القاهرة: صدرت الترجمة العربية لديوان الشاعر الفرنسي شارل بودلير "سأم باريس" بترجمة للشاعر محمد أحمد حمد ومراجعة الدكتورة كامليا صبحي عن المشروع القومي للترجمة الذي يصدره المجلس الاعلى للثقافة. يرصد المترجم أن بودلير بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه "أزهار الشر"، وكان الشاعر شارل بودلير يرى أن الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة وهي القصائد التي اضيفت الى "أزهار الشر" في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان "لوحات باريسية". ويقع الكتاب في 175 صفحة تصدر بمقدمة للمترجم محمد أحمد حمد واختتم بمقدمة ثانية للمحقق ايف فلورين الكاتب المسرحي والروائي الذي حقق أعمال بودلير الكاملة عام 1972 وصدرت عن المكتبة الفرنسية العامة سلسلة الجيب. ومن قصائد الديوان نقرأ وفق صحيفة "القدس العربي" اللندنية تحت عنوان "النوافذ": إن ذلك الذي ينظر من الخارج عبر نافذة مفتوحة، لا يرى مطلقا كثيرا من الأشياء كذلك الذي ينظر الى نافذة مغلقة: فلا يوجد شيء اكثر عمقا واكثر غموضا. واكثر خصوبة، واشد، عتامة واكثر اشراقا من نافذة مضاءة بشمعة. ذلك ان ما يستطيع الانسان رؤيته في الشمس يعد اقل اثارة للاهتمام دائما من ذلك الذي يحدث خلف الزجاج، ففي هذه الفتحة السوداء أو المضيئة تحيا الحياة، تحلم الحياة، تقاسي الحياة. "المرآة": دخل رجل مخيف، ونظر إلى نفسه في المرآة. لماذا تنظر إلى نفسك في المرآة حيث أنك لا تستطيع رؤيتها الا في كدر؟ . اجابني الرجل المخيف: سيدي، طبقا للمبادئ الخالدة لعام 89 فان كل الناس متساوون في الحقوق وبناء عليه فاني املك الحق في النظر الى نفسي في المرآة، في سعادة او في كدر ولا يرجع هذا الا الى ضميري، باسم التفكير السليم كان لي حق دون ريب اما من وجهة نظر القانون فانه لم يكن مخطئا.