في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المفكر والمناضل القومي والوطني عبد الله الحوراني (أبو منيف)، أصدر الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام المركز القومي للدراسات والتوثيق كتابا عن الراحل الكبير بعنوان "عبد الله الحوراني حارس تراب الوطن" من منشورات المركز القومي للدراسات والتوثيق. ويأتي هذا الكتاب كما جاء في المقدمة، خطوة في سبيل تخليد ذكرى الراحل، تم فيه جمع كل ما كتب عنه من أصدقائه ومحبيه، ومن كتاب ومثقفين عايشوه .. كتبوا يرثونه ويخلدون مآثره ومواقفه ومبادئه ونضالاته القومية والوطنية. وقد كتب معد الكتاب في مقدمته: "مر عام على رحيلك .. من أقسى الأعوام .. لم تنطفئ الشعلة .. ولم تخمد نارك في قلوبنا .. مازلنا حيارى من بعدك .. نبحث عن البوصلة .. فقد كنت أنت البوصلة. لم تشهد معنا .. بل شهدنا ما ناديت به .. قوة الشعوب على التغيير .. وقدرتها على إدارة المعركة .. هذا هو ما زرعته فينا حين ناديت بأن القوى الشعبية دائما أسبق من حكامها في تحديد المصير، وصنع القرار. بكيناك عاما .. ولم يجف الدمع بعد .. فنحن سنبكيك أبد الدهر .. فأنت تستحق منا البكاء، ولكن ماذا يساوي دمعنا أمام قامتك وشموخك وفكرك ونضالك، لا يساوى شيئا .. إلا أنه يخفف طاقة الحزن في قلوبنا. في التاسع والعشرين من نوفمبر، قبل عام، رحلت دون أن نودعك .. مما زاد الحزن والألم .. ولكن كيف نودعك .. وأنت لم تغب عنا .. أنت حاضر فينا .. أنت حاضر بيننا .. صورتك ما زالت معلقة نمسح كل يوم عنها غبار اليوم الماضي .. وننتظرك. رحلت في يوم لا ينسى من ذاكرة شعبنا، أنه اليوم الذي أعلنوا فيه عن تقسيم فلسطين .. وبعد سنوات أعلنوه يوم للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، أنه يوم خالد .. لا ينسى .. فكيف ننساك. لقد خلدك التاريخ .. الشعب .. الوطن، فأنت ابن هذا الوطن البار، قدمت الكثير ... ولم تأخذ إلا حبنا، واحترامنا، وتقديرنا، وذكراك العطرة في قلوبنا، وخلودك الذي لا ينسى". وأضاف، "إن غياب أبو منيف خسارة فلسطينية كبيرة، لأنه ليس من اليسير أن يجد الفلسطينيون من يملأ مكانه ويسد الفراغ الذي تركه في المستقبل القريب، وهو خسارة عربية وإنسانية، لأنه من الصعب أن نجد الكثيرين ممن سخروا أنفسهم لخدمة قضايا أوطانهم وأمتهم، ونجحوا في نيل المصداقية والاحترام. سيبقى عبد الله الحوراني نموذجا يحتذى لأبناء هذا الجيل وأبناء الأجيال القادمة، فقد كانت شخصيته وثقافته وفكره متجاوزة للزمن، لهذا لن تجد فيه الأجيال القادمة شخصا وفكرا غريبا عنهم، وعن اهتماماتهم وتطلعاتهم الفكرية والثقافية". وقد ضم الكتاب سيرة حياة الراحل ومؤلفاته، وكلمات التأبين التي ألقيت في ذكراه الأربعين، وما يزيد عن ثلاثين مقالا وشهادة كتبها أصدقاء الراحل ومحبوه، وقصائد شعر ترثيه وتعدد مناقبه وسيرته العطرة. وجاء على الغلاف الخارجي للكتاب نعي سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) للراحل أبو منيف، قائلا: "كان الراحل الكبير من المدافعين المخلصين عن الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وساهم إلى جانب مؤسسي الثورة الفلسطينية المعاصرة في صيانة الهوية الوطنية الفلسطينية وأبعادها الإنسانية بنشاطه الوطني والقومي الكبير. وبرحيل هذا القائد الكبير تفقد الحركة الوطنية الفلسطينية علماً من أعلامها الذين أفنوا حياتهم دفاعاً عن الوطنية الفلسطينية ورمزها المتمثل في منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده". ومن الجدير ذكره في هذا المقام أن سيادة الرئيس أبو مازن كرم الراحل في ذكراه بمنحه وسام نجمة الشرف تقديرا لدوره الوطني والسياسي والثقافي في خدمة القضية الفلسطينية. ونشير إلى أن هذا الكتاب وزع بشكل كبير في الاحتفال الذي أقيم بغزة لإحياء الذكرى السنوية للراحل الكبير عبد الله الحوراني (أبو منيف).