أعدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا مطولا عن العلاقة المستقبلية بين الرئيس المصري محمد مرسى والمجلس العسكري، قائلة: "إنه منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك من السلطة ، وإعطاء جنرالات الجيش دستورا فريدا من نوعه وإعطاء لنفسه صلاحيات مستقلة عن السلطة التنفيذية متمثلة في رئيس الجمهورية وحكومته أقوى مما كانت عليه عندما كان حاكما للبلاد مع انتخاب الرئيس الجديد ذي الخلفية الإسلامية، يؤكد تبنى المؤسسة العسكرية النموذج التركي ،متسائلة في الوقت نفسه، هل سيساعد هذا الأمر على إبقاء مصر علمانية وحفظ حقوق الأقليات؟. وقالت يديعوت في تقريريها الذي نقلته وكالة "سما" الفلسطينية اليوم الاثنين "الآن مصر لديها رئيس منتخب وتعيش في مجتمع حر وديمقراطي، وعلى ما يبدو فإن جنرالاتها أقوياء، ويقومون بنسخ النموذج التركي، كما أنه أبقى قوته العسكرية وفى الوقت نفسه سمح بتسليم السلطة لحكم مدني كامل مع بعض الزخارف الديمقراطية".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا النموذج لا تتباهى به تركيا الآن، ولكن هذا النموذج من الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي جعل المواطن العادي يتطلع لبقاء الجيش في هذه المكانة للحفاظ على مدنية الدولة.
وزعمت يديعوت أن جنرالات المجلس العسكري الذين سيطروا على السلطة في مصر انتقلوا إلى هوية القوى الأخرى قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 16 و17 يونيو وأعلنوا انتصار محمد مرسى مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" في الانتخابات، وتم تنصيبه رئيسا.
وادعت الصحيفة العبرية أن مصر التي أجرت في الآونة الأخيرة مفاوضات سرية للتوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة، أصبح لدى الجيش حاليا القوة البرلمانية الكاملة وعملية المراقبة للتفاوض على كتابة الدستور الجديد، مضيفة أن هذا لم يكف وأصبح للمجلس العسكري الكلمة الأخيرة فى السياسة الخارجية والأمنية.
وقالت يديعوت إن المجلس العسكري زرع بذور ترتيب تقاسم السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى 11فبراير 2011 مباشرة، وأن الجنرالات أمروا بترجمة دستور تركيا عام 1982 إلى اللغة العربية وفقا لدراسة أعدها الباحث الأمريكي ستيفن كوك بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية ومقرها نيويورك.
ونقلت يديعوت عن خبراء استراتيجيين قولهم "إن الجنرالات يريدون حالة فريدة من نوعها في الدستور الجديد لتكون المؤسسة العسكرية مستقلة عن السلطة التنفيذية، بل وأقوى مما كانت عليه، بعكس الجيش الإسرائيلي الذي يؤدى سياسات دولته على نحو مباشر أو غير مباشر".
وأشارت يديعوت إلى أنه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي أراد الجيش التركي الحصول على فرض سيطرته على الدولة وحماية الطابع العلماني للبلاد، مضيفة أنه على الرغم من أن مصر لم تكن علمانية، مثل تركيا إلا أن وجهة النظر العامة تبدو بأن دوافع المصريين ورغبتهم في منع قوة الإخوان المسلمين وتحقيق مكاسب للإسلاميين في الحكومة الجديدة.
وقالت الصحيفة العبرية: "إن المصريين يريدون أن يحذوا حذو النموذج التركي بالرغم من أن تركيا قد غيرت هذا الطابع منذ عقد من الزمان وتعرضت السلطة السياسية للجيش بصورة رئيسية للحكومة التي يقودها الإسلاميون والتي اكتسبت تأييد الرأي العام على نطاق واسع".