يعد القمح المحصول الاستراتيجي الأول في مصر والعالم, وتزرع مصر منه نحو2.5 مليون فدان, تنتج6 ملايين طن, بينما تستهلك ضعف هذه الكمية تقريبا, وهو ما يعني أن حجم الاستيراد يتجاوز6 ملايين طن سنويا, ولتقليل هذه الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك هناك طريقان لا ثالث لهما, إما زيادة المساحة المزروعة, أو زيادة إنتاجية المساحة المزروعة فعلا, ويعتمد ذلك علي عدة طرق منها تحسين العمليات الزراعية, أو استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية ومقاوم للأمراض, ويمكنها التأقلم مع أراضي الوادي, أو الأراضي حديثة الاستصلاح. والتجربة شهد خطواتها قسم المحاصيل بكلية الزراعة بجامعة أسيوط, ونجحت في استنباط سلالات جديدة من قمح الخبز تتميز بأنها مبكرة النضج, وعالية المحصول, كما أثبتت هذه السلالات قدرتها علي التأقلم مع الأراضي القديمة أو حديثة الاستصلاح علي السواء, فضلا عن تميزها بقلة احتياجاتها الغذائية والمائية. والخطوات كما يرويها د. كمال عبده خير الله أستاذ المحاصيل وصاحب المشروع بدأت باستنباط عدد من السلالات المبشرة من عشائر متعددة الآباء, ومن أخري ثنائية الآباء تتفوق علي الأصناف التجارية المزروعة تقريبا, وذلك من واقع العديد من التجارب التي أجريت في محافظات المنيا وبني سويف وأسيوط وقنا وكفر الشيخ التي أثبتت هذه السلالات من خلالها قدرتها علي التأقلم مع الظروف المناخية القاسية, مع ارتفاع إنتاجيتها ومقاومة عدد منها لأمراض هذا القمح. وأضاف أن ذلك استلزم اتباع برنامج للتربية لاستنباط هذه السلالات بدأ عام1986 بتقويم عدد كبير من الأصناف التجارية المحلية والمستوردة, وتم التقويم تحت ظروف الأراضي الطيني والأراضي المستصلحة لعامين متتاليين, ومن خلال هذه التجارب تم اختيار عدد من الأصناف,وتم التهجين بينها وعمل عدد كبير من الهجن متعددة الآباء وثنائية الآباء من التراكيب الورثية السابقة علي مدي ثلاثة مواسم أخري. وأضاف أن الخطوة التالية كانت تسجيل النسب والتجميع مع النسب علي نواتج هذه الهجن, وتم بعدها إجراء الانتخابات في الأجيال الانعزالية حتي وصلت السلالات المنتخبة إلي الجيل العاشر, وعلي درجة عالية من الأصالة الورارثية. وأضاف أن النتائج النهائية بعد رحلة طويلة من البحث والعمل والتجربة أثبتت تفوق السلالات التي تم انتخابها وهي أسيوط1( سلالة103), وأسيوط2( سلالة106) في جميع مراحل وخطوات التقويم علي الأصناف المحلية التي تطرحها وزارة الزراعة مثل جيزة168, كما ثبت قدرتها علي مقاومة أمراض الأصداء, فضلا عن تميزه بالمحصول المرتفع الذي تتعدي30 أردبا للفدان, والتبكير في النضع نحو25 يوما, وسمك الساق, وزيادة عدد الخلفات, ووزن الحبوب, والخصوبة, حيث تحتوي كل سنبل علي6 سنابل صغيرة ترفع عدد الحبات إلي100 حبة في مجموع السنابل, كما ثبت قدرة بعض هذه السلالات علي مقاومة الحرارة والجفاف والملوحة.