لا تزال الاحداث الراهنة فى سوريا تتصدر صفحات كبريات الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاحد وحالة التقاعس الدولية عن الاطاحة بالرئيس السورى. فقد تساءلت صحيفة "الجارديان" فى تقرير اوردته على موقعها الالكترونى عن اسباب تقاعس قوى الغرب عن الإطاحة بنظام الاسد المستبد الذى يقوم بحملات عنيفة ومميتة ضد الحركات المناوئة له .
واشارت الصحيفة الى اصابع الاتهام الى روسيا والصين اللتين وقفتا عائقا امام قرارات لمجلس الامن الدولى لتضييق الخناق على بشار الاسد وفرض عقوبات صارمة ضده.
وتابعت الصحيفة انه بعد ارتكاب نظام الاسد مجزرة في بلدة الحولة أودت بحياة 108 أشخاص، أصر وزير الخارجية الروسي على أن الطرفين، الحكومة والمعارضة، يتحملان المسئولية عن المجزرة.
واوضحت الصحيفة ان وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف اعلن ان بلاده لم تعد تقف عائقا امام مغادرة الرئيس السورى اذا رغب شعبه فى الاطاحة به الا ان هذه التصريحات تأتى رغم اصرار روسيا على عدم التدخل الخارجى فى الصراع السورى وبخاصة تدخل عسكرى .
واضافت الصحيفة انه على الرغم من أن التصريحات الروسية لم تحدد كيفية انهاء الصراع وعملية نقل سياسى للسلطة فانها تدل على تراجع روسيا عن موقفها المدعم للاسد منذ انطلاق مظاهرات ضده العام الماضى .
وفى السياق ذاته ذكرت صحيفة "الاندبندنت" أن دول غربية كانت تعامل حكام عرب ديكتاتوريين بمعاملة ودية فيما ارتكب بعضهم مجازر ضد شعبه والبعض الآخر قمع المعارضين بالحملات عنيفة وتعذيب فى السجون .
واشارت الصحيفة الى الاحداث والمجازر التى حدثت في سوريا حاليا ومنذ زمن طويل، فقد تعرضت حماه منذ شهور لعدة مجازر كما تعرضت سابقا حين قام نظام الاسد بقتل الآلاف في المدينة عام 1982 لكنها لم تحظ بتغطية إعلامية تذكر ولم يتعرض حافظ الأسد الذين كان رئيسا في ذلك الوقت إلى ضغوط غربية .
وتابعت ان بشار الاسد نجل حافظ الذي حظي بعلاقة ودية مع رئيس الوزراء السابق توني بلير، فقد بدأ عهده بوعود الإصلاح التي لم ينفذ منها إلا القليل .
ومضت الصحيفة فى تقريرها ان هناك أدلة على ارتكاب مجازر في قرى سورية الا انه هذا لم يدفع الغرب الى استخدام الخيار العسكري لإطاحة النظام السورى المستبد وتخليص شعب يسعى الى الديمقراطية وعدالة اجتماعية كما فعل في ليبيا.
والقت الصحيفة اللوم على موقف روسيا والصين حيال هذا الامر حيث انهما تعيقان اتخاذ اى موقف حازم في الأممالمتحدة ضد سوريا .
واختتمت الصحيفة تقريرها بان الحكومات الغربية تقضى الكثير من وقتها فى استرضاء حكومات سيئة مستبدة بينما يضع الأسد خططا لقتل معارضيه فى اسرع وقت ممكن الا انه من الافضل ان تدرك الصين وروسيا ان الرئيس السورى يؤجج صراع طائفي وقد يكون هناك اختيار بين تدخل عسكري دولي أو حرب أهلية .