حسنا فعل الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء حينما شكل هيئه مستقله لتنمية سيناء . وخصص لها ميزانية ضخمه . بحوافز مغريه للعاملين بها . تشجيعا لهم على الاقامه الدائمه فى سيناء ضمن المشروع القومى الوطنى الشامل لتعمير وتنمية سيناء . كخط احمر للامن القومى المصرى والعربى الشامل ونحن جميعا فى مصر المحروسه نستبشر خيرا بقرار الجنزورى. وهو قرار مختلف شكلا وموضوعا . عن قرار مشابه كان المخلوع حسنى مبارك قد اصدر قبل عامين من خلعه . ولكنه لم ينفذ وانما كان مجرد حبر على ورق . ضمن لعبه ( حلق حوش ) الذى كان المخلوع يلعبها مع اجهزه الدوله الوطنية . والتى تسعى لحمايه الامن القومى للبلاد . بينما كان المخلوع يعتقد انه يخدعها ويحمى اسرائيل صاحبه الفضل عليه لكن الوضع الحالى والمناخ السائد بعد ثورة يناير مختلف جذريا.
ويكفى ان مصر الان من المفترض انها فى وضع افضل بكل المقاييس بعد ان تم اسقاط المخلوع وعصابته وايضا فأن الدكتور كمال الجنزورى هو احد ضحايا مبارك وسياساته . والرجل قمه فى الوطنية والنزاهه . كما انه احد ابرز علماء التخطيط فى مصر . ومن هنا فالرجل جاد فى تعمير سيناء لانها ضرورة امن قومى وضرورة تنمية وحل جذرى لكثير من المشكلات العويصه التى ارهقت واستنزفت مصر .
لان مصر استغلال واستثمار سيناء يمكن ان يحل نحو 70 % من مشكلات مصر .
ويدفع التنمية بشكل هائل . وربما يكون التفكير فى انشاء محافظه ثالثه فى وسط سيناء بعد محافظتى الشمال والجنوب مكملا لقرار انشاء هيئه تعمير وتنمية سيناء . خاصه وانه قد ان الاوان للاستفادة الحقيقية من هذه المساحه الخالية الهائله من مساحه مصر .
والمليئة بالثروات الطبيعية . واذا كانت وزارة الدكتور الجنزورى قد نجحت فى تحقيق الكثير فى الوقت القصير جدا . والتى تولت فيه أمور الدولة . خاصه فى مناخ عاصف ملىء بالتوتر والازمات وتراجع الانتاج وقله الموارد . وتفرغ الكثيرين للمظاهرات والاضرابات والاعتصامات فأن افضل ما تختم به فترة عملها هو وضع خطوات عملية حقيقية لتعمير سيناء واستثمارها على الوجه الاكمل . لكى تفتح الطريق للوزارة المقبله ايا كان الرئيس المنتخب فى التواصل مع نفس هذا النهج الوطنى . فسواء استمرت وزارة الجنزورى او رحلت بعد شكرها لقيامها بواجبها على اكمل وجه . فأنها حددت بوضوح طريق النهضه والتقدم والتنمية .
لان وضع خمسه ملايين مصرى فى سيناء امر ينهى والى الابد عزلتها . ويقضى جذريا على كافه المخاطر التى تهددها سواء بالمؤامرات او الارهاب المفتعل او محاولات ما يسمى بالوطن البديل . واعتقد ان سيناء مؤهله لان تكون المشروع القومى الغائب الذى يبحث عنه الكثيرون . ويزنوون انه طوق النجاه للأمه . التى لا تتوحد ولا تتقدم الا فى ظل تحديات وطنية ومشروع قومى جامع يضم الأمه كلها . وهو درس التاريخ المصرى فى جميع عصوره المختلفه . ومن هنا فأنه يمكن للرئيس المنتخب ان يضع مشروع تنمية سيناء كمشروع قومى حقيقى يرتبط بثورة يناير . التى يجب ان تكون ثوره للتنمية الشامله وللتقدم مثلما كانت ثورة 23 يوليه ثورة للتقدم وللتنمية الشامله ولرفع مستوى المعيشه واحداث تغيرات جذرية اجتماعية وهى نفس ما يمكن تحقيقة من خلال تنمية سيناء .
وهى تنمية لا تتعارض بل ربما تتكامل مع تنمية اجزاء اخرى فى مصر من توشكى للصعيد للصحراء الغربية . ان مصر فى حاجه ماسه للتنمية الشاملة . لكى تستطيع انجاز المطلوب اجتماعيا واقتصاديا ان مصر تستعد للنهوض وعوده عافيتها مره اخرى . بعد ان انزاح من عليها الكابوس الرهيب المسمى بحسنى مبارك فمصر تقترب من مكانتها اللائقه برغم كل ما تعرضت وتتعرض له من مؤامرات ودسائس.