية الثالثة ومازال فى عالمنا قوة قائمة على الاحتلال تضرب بالاتفاقيات والقرارات الدولية عرض الحائط، كما لا يعقل التوصل إلى سلام شامل ودائم يقوم على حل انشاء الدولتين دولة فلسطين وعاصمتها القدس ودولة اسرائيل دون الشروع والتنفيذ الدقيق القرارات الدولية المؤدية لهذا السلام..

إن ما يطلق عليه " مسيرة السلام " فى الشرق الاوسط لم تفرز سلاما بل أفرزت
مسيرة ثم حتى هذه المسيرة توقفت بسبب ممارسات إسرائيل غير القانونية فى الاراضى المحتلة، من تصعيد لسياسة الاستيطان وبناء جدار العزل العنصرى وتهويد مدينة القدس وتدمير البيوت ونشر الحواجز العسكرية التى جعلت القرى والمدن الفلسطينية جزرا منعزلة شبيهة بما يكن يسمى بال "بانتوستان" هذا الى جانب الممارسات العنصرية للمستوطنين ضد الشعب الفلسطينى بالاستيلاء على أراضيهم ومحاصيلهم وتخريب مزروعاتهم، ناهيك عن الحصار غير الشرعى وغير الانسانى المفروض على أهل فلسطين فى قطاع غزة.

ومع انسداد افق ما يسمى " مسيرة السلام" توجه الجانب الفلسطينى فى سبتمبر
الماضى إلى الامم المتحدة لنيل العضوية الكاملة.. وللاسف الظروف لم تكن مواتية فى مجلس الامن بسبب معارضة غير مبررة على الاطلاق لبعض الدول دائمة العضوية.

واننى إذ أعرب عن بالغ التقدير لمواقف الاتحاد الافريقى فى دعم فلسطين للحصول على عضوية اليونسكو فان الجامعة العربية تتطلع الى دعم ومساندة دول الاتحاد الافريقى فى الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة، إذا قررت السلطة الفلسطينية طلب الحصول على عضوية الامم المتحدة بصفة مراقب تمهيدا لنيل العضوية الكاملة.


إن مسيرة تحرر جنوب افريقيا من هول التمييز العنصري الذى عاشت تحته على مرأى ومسمع من العالم ستظل ملهمة للشعب الفلسطينى فى كفاحه التاريخي لمقاومة ظلم الاحتلال و سياسة الابارتهايد المفروضة عليه ، وليس من قبيل المصادفة ان مدارس فلسطين تحتفل هذا الشهر بيوم مولد المناضل الكبير نلسون مانديلا.. فقد صار كفاح مانديلا ضد العنصرية والاسر ملهما لاسرى ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والذين لجأوا بعد عجز كافة الوسائل إلى معركة الامعاء الخاوية واضراب مفتوح عن الطعام لمقاومة الاحتلال.
وللإشارة إلى هذه المأساة يكفى التنويه بان عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون
الإسرائيلية قد تعدى العشرة الاف أسير .. واننى على ثقة من وقوف افريقيا إلى جوار الجهود المبذولة فلسطينيا وعربيا لضمان اتخاذ مجلس الامن قرارا يلزم إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة والتوقيع على بروتوكولاتها الاضافية الخاصة بفتح سجون الاحتلال الاسرائيلي ومعتقلاته أمام اللجان الدولية المختصة بمراقبة تحقيق المعاملة الانسانية للاسرى والمعتقلين داخل هذه السجون، وكذلك تشكيل لجنة تقصى حقائق للوقوف على مدى تطبيق القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانسانى على الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وعقد اجتماع للدول الاطراف في اتفاقية جنيف الرابعة والاتفاقية الثالثة الخاصة بمعاملة أسرى الحرب . استنادا إلى قرار الجمعية العامة فى هذا الشأن.

السيدات والسادة
إن تداخل المجالين العربى والافريقى وتكاملهما حقيقة ثابتة، فالأمن الاقليمى
للقارة الافريقية يتصل بأمن كافة المناطق التى تجاوره، وبصفة خاصة أمن العالم
العربى الذي يجمع غرب آسيا و شمال وشرق افريقيا، ويتداخل عضويا مع الكيان
الاستراتيجى الافريقى فبات موقف العالم العربى وأفريقيا من مسألة الانتشار النووي واحدا ، وقد اصبحت افريقا لا نووية طبقا لاتفاقية بليندابا، بينما لايزال العالم
العربى يعمل على إقامة منطقة خالية من السلاح النووي فى عموم الشرق الأوسط
بامتداده الافريقى، خاصة وأن هناك دولا عربية افريقية تقع فى نطاق كل من بليندابا
والمنطقة الخالية فى الشرق الاوسط، ومن هنا تكمن أهمية الدعوة لتحقيق عالمية
معاهدة عدم الانتشار النووي، كأساس ضرورى لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووى ومن ثم استكمال العمل الذى قمتم به فى بليندابا، وبغير عالمية المعاهدة سيظل الموقف النووي مهددا فى افريقيا كما هو مهدد فى الشرق الاوسط.. ولن يزول هذا التهديد إلا بانضمام إسرائيل للمعاهدة ووضع قدراتها النووية تحت الاشراف الدولى .

والان بايجاز إلى الموقف المأساوي في سوريا.. ينصب جهد الجامعة العربية على
العمل على ايقاف نزيف الدم فى سوريا، ولقد روعتنا جميعا سلسلة المجازر التى تطال المواطنين دون رحمة وآخرها مجزرة التريمسة فى ريف حماة اول امس التي اسفرت عن مقتل نحو مائتي مواطن فى يوم واحد.. والتى تشير الشواهد إلى أن مسئوليتها تقع علي عاتق الحكومة السورية التي تؤكد بعثة المراقبين استخدامها للأسلحة الثقيلة من مدفعية ودبابات ومروحيات في الاعتداء على المواطنين، مما بات يدل للاسف على وجود نمط واضح لعمليات تطهير عرقى كتلك التي جرت في مدينة الحولة من قبل ان المطلوب فورا هو وقف العنف، ويعمل على فك الحصار عن المدن والأحياء السكانية، وإطلاق سراح المعتقلين وانهاء حمامات الدم الحالية واتخاذ إجراءات لحماية المدنيين السوريين ولمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، البشعة ضد الشعب السورى.

ولا أتصور أن هناك اي خيار سوي تحمل مجلس الامن لمسئولياته واصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع لالزام الحكومة السورية بوقف أعمال العنف والقتل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخطة كوفي أنان، بما في ذلك البدء في عملية الانتقال السياسي الي نظام ديموقراطي حر.. قرار يتضمن اطارا زمنيا محددا وآلية واضحة تفرض على الاطراف السورية جميعها تنفيذ خطة مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة السيد كوفى انان.
والجامعة العربية اذ تؤكد على وحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا فانها
على ثقة بدعم الموقف الافريقى للموقف العربى إذا ما تم الالتجاء إلى الجمعية
العامة للأمم المتحدة لحشد التأييد الدولى لوقف المأساة فى سوريا.

من ناحية أخرى، فان موقف الدول العربية وموقف الدول الأفريقية بات موحدا نحو
الدعم الكامل لليبيا وسيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها ودعم مسيرتها فى التحول الديمقراطى وإطلاق مسيرة الاعمار واعادة البناء، وإننا نحيى ونشيد باجراء انتخابات المؤتمر الوطنى الليبي فى يوليو الجاري لما تشكله من اهمية فى ترسيخ مسيرة ليبيا نحو تحقيق الحكم الرشيد.

وكذلك التهنئة موجهة الى كل من تونس ومصر .. رئاسة وحكومة وشعبا ... لمسيرتهم وعزمهم على تحقيق مطالب الثورة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ... فعلى الرغم من صعوبة عملية التحول الديمقراطي فى جميع بلاد العالم، إلا أن مكونات المجتمعين فى هذين البلدين العربيين الافريقيين ضربت مثالا رائعا على توافر الارادة وقدرتها على تحقيق آمال وتطلعات الشعبين نحو مستقبل زاهر باذن الله.

وختاما إن العمل العربي الأفريقى المشترك حقيقة ثابتة يجب ترسيخها مؤسسيا، انطلاقا من تاريخ افريقيا والعالم العربي المشترك ومصالحهما، وبدون هذا التعاون المؤسسى، فسوف تضار قضايانا سياسية كانت أم تنموية.. إن مسار التعاون العربى الافريقى المؤسسى تعتريه بطبيعة الحال نقاط ضعف سنعمل على علاجها، وسلبيات سنبذل الجهد للتخلص منها... غير انه فى الوقت نفسه يمكن الاشادة بما تم التوصل اليه من استراتيجيات متناسقة، وتنسيق مشترك يؤهل وبقوة اكتشاف النواقص وتصحيحها.. ولن تألو الجامعة العربية والاتحاد الافريقى جهدا ومعهما دول العالم الثالث، فى ادراج اولوياتها على الأجندة العالمية، وصولا إلى اليوم الذى تشارك فى صياغة هذه الاجندة نفسها، بما يحقق تطلعات الشعوب الافريقية والعربية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.