عمان: رحل عن عالمنا أمس الكاتب والسياسي الفلسطيني عبدالله الحوراني وذلك في العاصمة الأردنية عمان عن عمر يناهز ال 76 عاماً بعد صراع مع المرض، وكان الفقيد حد أهم المختصين في قضية اللاجئين الفلسطينيين والمدافعين عن حق العودة. وقد نعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الفقيد للشعب الفلسطيني والعربي وبحسب صحيفة "الحياة" جاء في البيان الذي أصدرته اللجنة التنفيذية تنعي فيه الفقيد " كان الراحل الكبير من المدافعين المخلصين عن الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وساهم إلى جانب مؤسسي الثورة الفلسطينية المعاصرة في صون الهوية الوطنية الفلسطينية وأبعادها الإنسانية بنشاطه الوطني والقومي الكبير". وأضافت اللجنة في نعيها أنه "برحيل هذا القائد الكبير تفقد الحركة الوطنية الفلسطينية علماً من أعلامها الذين أفنوا حياتهم دفاعاً عن الوطنية الفلسطينية ورمزها المتمثل في منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده". يذكر أن الحوراني شغل عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حتى عام 1996، وشغل حتى وفاته عضوية المجلسين الوطني والمركزي للمنظمة، ورأس اللجنة السياسية في المجلس الوطني، كما أسس قبل أكثر من عشر سنوات المركز القومي للبحوث والدراسات في غزة. ويعد الفقيد أحد أهم المختصين في قضية اللاجئين الفلسطينيين والمدافعين عن حق العودة، والناشطين في تعبئة الشعب الفلسطيني وتنظيمه للدفاع عن هذا الحق، كما كان من المعارضين لاتفاق أوسلو للسلام الذي وقعته منظمة التحرير مع اسرائيل عام 1993. ولد الحوراني بقرية المسمية، وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في قطاع غزة، وحصل على الإجازة الجامعية في الآداب. بدأ تجربته النضالية أواسط الخمسينات في التصدي لمشاريع توطين اللاجئين، ثم ضد الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة عام 1956 في العدوان الثلاثي، واعتقل لفترة وجيزة، وعمل في مجال التدريس، مدرساً ثم مديراً لمدرسة في مخيم اللاجئين بخان يونس، عرفت باسمه حتى الآن، بسبب دورها في النشاط الوطني. أُبعد من قطاع غزة عام 1963 بسبب نشاطه السياسي، وعمل في دبي في مجال التدريس لمدة سنتين، من 63 1965، ثم أبعد منها ورحل بسبب نشاطه السياسي أيضاً، حيث كانت دبي تخضع لسلطة المعتمد البريطاني. كما عمل الراحل عمل في سوريا في حقل الإعلام وكان مديرا لإذاعة فلسطين ثم مديرا لهيئة الإذاعة والتليفزيون السوري، ثم مديرا عاما لمعهد الإعلام بسوريا ثم التحق بالثورة، وعمل مديرا عاما لدائرة الإعلام والتوجيه القومي منذ 1969 ثم عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من 1984 – 1996. أسس الحوراني الدائرة الثقافية في منظمة التحرير الفلسطينية، وأشرف على كل الأنشطة الثقافية الفلسطينية، كما أسس المركز القومي للدراسات والتوثيق في غزة / فلسطين وتولى رئاسته. عرف الفقيد باهتمامه بالقضايا القومية، فكرياً وسياسياً، وسخر السنوات الأخيرة من حياته للعمل في مجال الكتابة والندوات والمحاضرات، والمؤتمرات القومية، وله عدة مؤلفات نذكر منها: التطبيع الثقافي وأثره في الصراع العربي الصهيوني، التحالف الغربي الصهيوني والأمة العربية، رؤية عبد الناصر للصراع العربي الصهيوني، اللاجئون الفلسطينيون قضية وموقف، فلسطين في حياة جمال عبد الناصر.