أكد الدكتور قدرى محمد عمارة أستاذ الوراثة بجامعة اسيوط على انتاج سلالة جديدة للقمح عملاق السنبلة يتميز بالطول الفائق والساق الغليظ والتفريغ الغزير والسنابل مفرطة الطول التى تصل إلى نحو 30 سم ويتجاوز عدد حباتها المائة والخمسون حبة مع ارتفاع نسبة البروتين إلى 18% . ويلفت الى ان هذه السلالات قد تكون مشتقة من طرز القمح التى كان يزرعها الفراعنة وتناقلتها الأجيال حتى الآن . واشار الى ان عام 1993 شهد بداية انطلاق رحلة مع البحث قادها أساتذة قسم الوراثة بكلية الزراعة جامعة أسيوط وتم جمع سلالات قديمة من القمح من الفلاحين المحليين القائمين على زراعتها لأجيال منها طراز سوداء القنابع تم إدخالها فى سلسلة من التلقيحات أنتجت نسلاً جديداً من سلالات القمح عملاق السنبلة يتميز بالطول الفائق والساق الغليظ والتفريغ الغزير والسنابل مفرطة الطول التى تصل إلى نحو 30 سم ويتجاوز عدد حباتها المائة والخمسون حبة مع ارتفاع نسبة البروتين إلى 18% .
واضاف أن هذه الطرز كانت نتاجاً لبرنامج انتخابى قمت به على مدى هذه السنوات أمكن فى مراحلها المختلفة تطوير سلالات عملاقة السنبلة قصيرة الطول وأخرى طويلة وغليظة الساق وهو ما يحميها من الرقاد ويعطى محصولاً وافراً من التبن والحبوب .
ويشير الى ان أهمية هذه السلالات تنبع من جودة زراعتها فى الأراضى الرملية وتحت إجهاد الجفاف والحرارة المرتفعة وهو ما برهنت عليه فترات التجارب من خلالها بزراعتها فى مزارع الجامعة أثبتت خلالها تفوقها المحصولى فى ظل هذه الظروف . مشيراً أن جمع هذه السلالات واستغلالها وراثياً حفاظاً على التنوع الحيوى للمحصول الأهم فى حياة البشر لابد أن يشكل هدفاً استراتيجياً حتى لايفقد المصادر الوراثية إلى الأبد وهو ما يتبناه قسم الوراثة بكلية الزراعة بأسيوط حالياً . ويؤكد على نجاح القسم فى تطوير سلالات من القمح شديد التبكير " 120 يوماً من الزراعة إلى الحصاد " ومنها السلالة " نور " الذى يحرص مزارعو أسيوط على استخدامه منذ سنوات نظراً لمحصولها الفائق واستغلالها فى التكثيف الزراعى حيث يقوم المزارعون بزراعة البرسيم حتى نهاية ديسمبر ثم زراعة سلالات نور لتنضج مع السلالات العادية الأخرى فى مايو ، وعن العمليات البحثية والفنية والمعملية التى قام بها لهذه الطرز يقول أنه تم إدخال سلالات القمح التى جمعت من مناطق الإجهاد بمصر العليا فى برنامج إنتخابى لخاصية ثبات الغشاء الخلوى حرارياً وزيادة تكرار الثغور بالأوراق وبعد عدة أجيال أمكن استنباط هذه السلالات المقاومة للإجهاد بدرجة تتفوق على السلالات والأصناف المحلية التى لن يمكنها الصمود أمام تحديات التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية .