يا شباب العلم في الوادي الأمين أشرق الصبح فهزوا النائمين مصر ترجوا منكم جيلا فتيا سالم البنيان مقداما قويا قالها أمير الشعراء أحمد شوقي ومازلنا إلي الآن نردده دون تطبيقه علي أرض الواقع، لكن جاء دور ذلك الآن ليتحقق من أجل النهوض بمصر.
تعمني سعادة بالغة لما شاهدته في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية التي تمت يومي الأربعاء والخميس الماضيين وذلك بتكدس المواطنين أمام لجان الانتخاب في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر منذ عقود طويلة، بغض النظر عمن صعد في جولة الإعادة، لكن الأهم أن الشعب المصري خرج في مشهد ديمقراطي رائع ليعبر عن رأيه.
لقد خرج المصريون في عرس ديمقراطي جديد وكأنهم يشترون ملابس العيد ليحتفلون بميلاد رئيس جديد بإرادة وطنية في كل محافظات مصر دون التفرقة بين أحد فالجميع سواسية كأسنان المشط لا فرق بين رئيس ومرءوس ولا بين غني وفقير فالكل واحد وبالدور؛ إنه شعب مصر وبالرغم من ذلك فإن رحمة وعطف الشعب المصري جعلته ينظر إلي المسنين بشكل رائع ليجعلهم في المقدمة من أجل التصويت ليبعث رسالة الي الإنسانية جمعاء أنه الشعب المصري الذي يستحق الديمقراطية والحرية بجدارة ويضرب أروع الأمثلة التي جاء بها الدين الإسلامي.
إن الشعب المصري هو شعب الديمقراطية والحرية.. شعب الحضارات والأهرامات .. شعب النيل وأبو الهول وخوفو وخفرع ومنكارع.. شعب القاهرة والإسكندرية والسويس وسيناء والصعيد.. شعب السلام والأمان.. شعب المسلمين والمسيحيين.. شعب الجيش والتاريخ.. حقا إنه الشعب المصري.
أيها العالم لا تندهش مما يحدث في مصر فدائما يصنع المصريون المعجزات والحضارات انظروا إلي الأهرامات الشاهقة والحضارات العريقة التي تركها لنا أجدادنا منذ آلاف السنيين، ولا تتعجبون فالمصريون دائما صناع الحضارات.
وأحب أن أشير إلي مطالب الشعب المصري البسيطة والتي تقدر بمليمات وليست بمليارات لو قورنت مع مطالب شعوب دول العالم المتقدم، حيث أن المطالب تتمثل في.. أمان .. استقرار.. عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية.. اعتقد أن الرسالة وصلت إلي جميع القراء؛؛.
إن مطالب الشعب المصري أبسط مما تتخيلون، ليس بطلبات ترقي إلي عشرات الآلاف ولا بطلب الفيلات والقصور وامتلاك الأراضي والعقارات وإنما هي مطالب بسيطة من شعب بسيط هي الاستقرار والأمان والإحساس بالمواطن الفقير الذي افتقد علي مر تاريخه في مصر ومع ذلك فهو باق يمارس حياته بعناء، كما قال المسئول الغربي "إن من غرائب المصريين أنهم يسرقون منذ ألاف السنين ومع ذلك فهم باقون يعيشون ويمارسون حياتهم ويصارعونها لا يكلون ولا يملون لذا فهم يستحقون الإشادة والتقدير"، حقا.. إنه شعب مصر.
لذا يطالب من الشعب المصري أن يسعي إلي ما هو عليه ويمارس حريته وديمقراطيته التي اختارها فهو ليس أقل من شعوب العالم المتقدم وعليه أن يخرج في جولة الإعادة الثانية من الانتخابات الرئاسية ويكمل مسيرته الديمقراطية ليختار الأفضل .
كما يطالب المرشحان فى جولة الإعادة بعدم الضغط علي المواطنين وإغرائهم بالمال وخلافه، حتي نشم رائحة الحرية والديمقراطية الحقيقية التي افتقدناها كثيرا، وعليكم أن ترعوا الله فيه لأنه سبب تقلدكم هذه المناصب ولولاه ما أصبحتم في هذا المكان فلتحافظوا عليه لأنه شعب مصر.