بدأت قوات تابعة لحركة أنصار الدين الإسلامية المتشددة اليوم الثلاثاء في هدم ضريحين في جامع "تمبكتو" الكبير والمعروف ب "مسجد جينغريبير الاثري " في المدينة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر والواقعة في شمال غرب مالي الذي تسيطر عليه الحركة منذ ثلاثة أشهر. ويعتبر المسجد المذكور أعرق مسجد في تمبكتو، وكانت منظمة اليونسكو قد صنفته ضمن التراث الإنساني العالمي، وظلت الأضرحة المحيطة به مزارا كبيرا ومقدسا لسكان المنطقة، بحسب ما أكد سكان محليون.
وقال أحد الشهود لوكالة "فرانس برس" إن "الإسلاميين يهدمون الآن ضريحين في جامع تمبكتو الكبير. وهم يطلقون النار في الهواء لإبعاد الحشد وتخويفه". وأضاف آخر أنهم يستخدمون "المجارف والمعاول".
واعتبرت اليونسكو أن وجود الإسلاميين يهدد مدينة تمبكتو الواقعة عند تخوم الصحراء الكبرى على بعد حوالي ألف كلم شمال العاصمة المالية باماكو، والتي تلقب ب "مدينة ال333 وليا" أو "جوهرة الصحراء". وهذه المدينة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1988، وتوعدت فاتو بنسودا، مدعية المحكمة الجنائية الدولية، بملاحقة المسؤولين عن تدمير الأضرحة في تمبكتو وأنه يمكن اعتبار هذه الأعمال "جرائم حرب".
وفضلا عن تمبكتو (شمال غرب) تسيطر حركات إسلامية مسلحة، منذ الفوضى التي ترافقت مع الانقلاب العسكري في 22 آذار/مارس، أيضا على غاو وكيدال (شمال شرق)، وهي المناطق الثلاث التي تشكل شمال مالي.