قال مرشح الرئاسة المصرية د. محمد مرسي أمس إنه سيعمل على بقاء الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك في السجن مدى الحياة، مهما كان الحكم الذي سيُصدَر بحقه، وطالب مرسي بإعادة محاكمة مبارك وباقي المتهمين، وفقاً لأدلة اتهامٍ جديدة لتأخذ العدالةُ مجراها بحقهم.. وقال: "أنا أؤكد على ضرورة أن يعاد محاكمة هؤلاء طبقاً لأدلة اتهام جديدة ولا أتصور أن ذلك صعب أو مستحيل لكن يمكن من خلال السلطة التنفيذية ورجال الشرطة الشرفاء والنيابة العامة أن تكون هناك أدلة اتهام حقيقية ينال بها مبارك والمتهمون معه جزاءهم القانوني العادل". وقال أحمد شفيق الذي ينافسه للفوز بمنصب الرئيس لإحدى القنوات الخاصة أن: "حسني مبارك مثلي الأعلى، ولكن في نقطة واحدة وهي الجمع بين الحزم والرفق"، مضيفًا: "أنه اتصل بالمركز الطبي عندما ترددت إشاعات أن مبارك فارق الحياة، وتأكد من عدم صحتها وأن الرئيس بخير"، وتجيء تلك التصريحات بينما تكتم «مصر» أنفاسها لسماع الحكم التاريخي المنتظر النطق به السبت 2 يونيو من عام 2012 بحق الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وعدد من مساعديه.
وبينما علمنا أن أجهزة سيادية تابعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الآن تسخر كل إمكاناتها في محاولة من قادة المجلس لإقناع جماهير شعبنا أن تنتخب مرشح «فلول نظام مبارك» الفريق أحمد شفيق، لم ينف شفيق ذلك وقال في لقاءاته المغلقة أنه مرشح القوات المسلحة وأن المشير صديق شخصي له مع أغلب قادة المجلس، بيد أن اللواء العصار قال بوضوح ما ينفي كلام شفيق ويفند المعلومات التي تلقيناها، وقال أمام أساتذة جامعة عين شمس منذ أيام ونحن نصدق ما قاله: "أن الجيش يلتزم الحياد بين كل من الطرفين، ويكتفي بمراقبة العملية الانتخابية والإشراف عليها بحيث تتم الانتخابات في أجواء من الحيدة والنزاهة التامة"، وهذا هو المهم في العملية الانتخابية بالنسبة إلينا كمراقبين للأمر، إلي جانب الالتزام بالقانون.
إذن المعركة الآن بين طرفين الأول منهما هو الطرف الذي يمثله الفريق أحمد شفيق وفلوله المدنية والعسكرية، ويريد هذا الطرف بلا شك إنتاج نظام مبارك علي طريقته الخاصة وفرضه علي مصر وثورتها، أما الطرف الثاني، فهو الذي يمثله الدكتور محمد مرسي ومعه التيار الإسلامي بكامل فصائله، إلي جانب شرائح واسعة من الثوار، وهذا الطرف يتمتع بتعاطف هائل من أبناء شعبنا العظيم، وذلك لما قدمه من تضحيات لأجل مصر، ويجمع المراقبون أن الفريق أحمد شفيق بدون تعرض الانتخابات للتزوير لن يفوز بها تحت أي حال من الأحوال، واحتمال تعرض الانتخابات لتزوير مباشر غير وارد علي الإطلاق، وإن حدث هذا التزوير المفترض فهي القارعة، وساعتها سيدفع من زورها الثمن غالياً.
إننا كُنا في مقال كتبناه أمس الأول قد طرحنا مبدأ مقاطعة الانتخابات الرئاسية استناداً لاعتبارات ذكرنها في هذا المقال، ولعدم تقبلنا حالة الغطرسة وفقدان المصداقية التي تحوط بمرشح الإخوان، إلى جانب عدم قانونية طرح أحمد شفيق لنفسه مرشحاً علي موقع الرئيس، إلي جانب كونه من أبرز رموز نظام مبارك، لكن نري مع اقتراب موعد الانتخابات أن الأفضل أن تتفق القوي الثورية التي تدعو إلى مجتمع مدني تعددي، ودولة ديمقراطية حديثة، تتفق بشكل عاجل مع مرشح «الإخوان» على برنامج عمل، هذا البرنامج يلتزم به هذا المرشح أمام الشعب وأمام القوي الثورية، ونعتقد أن من حق تلك القوي الثورية أن تشعر بالاطمئنان بعد كل تلك التضحيات التي قدمتها والتي لا تقل عن تضحيات الإخوان الهائلة من أجل مصر، بحيث يدخل مرشح الإخوان الانتخابات وهو يحظي بإجماع القوي الثورية، إلى جانب تأييد شعبي لم يتمتع به أي مرشح رئاسي علي مدار تاريخ مصر الحديث، وبشكل يليق بأول رئيس لمصر بعد «الثورة».
وإذا ما اجتمعت القوي الثورية علي هذا التوافق حول مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، وأجمعت علي الوقوف داعمة له في تلك الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وتم تسويق هذا الاتفاق والتوافق والإجماع إعلامياً للرأي لعام بشكل سليم، فإن هذا الاتفاق وهذا التفاهم بين الثوار والإخوان سيقضي تماما علي الدعوات التي تطالب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وبالتالي تجيء تلك الانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية في ظل إقبال جماهيري غير مسبوق، ومن هنا يكون علي الإخوان تحديدا دور غير مسبوق في بناء هذا التفاهم الوطني المشار إليه مع قوي الثورة، من أجل إنقاذ الثورة وإنقاذ مصر أن تخضع مرة أخري لنظام حكم الفساد والتطبيع والتبعية والديكتاتورية والطغيان وإهدار حقوق الإنسان، أو لأية فاشية من أي نوع.
ومن المهم أن نؤكد في نهاية مقالنا هذا، بل ونحذر من أن «الإخوان» ليس هُم وحدهم والتيار الإسلامي كتيار ثوري الذين يتحملون مسئولية تفتيت قوي الثورة لعدم إجماعهم علي مرشح واحد إنما بقية قوي الثورة تتحمل أيضا المسئولية لعدم إجماعها هي الأخرى واجتماعها وتوافقها علي مرشح واحد يمثل تلك الثورة، ونعتقد أنه في حالة نجاح مرشح الفلول فإن الشعب المصري الذي ثار سينتقم من كافة القيادات التي تمثل قوي الثورة المصرية إسلامية كانت أم غير إسلامية لتسببها في ضياع فرصة تاريخية من عند الله ،لكون أن تلك القيادات جرت وراء أجنداتها الخاصة وتمكنت النزعات الذاتية منها، وما نقول ونشير إليه مرض لم يكن له طيف بعينه أو تيار سياسي أو دين بعينه وسط الثوار، بل امتد للجميع بما في ذلك الذين زعموا أن تجارتهم خالصة لوجه الله. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- شاهد .. شفيق يقول أن الرئيس المخلوع مثله الأعلى. [email protected]