الدوحة: ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري الذي تستضيفه الدوحة حالياً استضاف الصالون الثقافي أمس محاضرة للدكتور بومدين بوزيد من جامعة وهران الجزائرية حملت عنوان "إسهامات الثقافة الجزائرية في إثراء الثقافة العربية"، وأدار المحاضرة د.محمد خليفة الكواري وتابعها جمع من المثقفين والمهتمين بشؤون الثقافة العربية. ووفقاً لصحيفة "العرب" القطرية استهل د.بومدين كلمته يتساؤل مهم وهو "هل كان هناك تأثير للجزائر أو المغرب الأوسط على الثقافة المشرقية؟"، مضيفاً "إذا كان هناك تأثير أين يتجلى إذن؟ وما أسبابه؟". وخلال المحاضرة أشار د.بومدين إلى أن عملية ربط المشرق بالمغرب على أساس أن الثقافة والفكر عند المغاربة مستمد من المشارقة، هي عملية آلية أغفلت الكثير من الجوانب الاجتهادية، وفي هذا السياق ذكر نماذج من الغرب الإسلامي حاولت تجاوز هذا الربط، من ذلك ما كتبه ابن بسام تحت عنوان "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة"، وعدد فيه مناقب وآثار الغرب الإسلامي، كذلك كتاب "نفح الطيب" للمقري ودوره في إبراز الإسهام المغربي في الثقافة الإسلامية. وأوضح الأكاديمي الجزائري انه توالت مبادرات النقاش المغربي المشرقي طوال العصور حتى تجددت المسألة في زمننا بين الطرفين، وتحديداً نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في حوار بين المفكرين عابد الجابري وحسن حنفي، وطرحت فكرة أن المغاربة يميلون إلى العقل والمشارقة إلى العاطفة، بينما أكد المحاضر أن هذا التقسيم غير سليم وهو متجاوز الآن لأنه يغذي الشعور بالمركزية ويهمش الآخرين. وأشار دكتور بومدين خلال المحاضرة إلى المخطوطات الجزائرية المبثوثة في المكتبات الشرقية، ودور العلماء الجزائريين في المسجد الأموي بدمشق، وحضور المتصوفة الجزائريين في مدينة الإسكندرية المصرية، إضافة إلى مساهمة ابن العنابي مفتي الأحناف بالأسكندرية ومن بعده زميله المفتي المصطفى الكبابطي. ومن العلماء الجزائريين الذين لازالت آثارهم متداولة في المدارس التقليدية في المشرق ذكر المحاضر الشيخ الأخضري الذي اختصر المنطق الأرسطي في أرجوزة شعرية سماها "السلم المرونق في علم المنطق"، والشريف التلمساني صاحب "مفتاح الوصول إلى علم الأصول" وغيرهم. وفي الختام تساءل د. بومدين "كيف نعيد قراءة تراثنا بعيدا عن وهم المركزية والتمركز حول الذات ؟"، كما أقترح فكرة " المدن المعرفية" التي تجعل المعلومة جزءا من السوق.