ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن المخاوف من مستقبل إيران النووي باتت تقض مضاجع كبار مسئولي الإتحاد الأوروبي وتثير المخاوف من تداعيات هذه القضية على بلادهم. ونسبت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني مساء اليوم الجمعة إلى مسئولين رفيعي المستوى داخل الاتحاد الأوروبي إعرابهم عن بالغ القلق من أن المحادثات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني باتت على وشك الانهيار وسط دلائل على أن طهران تستعد لافشال الجولة المقبلة من المحادثات.
وأضافت الصحيفة أن مخاوف كبار مسئولي الإتحاد الأوروبي تتزامن مع اقتراب موعد اجتماع -سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وكبير المفاوضين الإيرانيين بشان البرنامج النووي المزمع إجراؤه مع كبار الدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي والدول الست الكبرى في العاصمة الروسية موسكو يوم 18 يونيو الجاري وذلك لإبرام اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المخاوف تزايدت بعد الاتهامات التي وجهها جليلي إلى المفوضة السامية للشئون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون هذا الأسبوع حيث اتهمها بالتردد في التحضير لاجتماع موسكو قائلا "إن اشتون كانت ترفض عقد اجتماعات الخبراء التمهيدية لعمل مسودة للمحادثات".
وتابعت الصحيفة أن هذه المخاوف تعمقت بعد اتهام جليلي، الاتحاد الأوروبي بخلق جو من الشك والغموض في إنجاح محادثات موسكو، فيما أقر مسئولون من الاتحاد الأوروبي بأن العلاقات مع إيران قبل اجتماع موسكو قد اتخذت منعطفا سيئا وذلك بعد تبادل رسائل متوترة اللهجة بين إيران ومكتب أشتون.
وفيما أعرب مسئولون بالاتحاد الأوروبي عن سعادتهم لإجراء اجتماعات بين الخبراء من الجانبين قبل حلول موعد اجتماع موسكو ، لكنهم شددوا في الوقت ذاته على ضرورة أن يركز الاجتماع على القضايا الجوهرية المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني وكذلك الوسائل العملية التي ستخذها إيران لطمأنة المجتمع الدولي من ناحية سلمية برنامجها النووي.
وأكد مسئول رفيع المستوى داخل الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد فعل كل ما في وسعه لإنجاح المفاوضات على المستويين بين الخبراء وكبار المسئولين ، منوها بضرورة الاهتمام بالتركيز على القضايا الجوهرية المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني ، وأبدى تخوفه من لعبة اللوم التي تنتهجها إيران والتي بدأت بالهجوم على أشتون والتي تهدف إلى تخريب المحادثات في موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن فشل المحادثات الدبلوماسية في موسكو قد يثير مخاوف قيام إسرائيل بغارة جوية على المنشات النووية الإيرانية هذا العام ، كما أنه ينظر إلى تلك المحادثات باعتبارها الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل قابل للتفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني قبل أن تصل إلى ما تعتبره إسرائيل إلى نقطة اللاعودة.
وتابعت الصحيفة أن المراوغة الإيرانية الحالية تؤكد أن طهران لن تمضى قدما في المحادثات إذا لم يتم الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم وتقليل حجم العقوبات الصارمة التي فرضتها عليها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي كاتفاق مبدئي.
ورأت الصحيفة في ختام تقريرها أن فشل المفاوضات في موسكو قد يجلب تكاليف باهظة على إيران حيث أن ذلك سيحرج روسيا باعتبارها الدولة المضيفة للمحادثات والتي تتساهل في دبلوماسيتها تجاه ما تقوم به إيران، كما أن فشل المحادثات قد يدفع بالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المضي قدما في تنفيذ العقوبات التي كانت مقررة على إيران في مجالي الطاقة والخدمات المصرفية والتي تم تأجيلها لمدة 12 يوم من أجل تلك المحادثات.