أكد خبراء وسياسيون وأكاديميون أردنيون أن الخيار السياسي للسلطة الفلسطينية يواجه مأزقا صعبا، وطريقا مسدودا بعد فشل المفاوضات مع إسرائيل في إحراز أي تقدم نحو إقامة الدولة المستقلة القابلة للحياة . وطالب الخبراء في الندوة التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن اليوم السبت بالتعاون مع مركز الشئون الفلسطينية والمنتدى الدولي للشرق الأوسط تحت عنوان (مستقبل السلطة الفلسطينية), بضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية حاليا. ودعا الدكتور أحمد نوفل أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك الأردنية, إلى ضرورة قيام السلطة الفلسطينية بحل نفسها ، وإحياء المقاومة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، مشددا على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق المصالحة في ظل المنعطف الخطير الذي تمر به القضية الآن . ومن جهته ، أشار عاطف الجولاني رئيس تحرير صحيفة (السبيل) الأردنية إلى أن إدارة السلطة الفلسطينية لملف العلاقات السياسية مع الجانب الإسرائيلي يظهر ارتباكا في الأداء وضعفا في الانجاز مما أثر سلبا على قناعة كثير من الفلسطينيين في جدوى استمرار المفاوضات بل جدوى استمرار السلطة ذاتها في أداء مهامها . وقال عاطف الجولاني رئيس تحرير صحيفة (السبيل) الأردنية: "إنه ورغم حديث السلطة الفلسطينية عن إمكانية اللجوء لخيارات بديلة في حال استمر جمود المفاوضات فإنها تبدو متمسكة بهذا المسار الذي يراه البعض عبثا". وأضاف: "أن هناك من يرى أن حديث السلطة عن خيارات بديلة ما هو إلا محاولة لممارسة الضغوط على الأطراف المؤثرة في عملية التفاوض من أجل لعب دور أكبر في إقناع الجانب الإسرائيلي بإبداء قدر من المرونة السياسية وهو ما لم يتحقق حتى هذه اللحظة".
ومن ناحيته، أكد جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أهمية عقد هذه الندوة والتي جاءت لبحث آفاق ومستقبل السلطة والخيارات المتاحة وبالتالي البحث في إمكانية إعادة تعريف دورها شكلا ومضمونا بعد مرور قرابة عشرين عاما على اتفاقات (أوسلو) التي أسست السلطة الوطنية الفلسطينية . وتمحور النقاش خلال الندوة, حول المشهد السياسي الفلسطيني القائم للقضية الفلسطينية والسلطة بين الحل وإعادة بناء دورها، حيث ركز المشاركون على ضرورة الأخذ في الحسبان، ماذا سيحدث في اليوم التالي لحل السلطة أو انهيارها. وتهدف الندوة التي شارك فيها سياسيون وخبراء وأكاديميون إلى مناقشة واقع السلطة الفلسطينية ودورها في القضية ، وتحديد مقومات ذلك والتحديات التي تواجهها والمشهد السياسي القائم للقضية الفلسطينية ، وواقع الوضع الداخلي الفلسطيني وآفاقه .