شدد أعضاء مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" على ضرورة تخلى الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة ودعوا المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان إلى العمل على التنفيذ الفوري للانتقال السياسي في سوريا. وعبروا في بيانهم الختامي الصادر في نهاية أعمال الاجتماع الثالث للمجموعة اليوم الجمعة بباريس والذي تلاه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي عن حرصهم على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها في وقت يهدد فيه النظام من أجل بقائه بتوريط البلاد في حرب أهلية شاملة..مؤكدين على ضرورة أن يكون لجميع السوريين مكانهم في سوريا الجديدة أيا كانت أصولهم وانتماءاتهم ودياناتهم ومعتقداتهم وجنسهم.
وأدان المشاركون في الاجتماع لجوء النظام السوري المتزايد إلى العنف بما فيه القصف واستخدام المروحيات ضد المناطق المدنية..وجددوا مطالبتهم للحكومة السورية بسحب قواتها فورا من المدن وإيقاف دخول قوات الجيش إلى المناطق الآهلة وبالتوقف عن استخدام كافة الأسلحة الثقيلة في هذه المناطق وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأعرب أعضاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري عن انشغالهم البالغ إزاء التداعيات الإقليمية المثيرة للقلق والناجمة عن استمرار الأزمة في سوريا من حيث الأمن الاقليمى والاستقرار والتنمية الاقتصادية وتدفق اللاجئين.
ورحبوا ببيان فريق عمل جنيف المتعلق بسوريا والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بالسلطات التنفيذية الكاملة..كما اتفقوا على إقصاء كل من يمس بمصداقية الانتقال السياسي في سوريا.
وطالب المشاركون رسميا النظام السوري إلى احترام تعهداته من أجل التنفيذ الكامل لخطة أنان للخروج من الأزمة والتي تتضمن ست نقاط..ودعوا جميع السوريين ومنظمات المجتمع المدني إلى إدانة علنية لانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام في سوريا.
وتعهد المشاركون أمام الشعب السوري بضرورة اتخاذ مجلس الأمن الدولي إجراء أقوى..مجددين دعمهم لمهمة أنان وعبروا عن تقديرهم للدعم المتواصل من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان الدولي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى.
وطالبوا مجلس الأمن الدولي بأداء دوره ودعم المبعوث المشترك من خلال تبنى قرار طارئ وفق الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة على أن يجدد دعمه لخطة أنان ويقر بيان فريق عمل جنيف بما فيه خطته للانتقال السياسي ويفرض تدابير وفق المادة رقم 41 من ميثاق الأممالمتحدة.
وأكد المشاركون في بيانهم الختامي على مساندتهم لعمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا المنتدبة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برئاسة باولو سيرجيو..كما حيا المشاركون التزام المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافى بيلاى بمواجهة الانتهاكات المتزايدة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان في سوريا.
وتعهدوا بدعم جهود السوريين وتلك الدولية لجمع الإثباتات التي من شأنها أن تتيح في الوقت الملائم مساءلة الضالعين في انتهاكات حقوق الإنسان وساعة النطاق الممنهجة والجسيمة.
وشدد أعضاء مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" على التزامهم مواصلة تنفيذ العقوبات المعتمدة من العديد من البلدان والمنظمات المعنية وتطبيقها بفعالية..وأشاروا إلى إنهم سيتخذون تدابير جديدة لممارسة ضغط أكبر على نظام الأسد وسيعملون على إعطائها طابعا عالميا من خلال إجراءات داخل مجلس الأمن الدولي.
وقرر المشاركون التنسيق فيما بينهم بشأن العقوبات على سوريا وخاصة خلال الاجتماع المقبل لمجموعة العمل الخاصة بالعقوبات المقرر في الدوحة في التاسع عشر من الشهر الجاري.
وأعربوا عن تقديرهم لشجاعة النشطاء السوريين في الداخل والذين يخاطرون بحياتهم يوميا من أجل إرساء الديمقراطية في سوريا..وأثنوا على الجهود التي تبذلها المعارضة من أجل تقديم جبهة أكثر توحيدا وبديل ذي مصداقية للنظام الحالي وحثوا المعارضة على مواصلة التركيز على أهدافها المشتركة.
وأشاروا إلى أن اجتماع القاهرة للمعارضة السورية الذي عقد برعاية الجامعة العربية مكن المعارضة لأول مرة من التفاهم على ميثاق وطني وعلى خطة انتقالية ملموسة ومفصلة تطرح الأسس لسوريا حرة وديمقراطية..كما قرروا تكثيف دعمهم للمعارضة السورية بما سيشمل بالنسبة لبعض المشاركين تزويد المعارضة في الداخل بوسائل اتصال تمكنها من التواصل فيما بينها ومع الخارج بشكل أكثر أمانا وتوفر لها الحماية في إطار تحركها السلمي.
وعبر أصدقاء الشعب السوري عن قلقهم حيال التدهور للوضع الانسانى في سوريا وتدفق أعداد من اللاجئين إلى البلدان المجاورة..كما أكدوا دعمهم لجهود البلدان المضيفة للاجئين..مطالبين السلطات السورية بتنفيذ الاتفاق المبرم مع الأممالمتحدة في 28 مايو الماضي لتأمين تنقل المنظمات الإنسانية الدولية في البلاد بحرية وبدون عوائق.
وجدد المشاركون التزامهم بدعم الانتقال السياسي والاقتصادي في سوريا ورحبوا بانعقاد الاجتماع الأول لمجموعة العمل الخاصة بإعادة البناء الاقتصادي والأعمار الذي عقد في 24 مايو بأبو ظبي..وحيا المشاركون الرئاسة المشتركة بين الإمارات وألمانيا على انشائها أمانة لمجموعة العمل في برلين.
ورحبوا بصياغة المعارضة السورية لرؤية اقتصادية وطنية لسوريا الجديدة وشجعوا المعارضة على مواصلة التعاون الوثيق مع مجموعة العمل ومع الأمانة العامة.
ودعوا كافة المنظمات الدولية والإقليمية إلى المساهمة في أعمال مجموعة العمل على أن تتركز كل الجهود على العملية الانتقالية لكي تتمكن سوريا الجديدة من مواجهة مجمل التحديات التي ستعترضها أيضا على الأصعدة الاقتصادية والمالية والاجتماعية وعلى مستوى الحكم الرشيد.
ورحبوا في نهاية بيانهم باستعداد المغرب لاستضافة الاجتماع المقبل لمجموعة "أصدقاء الشعب السوري"..كما عبرت إيطاليا عن استعدادها للاجتماع الذي يليه.
وفى معرض رده على أسئلة الصحفيين..أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رئيس إجتماع "أصدقاء الشعب السوري" أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا بد أن يسقط ..مشيرا إلى أن الحرية هي حق للشعب السوري.
وتابع فابيوس "سقوط بشار الأسد في أقرب أجل ممكن أمر لا بد منه"..مشددا على ضرورة دعم المعارضة السورية.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي أن الأزمة السورية الحالية تشكل تهديدا دوليا خاصة على دول الجوار (تركيا والعراق والأردن ولبنان) ولا يمكن أن نقول أن ما يحدث في سوريا هو مجرد قضية داخلية.
وأعرب فابيوس عن أمله في أن تتحرك الأمور بسرعة "لأن الوضع مستمر منذ أشهر طويلة" حيث قتل أكثر من 17 ألف شخص بخلاف عشرات الاف من الجرحى.
وأوضح فابيوس أنه استخدم من قبل لفظ "حرب أهلية" على ما يجرى في سوريا الآن..مشيرا إلى أن الأمر ليس بالحرب الأهلية ولكن ما تشهده سوريا حاليا ينذر ب"حرب طائفية".
وفيما يخص إتفاق جنيف..أوضح فابيوس أن القوى الدولية بما في ذلك الصين وروسيا وافقوا السبت الماضي على نص جنيف الذي يشير وان اختلفت التفسيرات على انه ينبغي أن تكون الآن هناك هيئة حاكمة وتكون لها السلطة التنفيذية التي هي اليوم في يد بشار الأسد وبالتالي فإن معنى النص أن الأسد لن يكون بالطبع جزء من السلطة التنفيذية.