شخصيات داوستاشي تمسك بتفاصيل الحياة محيط – رهام محمود عصمت داوستاشي في قاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا ، قدم الفنان السكندري الكبير عصمت داوستاشي معرضه "آخر لوحات حامل الرسم" ، وقد استوحى الفنان أعماله من الطبيعة مستخدما خامات مختلفة ، وهو يعود إلى الفرشاة والألوان ليرسم لنا الأشخاص برؤيته الخاصة، وبمجموعاته اللونية ذات الشفافية العالية، والتي تحتل فيها المرأة أيضا دور البطولة. يقول الفنان داوستاشي لشبكة الإعلام العربية "محيط" : كانت بدايتي في ممارسة التصوير الزيتي على حامل الرسم هي اللوحات التي عرضتها في معرضي الأول عام 1962 ، ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن لم استعمل حامل الرسم إلا قليلا، فأنا أفضل العمل على مائدة الرسم التي بها كل أدواتي وخاماتي المتنوعة، والتي أنجزت خلالها أعمالي المركبة والمتحركة والمجسمة في تنويعات معارضي المختلفة التي قاربت مائة معرض خاص. ظهرت المرأة والرجل في لوحات داوستاشي بعيون واسعة، يمسكان بعض الأشياء كالسمكة أو القطة، كما ظهرت إحداهن تعزف على العود، وأخرى تحتضن ثعبانا، واهتم الفنان بإظهار بعض الملامس اللونية التي تملأ اللوحة وكأنها بقع لونية ذات شفافية عالية تختلف ألوانها باختلاف الشكل من فوقها، مما أبرز جمال اللوحة وأعطاها مذاقا خاصا، وتبدو الألوان وكأنها موتيفات أو وحدات زخرفية محورة تزين اللوحات، كما تعمد الفنان في بعض الأعمال زخرفة الشعر أو أجزاء من الجسد بالخطوط الرفيعة، وتناول هذه الزخارف بألوان واضحة هي نفس ألوان الملابس التي ترتديها الأشخاص. في كثير من اللوحات تؤدي أشخاصه حركات متنوعة، تذكرنا بالفنان الفرعوني القديم الذي أشتهر بذلك، ولكن داوستاشي يخضع هذه الحركات لمفهومه الخاص الذي يظهر جماليات الجسد وإيقاعه، فأحيانا تلتف الأذرع لتؤدي حركات تخدم اللوحة من حيث التشكيل، أو ترتفع الكفوف بأوضاع معينة لتعطينا الإحساس وكأنها تقوم بشعائر جنائزية. كما تذكرنا بعض اللوحات بالأيقونات أو الرسم على الزجاج وخصوصا في قطعها الطولي وتقسيماتها وتحديدها بالخطوط القاتمة اللون، والتي حدد بها كل أشخاصه وأشكاله. وتعد هذه الأعمال المعروضة في المعرض آخر ما أنجزه الفنان خلال عامي 2008 و2009، والتي استخدم فيها الأوان الزيتية على أسطح أبلاكاش وأسطح من القماش رسمها جميعها على حامل الرسم، ربما للمرة الأخيرة. ويقول الفنان ل"محيط" : كان للوحات الحامل مذاق خاص ومتعة مختلفة، وشعور بأني مصور ملتزم. فحامل الرسم له طقوسه ورهبته ويحتاج في نهاية الأمر إلى أعصاب قوية وروح سلسة للسيطرة على فرشاة الرسم وأنت واقف أو جالس أمام لوحة منتصبة أمامك في تحد حقيقي، إنه عطاء مختلف. وعن موضوع المعرض قال : لوحات هذا المعرض استلهمتها من علاقة الناس بالأشياء وخاصة المرأة التي تسيطر روحها على معظم أعمالي الفنية في حضورها الأنثوي الجميل، وهي ممسكة بوردة أو قطة أو سمكة أو طفلتها. إنها في الغالب آخر مشاعري الحميمة التي أبثها على أسطح هذه اللوحات التي أمتعتني وأرهقتني ولكنها منحتني في النهاية متعة الفن العظيمة. وهذه اللوحات سأعرضها في الإسكندرية فلي زمن طويل لم أعرض أعمالي في مدينتي. ولد الفنان عصمت داوستاشي بحي بحري في 14 مارس عام 1943، والتحق بكلية الفنون الجميلة قسم النحت وتخرج منها بدرجة امتياز في عام 1967، ومن حبه وعشقه في الفن كون جماعة "التحول" في عام 1969، كما قام بتجميع الكثير من أعمال الفنانين المصريين على مدار حياته، والتي كان معظمها إهداءات وقليل منها كان يقوم بشرائه، واستطاع في عام 2007 أن ينشيء أصغر متحف في العالم يضم أكثر من 150 عملا فنيا، وهو أول متحف "خاص" للفن المصري الحديث. عمل الفنان عصمت داوستاشي في مجالات متعددة، كمخرج مساعد في البرامج الثقافية في التليفزيون المصري في عام 1968، كما عمل في الإخراج التليفزيوني والرسم الصحفي في ليبيا لأربعة سنوات حتى عام 1973، وبعد ذلك عمل مشرفا على المعارض بالمراقبة العامة للفنون الجميلة في الإسكندرية، وله أيضا محاولات في كتابة السيناريوهات والقصة القصيرة والشعر والنقد، كما قام بعمل إضافات خطية ولونية في تنفيذ مجموعة من الأفلام السينمائية الملونة فوق شريط الفيلم الخام. وهو أيضا يمارس الكتابات التأريخية عن رواد الفن التشكيلي، وله العديد من الكتب لعدد من الفنانين التشكيليين. جولة في المعرض