قالت مصادر سودانية ان نحو 130 شخصاً امتثلوا الأحد أمام القضاء السوداني بعد اعتقالهم من قبل السلطات الأمنية على خلفية التظاهرات التي خرجت خلال الأيام الماضية. وأشارت المصادر إلى أنه ستتم محاكمة المعتقلين بتهمة إثارة الشغب والقيام بأعمال تحريضية، وحسب مصادر قانونية فإنه من المتوقع أن تكون جلسات، الأحد، للاستماع فقط والنظر في التهم الموجهة لهم.
وكانت مصادر إعلامية أكدت، السبت، اعتقال نحو ألف شخص خلال تظاهرات "جمعة لحس الكوع"، أي ما يوازي عدد المعتقلين طوال الأسبوعين الأولين من الحركة الاحتجاجية التي انطلقت شراراتها بعد رفع الحكومة الدعم عن أسعار المحروقات.
وفي سياق متصل، ذكر مراسلنا في الخرطوم أن قوات الأمن السودانية قامت بتفريق تظاهرة لعشرات الطلاب داخل كلية الطب في العاصمة، كما وقعت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في أم أمبده في أم درمان بالإضافة إلى مدينة عطبرة.
وكانت منظمة الدفاع عن الحقوق والحريات ذكرت أن قمع تظاهرات "جمعة لحس الكوع" أسفر عن مئات الجرحى، موضحة أن من بين المصابين مسنون أغمي عليهم بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع، فضلا عن آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب بالهراوات.
وقال مسؤول في المنظمة المذكورة، رافضا كشف هويته: "إن البعض اعتقل ثم أفرج عنه، في حين اقتيد آخرون إلى سجون غير معروفة".
وأضاف المسؤول: "لا يمكنك أن تعلم أين هم موجودون، ولا يحق لك حتى أن تسأل".
ومن بين المعتقلين، الصحفي السوداني المتعاقد مع وكالة "فرانس برس" طلال سعد، الذي اعتقل في مكاتب الوكالة في الخرطوم عندما كان عائدا بصور التقطها لإحدى التظاهرات.
وكان المتظاهرون في جمعة "لحس الكوع" أحرقوا إطارات مطاطية ورشقوا عناصر الشرطة بالحجارة، الأمر الذي يتكرر منذ أسبوعين في العديد من أحياء العاصمة السودانية ومدن أخرى.