ينتهي اليوم السبت، تصويت المصريين بالخارج بجولة الإعادة والحسم للانتخابات الرئاسية بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى، حيث تغلق السفارات والقنصليات المصرية أبوابها في تمام الثامنة من مساء اليوم السبت مع احتمالات بمد ساعات العمل في حالة التكدس الشديد الذي تشهده دائما العملية الانتخابية في الساعات الأخيرة، مثلما حدث بالجولة الأولى، خاصة بدول السعودية والخليج. وكشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الخارجية عن إقبال ملحوظ لأبناء الجاليات المصرية في الأيام الأخيرة للإدلاء بأصواتهم فى جولة الإعادة، على عكس المعتاد من انخفاض أعداد الناخبين في جولات الإعادة، حيث سجلت الأرقام تصويت 50 ألف مصري في كل يوم انتخابي منذ بدء عمليات الاقتراع السبت الماضي.
وأبرزت الأرقام التى أعلنها الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الخميس الماضى، صدارة المصريين بدول الكويت والسعودية والخليج عموما قائمة الأعلى تصويتا. ففى الكويت حافظ المصريون المقيمون بها على تربعهم على عرش الأعلى تصويتا بالخارج بصفة عامة بعدد ناخبين تجاوز 35 ألف ناخب، يليها الرياض بنحو 30500 ناخب، ثم جدة 27200 والدوحة 11200 ثم دبى 8500، بينما تقدمت قنصلية مصر فى نيويورك لتصبح أكثر بعثة غير عربية من حيث عدد الأصوات، وذلك بتسلمها، حتى الأربعاء، بطاقات اقتراع نحو 2500 ناخب وكانت ميلانو تحتل الصدارة فى ثالث أيام التصويت وقبلها باريس فى الأيام الأولى، إلا أنه مع عودة خدمة البريد للعمل بشكل منتظم بالولايات المتحدة الاثنين الماضى تقدمت نيويورك لتعتلى قمة الأعلى تصويتا فى الغرب.
وتتركز نسبة كبيرة من أصوات المصريين بالخارج فى السعودية وحدها بحوالى 150 ألف صوت انتخابى شاركوا بالجولة الأولى من 320 ألف مصرى حول العالم ذهبوا لصناديق الاقتراع، فى حين أن إجمالى المصريين بالخارج المسجلين لأسمائهم على موقع اللجنة العليا يبلغ 581 ألف صوت تقريبا.
وتتزايد توقعات ميل المصريين بالسعودية ودول الخليج عامة إلى المرشح الرئاسى محمد مرسى لخلفيته الإسلامية، حيث أثبتت التجارب الانتخابية السابقة، سواء فى البرلمان أو الجولة الأولى للرئاسة، ميل المصريين بالسعودية والخليج إلى المرشحين من ذوى المرجعية الإسلامية، وكان أبرزها فوز مرشحي حزبي الحرية والعدالة والنور في انتخابات مجلس الشعب بما يزيد عن 65% من أصوات المصريين بالخارج أغلبها بالسعودية والخليج، كما حقق مرسى والمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح مراكز متقدمة بتلك الدول في المرحلة الأولى، ويزيد من هذه التوقعات احتمالات ذهاب أصوات مؤيدي أبو الفتوح إلى مرسى في حين تزيد احتمالات حصول شفيق على أصوات المرشح السابق عمرو موسى، إلا أنها تبقى أرقاما متواضعة للغاية.
وترجح هذه التوقعات نتائج الجولة الأولى في دولة مثل الكويت التي يتصدر بها المصريون قائمة الأعلى تصويتا بالخارج حتى الآن حيث كان عدد الأصوات الصحيحة 55288 وحصل خلالها مرسى على 17139، وأبو الفتوح 14109 وصباحي 9031 بينما حصل شفيق على 5048 وعمرو موسى 8876.
ويقول الدكتور أحمد مجدي طبيب بالسعودية، إنه وزملاؤه قد أدلوا بأصواتهم لصالح الدكتور محمد مرسى في حين أن بعض الأطباء من كبار السن مقتنعين بالفريق أحمد شفيق رغم أنهم لم يسجلوا أسمائهم في موقع اللجنة العليا. وأكد مجدي أنه "لم يعصر على نفسه لمونه" لانتخابه مرسى لأنه مقتنع ببرنامج النهضة كما أنه يرفض رفضا قاطعا المرشح الآخر الذي يسهل السيطرة عليه من جانب العسكر بحسب تعبيره.
وقال مجدي :"إن دعوات المقاطعة لا تجد صدى كبيرا بين المصريين بالسعودية، لأنهم غير مقتنعين بها فى حين أن البعض يرى أنه لابد من ثورة ثانية تهدم النظام القديم بصورة كاملة".
من جهة أخرى، أعلن اتحاد المصريين في أوروبا في اجتماعه الأخير برئاسة الدكتور عصام عبد الصمد عن تأييده للفريق أحمد شفيق لأنه يمثل التيار الليبرالي المدني بحسب تعبير بيان الاتحاد الذي هدد بالطعن في صحة الانتخابات في حال تعرض الفريق شفيق للعزل السياسي في جلسة المحكمة الدستورية المقرر عقدها في الرابع عشر من الشهر الجاري، بعد خمسة أيام من انتهاء المصريين في الخارج من الإدلاء بأصواتهم.
وقال الدكتور مصطفى الدسوقى المستشار الصحفى لاتحاد المصريين :"أطالب المجتمعون بتكثيف الجهود وتجديد الالتزام لبقاء مصر دولة ليبرالية مدنية تعبر عن إرادة الشعب بكافة طوائفه وفئاته وتوجهاته".
وحذر المجلس من انتقال السلطة فى مصر إلى تيار دينى يتبع فئة واحدة ومرجعية لا تمثل أكثر من 5 فى المائة من الشعب سيؤدى إلى التميز والتعصب وتفاقم المشكلات السياسية والعقائدية والاجتماعية والاقتصادية، وينذر برنامج المرشح محمد مرسى بأمور لا يحمد عقباها ليس على فئة بعينها بل على مصر كلها وعلى مكتسبات الثورة ومن أهمها الحرية والديمقراطية، إضافة إلى ثقافة الإخوان الواضحة فى إقصاء المخالف وتهميش الأقليات .
ورغم ما يشاع عن عدم حماس أو إقبال المصريين على التصويت فى جولات الإعادة إلا أن المتحدث باسم الخارجية يرى أن الأرقام الأخيرة تظهر إقبالا كبيرا على التصويت فى انتخابات الإعادة، حيث صوت حتى حوالى نصف عدد من شاركوا فى التصويت فى المرحلة الأولى، قبل انتهاء التصويت بثلاثة أيام كاملة.
وقال المتحدث، إنه من المتوقع أن يشهد التصويت ارتفاعا ملحوظا لتفضيل العديد من المواطنين التصويت بأنفسهم خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي بدأت منذ أمس في العديد من الدول العربية التي تشهد أكبر تجمعات المصريين المسجلين في الانتخابات.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية أنه سيتم فرز أصوات الناخبين فور غلق باب الاقتراع داخل السفارات والقنصليات المصرية بحضور مندوبي المرشحين الرئاسيين وإرسال النتائج إلى اللجنة العليا لاعتمادها.
يذكر أن أعداد المصريين المسجلين لأسمائهم على موقع اللجنة العليا للانتخابات يبلغ حوالي 581 ألف مواطن ويبقى الرقم ضعيفا، مقارنة بأعداد المصريين بالخارج التي تتجاوز 8 ملايين مواطن، وهو الأمر الذي دعا الخارجية إلى حث المصريين بالخارج إلى تسجيل أسمائهم وممارسة حقهم الدستوري في الانتخاب الذي ظلوا يناضلون من أجله سنوات طويلة إلا أنها دعوات لم تجد صدى كبيرا وفقا للأرقام السابقة إلا أنها تبقى في النهاية بحسب خبراء ومراقبين منطقية في نتائجها لكونها التجربة الأولى للاعتراف بتصويت المصريين بالخارج وما سيترتب عليه من اهتمامهم باستخراج بطاقات الرقم القومي وتسجيل أسمائهم للانتخابات القادمة.