جوهانسبرج: أثارت لوحة تمثل تشريح جثة الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا الجدل في جنوب أفريقيا، حيث أدان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا رسما صور جسد مانديلا وهو مدد فوق طاولة للتشريح ويحيط به زعماء بارزون. وبحسب وكالات أنباء، قال الحزب أن العمل الفني الذي يتم إكماله في مركز تسوق بجوهانسبرج ينتهك كرامة مانديلا. اللوحة تقليد لسابقة كان قد رسمها الفنان الهولندي، ريمبراند فان ريجن، في القرن السادس عشر الميلادي، وتصور مجموعة من طلبة الطب يتحلقون حول طبيب يقوم بتشريح إحدى الجثث. ويقول الفنان ييول داماسو أن هدفه من وراء هذه اللوحة يتمثل في جعل الناس يواجهون فكرة الموت، مضيفاً ان "نيلسون مانديلا رجل عظيم لكنه يظل رجلا لا أكثر....موت مانديلا في نهاية المطاف حقيقة ينبغي أن نواجهها سواء كأفراد أو كشعب". وتقول بومزا فهلاني مراسلة بي بي سي في جوهانسبرج "إن الحديث عن موت مانديلا من الممنوعات، وينظر إليه على أنه يخل بالاحترام الواجب للزعيم الرمز لجنوب أفريقيا" مضيفة أن سكان جنوب أفريقيا لا يتحدثون علانية عن احتمال موت مانديلا وذلك احتراما له وربما خوفا من قبول حقيقة أنهم قد يجدون أنفسهم يوما ما بدون مانديلا" ومن خلال الصورة يظهر الأسقف ديزموند توتو ورئيس جنوب أفريقيا السابق في عهد نظام الفصل العنصري، إف دبليو ديكليرك ورئيس البلاد السابق، ثابو مبيكي من ضمن الملتفين حول مانديلا. وقد انتقد الحزب الحاكم صحيفتي "الميل" و"الجارديان" بسبب نشرهما صورة للوحة إذ وصفها بأنها عبارة عن "مزراب الصحافة والإثارة التي لا روح لها"، وأضاف البيان أن اللوحة انتهكت كرامة مانديلا من خلال "تجريده من ملابسه ورسمه عاريا في أعين المتفرجين الفضوليين".