رقصة التنورة .. حالة من الوجد تعكسها مي حواس محيط – رهام محمود تعرض الفنانة والمهندسة المعمارية مي حواس تجربتها الفنية الفوتوغرافيا في قاعة "أكسترا" بالزمالك، ويعد هذا المعرض الشخصي الأول للفنانة بعد مشاركتها في عدد من المعارض الجماعية. تناولت الفنانة رقصة "التنورة" الصوفية في جميع أعمال المعرض، حيث اتخذتها تيمة تلتقط من خلالها حركات الراقصين الدائرية والتفافهم حول أنفسهم بزيهم المميز، وأنتجت الفنانة نحو 39 لوحة فوتوغرافية لا تنقل المشهد المرئي بقدر إظهاره مجردا من تفاصيل الشخوص، فتبدو لوحاتها تجريدية مستوفية للقيم التشكيلية بالرغم من أن الفنانة لم تقم بمعالجة الأعمال بتقنيات الكمبيوتر بل تعتمد على تقنيات الكاميرا فقط . تأخذ حواس لقطاتها حينما يتحرك راقصو التنورة بسرعة، فتظهر تأثيرات تلك الحركة السريعة بأشكال ثرية متنوعة. قالت حواس ل"محيط" : بدأت فن الفوتوغرافيا منذ أربعة سنوات، تابعت خلالها أعمال الفنانين الفوتوغرافيين، وفكرة التنورة تم تناولها من قبل العديد من الفنانين، لكنني في المعرض اهتممت بتصوير الحركة، وحالة المؤديين وإحساسي بالحركة واللوان والضوء. وأدرس العمارة من الإتجاهات الفنية في الحضارات الحديثة والقديمة، ومن هنا فالمهندس المعماري لابد أن يكون مطلعا على الفنون وممارسا لها كذلك . وتابعت: فكرة التنورة حضرتني لأنني درست وقرأت عن علاقة الصوفية بالمعمار، وهذا جعلني أقرأ كثيرا في أدب التصوف بشكل عام، ثم تطرقت للفنون المرتبطة به، فيوجد أدبيات قديمة ورسومات تاريخية اطلعت عليها، ومن ضمن الأشياء التي اهتممت بها الحفلات التي تقام بوكالة الغوري، واهتتمت أيضا بتصوير حالة الوجد والنشوة التي يكون فيها راقصو التنورة ؛ حيث بيرفورمانس الأشخاص يعطي أحاسيس لها علاقة بحالة الصوفية . حاولت الفنانة أن تمزج بين اللوحات والشعر أو الكتابات النثرية؛ لتعطي للمتلقي لمحة عن الحالة التي تشعر بها الفنانة حينما كانت تلتقط صور المعرض. وتعد الفنانة مي حواس شاعرة أيضا، مارست الكتابة الشعرية منذ فترة، وأصدرت أول ديوان لها تحت عنوان "لمحات من نور" في عام 2008، وهو مجموعة من قصائد النثر ، ومن الملاحظ أن كتاباتها النثرية والشعرية تحمل حسا صوفيا. وقالت الفنانة تعليقا على مزجها الشعر بلوحاتها : أحب مزج الخبرة المرئية والمقروءة؛ حيث تولد معرفة أعمق عند المتلقي، وأنا اعتبر هذه الكتابات منافستو للمعرض. كتبت الفنانة على لوحة : " من هم الأطياف ؟ يمن علي بهم .. فيض من اللوع أمسي حائرا .. بسمة بلا شفة بلا خط .. متيمة .. ووجه غيبته سنون الغيم .. كوهج خفي يتفتح في غفلة المكان والقيد .. تشوقا .. رقة بعث تمن بوجدها .. قبلة .. ترشف الروح بلا توحد .. ربما تفضلا ... وربما تيمنا .. ووجه لا أعرفه .. ويألفني بلا سؤال .. ربما دوما سنكون في رحيل " " ربما نحن في رحيل مستمر لا يتوقف أبدا .. فمتي استمرت لحظة الاستقرار الا ثوان ثم زالت .. ومتي توقفت الثواني بمكانها .. وأين ذلك الاستقرار والكل في دوران مستمر بحيث لا يكاد أي شيء يستقر بمكانه في ذلك الكون الشاسع .. لقد خدعتنا عقولنا عندما اعتقدنا أن الاستقرار يعني الثبات .. بينما الاستقرار يعني دوام الحركة. ..إلا أن ذلك الرحيل المستمر يسهل تحمله عندما تتخلي عن الشاطيء" . وتقول في مقطع آخر " كنت أدور كنقطة خضراء خلف نقطة زرقاء.. وأخري صفراء وبنفسجية .. وطوفان منهم أمامي وخلفي .. وفوقي وتحتي.. تطوف معا .. انمحت كلها.. ومحوني الطواف .. في كيان واحد فيه كل لون" وفي مقطع ثالث : " أشعر بي أنصهر .. يخترقني نور منصهر .. في خيوط .. تتوالد بي وتنشد السماء عبري .. تطوف بجسدي وتدور بي .. تجذبني لمدارك .. وتتزلزل كل ذراتي .. في الدوران .. حتي تنبعث .. ضوءا" .