تشكيليون : لوحات الرواد تباع بالملايين وبعضها مزور! محيط – رهام محمود القاهرة : ناقشت مجلة "الخيال" مؤخرا تزوير الأعمال الفنية وهي الجريمة التي لم يدرج لها عقوبة في الدستور المصري. جاء ذلك في ندوة عقدت مؤخرا بنقابة الفنانين التشكيليين في الأوبرا بحضور كل من الفنان د. إبراهيم غزالة المشرف على المجلة، الفنان مصطفى حسين نقيب التشكيليين، الناقد أسامة عفيفي، الناقد صبحي الشاوني، والناقد محمد حمزة. أكد غزالة أن الكثير من حالات تزوير الأعمال الفنية أحيلت للقضاء، ولكن مع تكرار هذه الأحداث ووجود أعمال مزورة بالمتاحف الكبرى في الوطن العربي لم تكتشف بعد لابد أن ينتبه الجميع . وصدر كتاب مؤخرا عن الجامعة الأمريكية يضم أعمال نسبت زورا لفنانين ليسوا مبدعيها، وحينما أنظر أقول لا يمكن أن يصنع فنانان عظيمان كمحمد ناجي ومحمود سعيد أعمالا بهذا السوء وهي المنشورة بالكتاب، ما يدل على أن من قام بعملية التزوير ليس محترفا ولم يدرس تشريح لرسم تفاصيل الأيدي والعيون ولا يعرف اتجاهات الفرشاة وتكوين عجينة اللون للوحة الأصلية ، وهي امور يدركها المزورون المحترفون في الخارج ولا يتم اكتشاف أعمالهم ببساطة. لذلك نطالب بوضع قانون للحد من التزوير وأن تكون هناك لجنة عليا مرجعية لتأصيل الأعمال الفنية. لوحة الشادوف لمحمود سعيد وأعرب مصطفى حسين عن سعادته بهذه القضية التي تدل على أن الفن في مصر أصبح سلعة رائجة تحتاج للتزوير، نظرا لأن كثير من اللوحات أسعارها مرتفعة ، وانتشرت فكرة بورصة الأعمال الفنية للرواد . وقال: أمر ساذج أن يقلد أحدهم لوحة من لوحات المشاهير لأن الأصل موجود لدينا في متحف او كمقتنيات بحوزة بعض الأشخاص، ولذلك نسعى لوجود جهات تحاسب من يقوم بتزوير الأعمال الفنية مثل قطاع الفنون التشكيلية والنقابة ووزارة الثقافة. وذكر الشارونى كتابه بعنوان "متحف في كتاب"، حيث اختار 370 لوحة من مقتنيات الفارسى، وهما ل 60 فنانا مصريا من الرواد، سجلت خلالها بياناتها وتم توثيقها، وبعد اصدار هذا الكتاب فوجيء بالكثيرين ينقلون عنه الأعمال الفنية. ومن ضمن اللوحات التي وثقها لوحة "الدورايش" لمحمود سعيد، وهى من مقتنيات الدكتور الفارسي وفوجيء انها موجودة في الكتاب الذي أصدرته الجامعه الأمريكية، والذي ذكر فيه أن اللوحة من مقتنيات شيرويت صاحبة قاعة "سفر خان". واعتبر الشاروني أن تاريخ التزيف طويل في مصر بدء من قضية السيدة "عايدة أيوب" والتي انتهت على "لاشىء"!!!. فلا يوجد قانون في مصر يعاقب على تزيف اللوحات الفنية كما العملات. كما أن قانون الملكية الفكرية يقتضي ضرورة وجود صاحب العمل بنفسه كي يقاضي المزور ليأخذ حقه لأنه صاحب الشأن وكثيرا ما يكون هذا الشخص قد رحل . ولكن لابد أن يفصل القانون بين تزوير اللوحة والتدريب على الرسم بتقليد اللوحات ليس بغرض الإتجار والتزييف، وهذا يسري على النحت والتصوير والرسم. وأكد محمد حمزة أن تزوير أعمال الرواد جريمة ولكن المتضررين ضررا مباشرا هم مقتني اللوحات واصحاب القاعات الخاصة، الذين يمتلكون لوحات أصلية لفنانين رواد. وأشار أسامة عفيفى إلى أن الرواد لم يوثقوا لوحاتهم للأسف بالطريقة القانونية، ولا الورثة أيضا فعلوا ذلك، ولذلك لابد أن ينتبه القانون لهذا الأمر. حامد ندا تابع عفيفي: ألقى المسؤلية كاملة على مؤسسات وزارة الثقافة لأنها بعد كل هذه السنوات لم تفكر بتوثيق الأعمال الفنية للفنانين المصريين رغم أنه تم سرقة 42 لوحة معارة إلى مستشفى العجوزة عام 2005 ، وعندما وصلنى تقرير النيابة التي حققت في القضية ذهبت إلى قطاع الفنون التشكيلية ففوجئت أنه ليس لديه صور لهذه الاعمال المسروقة، فكيف يتم اعارة لوحات بدون معرفة صورها، والمسئول عن هذه العهده مات، فتم خصم خمسة أيام لفاعل مجهول!. وأيضا لوحات حامدا ندا التي سرقت من الأوبرا، اقول أنه لم يكن لدى الأوبرا أو أى جهة صور للوحات المسروقة. واستطرد عفيفي: حينما تتشكل لجنة فنية للتوثيق ستصدر شهادة موثقة لهذا العمل، وكأنها شهادة ميلاد سواء كان الفنانون راحلون أو على قيد الحياة. واى شخص يقتني عملا يتقدم به للنقابة لتوثيقه قبل تدواله للبيع كما يفعل في قانون الآثار، كما يجب مراجعة الأعمال المشكوك فيها والتي يقال أنها غير أصلية وموجودة في المتاحف.