رأت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية اليوم الثلاثاء, أن الانتقاد اللاذع الذي وجهته إيران لدول مجموعة (5+1) خلال محادثات موسكو بسبب عرض الأخيرة اقتراحا يقضى بضرورة أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي, و هي تعد ضربة أخرى تضاف إلى الهزائم المتتالية للجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الإيرانية. وأشارت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني, " إلى إعداد كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي قائمة مطولة أوضح فيها اعتراضات بلاده على المقترح الغربي، وذلك خلال جلسة تفاوضية استمرت 5 ساعات شرح فيها أوجه الخلاف بين بلاده والغرب، والذي يعود تاريخه إلى عام 1968. وحول هذا الأمر، نقلت الصحيفة عن مايكل مان المتحدث باسم مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون السياسة الخارجية كاثرين آشتون, وصفه لأجواء الجلسة بأنها كانت "مكثفة وصعبة"، حيث قال: "إن الإيرانيين ناقشوا المقترح الغربي بكل وضوح، إلا أنه لم يناقش في ظل أجواء هادئة على عكس ما كنا نأمل". وأضاف: "أن كلا الطرفين قد عرضا وجهات نظريهما حيال الموقف الراهن خلال الليلة الماضية، وأنهما سيتطرقان في اجتماع اليوم إلى مناقشة الخطوة القادمة ومعرفة ما إذا كان هناك ضرورة لتحديد موعد لعقد جولة أخرى من المحادثات". وأبرزت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية رأيا آخر حول اعتراضات إيران، حيث نقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم في هذا الصدد: "إن الاعتراضات الإيرانية ربما لا تمثل ضربة أو انتكاسة للمحادثات بالشكل الذي تظهر عليه حاليا"، مشيرين إلى أن الإيرانيين عادة ما يغيرون مواقفهم بعد قيامهم بتصرف عدائي, كي تتفق الأمور مع مصالحهم.
وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى، طالبا عدم ذكر اسمه: "إن لدى الإيرانيين سببا يدفعهم على ضرورة أن يواصلوا هذه المحادثات". وأوضحت الصحيفة, أنه غالبا ما يؤدى كل توقف مؤقت لسير المحادثات النووية مع الإيرانيين إلى اضطراب أسواق النفط العالمية وإحياء الحديث عن هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، لافتة إلى أن الاعتراضات الإيرانية ربما تعزز معارضة عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي لإجراء محادثات مع طهران. وأضافت: "أن ما يؤكد هذا الاحتمال هو إرسال نحو 44 سيناتورا أمريكيا، من بينهم بعض الديمقراطيين الليبراليين، خطابا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدعونه فيه إلى إعادة النظر في خيار المحادثات إن لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس حيال هذا الشأن في محادثات موسكو".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول: "إن إيران حاولت خلال جلسة الأمس إقناع الغرب بضرورة تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم على أرضها، لتفاجأ بمقترح غربي, يدعو إلى التوصل إلى حل مؤقت يقضى بأن توقف إيران تخصيب اليورانيوم عند نسبة 20%, وأن تزيل موقعا كانت قد شيدته تحت الأرض ويتم فيه إنتاج هذه المواد وإرسالها إلى مخزون موجود خارج البلاد".