الزعبي : قرار الكنيست ضدى يؤكد ارتباك إسرائيل حنين الزعبي تل أبيب : بعد ساعات من تجريدها من امتيازات نيابية بسبب مشاركتها فى قافلة "أسطول الحرية" ، أكدت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلى حنين الزعبى الاثنين أن هذا القرار يؤكد مدى ارتباك إسرائيل بعد المجزرة التي ارتكبتها ضد نشطاء الحرية . وتابعت الزعبى قائلة :" إن موقف لجنة الكنيست بشأنى يشير إلى موقف إسرائيل المرتبك الذى لا يعبر عن ثقة سياسية بالنفس ، إن حدود قوة إسرائيل تكمن فى صورتها أمام المجتمع الدولى". وأكدت في تصريحات أدلت بها لقناة "الجزيرة" الاثنين استعدادها للمحاكمة ليس فقط داخل إسرائيل بل وخارجها، مطالبة بلجنة تحقيق دولية للوقوف على الانتهاكات الإسرائيلية ضد قافلة أسطول الحرية. وكانت لجنة برلمانية بالكنيست الإسرائيلى أعلنت فى وقت سابق الاثنين تجريد النائبة العربية حنين الزعبى من امتيازات نيابية بسبب مشاركتها فى قافلة "أسطول الحرية" لكسر الحصار عن قطاع غزة. وتم اتخاذ القرار بأغلبية 7 أعضاء ومعارضة عضو واحد فى اللجنة، علما بأن النواب العرب- بمن فيهم حنين الزعبى - قاطعوا هذه الجلسة . وهذه الامتيازات الثلاث هي : سحب جواز السفر الدبلوماسي منها وعدم تغطية الكنيست النفقات المترتبة على أي عملية قضائية تجري بحقها وحرمانها من حق حرية التنقل إلى الخارج في حال كانت في طريقها لارتكاب مخالفة. ولن يسري مفعول هذه العقوبات البرلمانية إلا حال موافقة الكنيست بكامل أعضائه عليها ، وفي حال تجريد حنين الزعبي من حصانتها البرلمانية فإنها قد تكون عرضة للمحاكمة وفقاً لمساعد المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية ران نيزري الذي سبق أن أوضح أن مشاركتها في رحلة السفن الدولية لم تكن لائقة. وتعقيباً على ما سبق، ، قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي في حديث للإذاعة الإسرائيلية إن الحملة التي تستهدف النواب العرب قد وصلت إلى ذروتها في الكنيست الحالي الذي وصفه بأنه أكثر كنيست عنصري في جميع الدورات التي شارك فيها كعضو للكنيست ، وأضاف الطيبي أن سلوك بعض أعضاء الكنيست كان "فظاً ووقحاً ولا أخلاقي". وكانت الزعبي فوجئت في 3 يونيو خلال جلسة للكنيست خصصت لبحث الهجوم على أسطول الحرية بعدد من النواب يهاجمونها ويحاولون إنزالها بالقوة من على المنصة . ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن النائبة العربية التي فضحت إسرائيل في مجزرة "أسطول الحرية " تلقت وابلا من الشتائم والصراخ في وجهها ، كما اتهمها هؤلاء النواب بالخيانة العظمى وهو الأمر الذي دفع النواب العرب للتدخل ومبادلتهم الاتهامات وبدأت حالة من الهرج ، مما أجبر رئيس الكنيست على إنهاء الجلسة . وكانت حنين الزعبي تشارك على متن أسطول الحرية وسارعت فور الإفراج عنها إلى اتهام إسرائيل بأنها حضرت مسبقا لارتكاب مجزرة في أسطول الحرية بهدف منع أي حملة مستقبلية لكسر الحصار عن غزة. وطالبت الزعبي بتشكيل لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة لفضح ما قامت به إسرائيل ، محملة كامل المسئولية عما حدث من اقتحام ووقوع قتلى وجرحى على الجيش الإسرائيلي وحكومته. وأضافت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في الناصرة في مطلع يونيو أن هذا النوع من الجرائم لا يمكن أن يبقى رهنا للتحقيقات الإسرائيلية , مبرزة وجود 60 صحفيا عالميا ضمن هذا الأسطول وثقوا حقيقة ما حصل. وناشدت المجتمع الدولي ممارسة الضغوط على إسرائيل للإفراج عن مئات الرهائن من المتضامنين العرب والأجانب والسماح لهم بالإدلاء بشهاداتهم لكشف حقيقة ما حصل. فضح رواية إسرائيل حنين الزعبي وفندت الزعبي التي كانت على متن السفينة التركية التي اقتحمها الإسرائيليون الرواية الإسرائيلية بأن الجيش تعرض للاعتداء من قبل بعض المتضامنين ، مؤكدة أن الرصاص أطلق بشكل عشوائي ومكثف من قبل الجيش الإسرائيلي صوب السفينة قبل أن تتم عملية الإنزال والاقتحام. وواصلت الزعبي شهادتها حول ما حصل ، قائلة :" لم أتخيل شخصيا وجميع من كانوا على متن السفينة بأننا سنكون عرضة لهذه الانتهاكات والإرهاب العسكري الذي تواصل على مدار 14 ساعة، حيث كنا منقطعين عن الاتصال مع العالم". وأضافت "إسرائيل حضرت وعلى مدار أيام لهذه الحملة العسكرية، وروجت بأن ال600 متضامن ممن كانوا على متن السفينة إرهابيون، وهيأت الرأي العام الإسرائيلي والعالمي لهذه النتائج التي رأيناها". واستطردت " توقعنا أن يتم إيقاف أسطول الحرية من قبل إسرائيل ، لكننا لم نتوقع هذا العنف العسكري بهذه الضخامة والعتاد والقوات ، وقد أيقنا أن الهدف ليس فقط منع الأسطول من الوصول إلى غزة، وإنما التسبب بأكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتضامنين". وتابعت الزعبي "توقعنا أن يتم إيقاف أسطول الحرية من قبل إسرائيل، لكننا لم نتوقع هذا العنف العسكري بهذه الضخامة والعتاد والقوات، فمن خلال حجم القوات وأسلوب عملية الإنزال أيقنا أن الهدف ليس فقط منع الأسطول من الوصول إلى غزة، وإنما التسبب بأكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتضامنين لردع أي مبادرة لفك الحصار في المستقبل". وأضافت " هناك 600 شاهد على ما حصل معتقلين في سجن بئر السبع، لا تسمح إسرائيل لهم بالإدلاء بإفاداتهم وشهاداتهم أمام الصحافة العالمية، فإسرائيل تدعي أن هناك حقيقة خاصة بها، لكن ل600 شاهد توجد لديهم حقيقة أخرى ، عندما كان أسطول الحرية على بعد 130 ميلا عن السواحل وكان في عمق المياه الإقليمية الدولية ، لاحظنا أضواء سلاح البحرية الإسرائيلية". وسردت الزعبي تفاصيل العملية ، قائلة :" الساعة كانت بعد منتصف الليل ، دخلت إلى غرفة القبطان الذي تلقى اتصالا من البحرية الإسرائيلية , طالبوه فيه بالتعريف بالسفينة وتحديد موقعها ، لاحظنا وجود أضواء لسفن إسرائيلية حيث كنا في عمق المياه الدولية ونبحر بموازاة غزة، كنا على يقين بأن إسرائيل لن تدخل المياه الإقليمية الدولية". وأضافت " في قرابة الساعة الثالثة فجرا، لاحظت وجود 14 ضوءا لسفن إسرائيلية، بقينا بعيدين حيث لاحظنا أن القوات ضخمة وأيقنا أننا لن ندخل إلى مياه غزة ، وقرابة الساعة الرابعة فجرا وبدون أي سابق إنذار أو تحذير من قبل الجيش الإسرائيلي الذي اقتحم السفينة عنوة ، اقتربت منا ثلاث سفن وسمعنا إطلاق رصاص كثيف صوبنا وأصوات انفجار القنابل ، على الفور نزل الجميع إلى الطابق السفلي الثالث بطلب من المنظمين والمرشدين، ولم يبق على السطح إلا الصحفيون". وأشارت إلى أنها تواجدت خلال عملية الاقتحام على الطابق الثاني وقرب غرفة الصحفيين في منطقة تطل بشكل مباشر على البحر, وقالت إن الموجودين على متن السفينة أرسلوا إشارات للسفن الإسرائيلية بأنهم لا يريدون أي مواجهة. وتابعت "تواجدت في الطابق الثاني وفي الساعة الرابعة والنصف فجرا، أخذت مروحية عسكرية تحلق فوق السفينة، والزوارق الحربية الإسرائيلية تقترب من الأسطول.. تمت عملية الإنزال وخلال ذلك استمر إطلاق الرصاص الكثيف من قبل أفراد الجيش، قوات كبيرة اقتحمت السفينة بدون أي سابق إنذار أو تحذير". وأردفت تقول :"في أول عشر دقائق من الاقتحام كانت هناك ثلاث جثث والعديد من الجرحى، عملية الاقتحام تواصلت واستمرت قرابة ساعة واحدة فقط، وخلال ذلك سمعنا أصوات إطلاق رصاص، ومن ثم كانت هناك مشاهد لجثث وعشرات المصابين بالرصاص الحي ". وأوضحت الزعبي أن العلاجات والإسعافات لم تقدم لأي من الجرحى بعد سيطرة الجيش على السفينة، وأكدت أنها شخصيا كتبت لافتة بالعبرية وطلبت العلاج لسبعة جرحى أصيبوا بجراح خطيرة، لكن أفراد القوات رفضوا ذلك، وتوفي اثنان بسبب عدم تقديم العلاج ، قائلة :" أنا شخصيا كتبت لافتة بالعبرية وطلبت العلاج لسبعة جرحى أصيبوا بجراح خطيرة، لكن أفراد القوات رفضوا ذلك، وتوفي اثنان بسبب عدم تقديم العلاج " . وأضافت "خلال عملية الإنزال تم ضخ المياه من قبل المروحية الإسرائيلية لإخلاء سطح السفينة ، كنا عزلا ومجردين من أي سلاح أو هراوات، وعلى مدار ساعتين ونصف أجروا تفتيشا مشددا بمساعدة الكلاب الخاصة ولم يعثروا على شيء، والمسدس الذي عثر عليه يتبع لجندي إسرائيلي ، وخلال عملية الاحتجاز تم تجميع المتضامنين في قاعات الطابق السفلي، وتم تكبيل أيديهم باستثناء النساء والكبار في السن، وخضعوا لتفتيش مهين وبقوا على هذا الحال قرابة عشر ساعات حتى رست السفينة في ميناء أسدود". وتابعت الزعبي "كان واضحا أن الهدف ليس إيقاف السفينة ومنعها من الإبحار باتجاه غزة، وإنما إيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتضامنين، وقد راودنا الشعور بأننا لن نخرج أحياء من على متن السفينة". وعلقت على المزاعم الإسرائيلية التي تحدثت عن استفزاز للجنود من قبل المتضامنين قائلة :" لم أر أي استفزاز، رأينا أشخاصا يعيشون حالة من الخوف والهلع، وهذا المشهد كان الكفيل بردعنا لكي لا نستمر في الإبحار نحو سواحل غزة، فأمامنا 14 سفينة عسكرية إسرائيلية". وخلصت إلى القول :"أدعو لتكثيف النضال والحملات الدولية لكسر الحصار عن غزة، فهذه مشاركتي الأولى لكنها لن تكون الأخيرة، فإنني أتهم الجيش الإسرائيلي بقتل الأبرياء وأحمل كامل المسؤولية للمستوى السياسي الإسرائيلي الذي اتخذ قرار تنفيذ عملية الاقتحام الإرهابية".