هو فاكر تحت القبة شيخ؟..عبارة لم تولد مصادفة شأن كل مفردات القاموس الشعبي. بل تؤرخ لأحد الأساليب الشاذة فى اختراع الأولياء عندما اتفق اثنان من شياطين الإنس على إقامة ضريح فوق جثة الحمار وفوق الضريح قبة ونصبوه وليا يزوره المريدون فكانت سبوبة للشريكين اللذين اختلفا فأراد احدهما ان ينبه الآخر فقال ( إحنا دافنينه سوا ) فالقبة لايوجد تحتها شيخ شأن كثير من القباب والأضرحة والزوايا فى طول مصر وعرضها.
ويذكر المقريزى ان بولاق عرفت ببولاق التكرورى نسبة الى الشيخ ابومحمد يوسف بن عبدالله التكرورى وكان رجلا تقيا نصبه الناس وليا وحكيت منه الكرامات منها ان امراة كانت تقف على شاطئ النيل تبكى على ولدها الذى حمله البعض على مركب وساروا به فتعلقت بالشيخ تستغيث فخرج ليقف على شاطئ النيل ودعا الله فسكنت الريح ووقفت السفينة فنادى من فى المركب يطلب منهم الصبي فدفعوه إليه وناوله لامة.
وفى شارع المعز على يسار بوابة الفتوح قبة صغيرة خضراء يقال ان بأسفلها قبر(محب القاهرة حسن الذوق)وهو مغربى الأصل هاجر من بلاده الى القاهرة الفاطمية ولما تقدمت به السن اراد أبناؤه إعادته الى بلاده ولكنه رفض فاجبروه فمات على مدخل القاهرة ودفن به فكان المثل الشعبى ( الذوق ماخرجش من مصر ) الا ان أهل الحى جعلوا من حسن الذوق شيخا فصنعوا فتحه فى القبة لإلقاء النقود ومن ثم الحصول على بركة الذوق.
صحيح مصر بلد العجائب ومن عجائبها الأولياء الأطفال والطفل الولى اما مجذوب او مصاب بتخلف عقلى لذا فهو مبروك ودعوته مجابة والأبواب مفتوحة بينه وبين السماء ومن اهم القرى المصرية التى اشتهرت بهذه الظاهرة قرية سيف الدين مركز الزرقا محافظة دمياط ففيها الشيخ ياسر ولد مجذوبا لأب من مواليد1901 يعمل مفتشا فى المعاهد الأزهرية والشيخ ياسر ولد فى ابريل 1971 فى حالة تخلف عقلى لاب نجار وام خياطة والشيخة سناء وتبلغ 35 عاما ولدت بالتخلف العقلى وكل ولى منهم لم ينصب نفسه شيخا وإنما تم استغلاله من جانب الاهل او احد الأفاقين على سبيل الاسترزاق .
وفى حى الخليفة بالقاهرة عدد من الأولياء الأطفال أيضا اشهرهم الشيخ اشرف.
وسيدى عباطة ولى آخر وليس له ذكر فى المراجع البحثية التى تناولت الأولياء والزهاد والأضرحة وهو موجود بحى السيدة عائشة وله مولد سنوى يهلل فيه العامة ويهتفون باسمه ويبثون شكواهم له.
والواقع التاريخي يشير الى ان بداية ذيوع خرافات الأولياء تعود الى العصرين المملوكي والعثماني فقد ولدت الخزعبلات على ايدى الدراويش الذين خرجوا من خانقا وات المتصوفة والخانقاة كلمة فارسية وتهنى البيت ثم اطلقها العامة على المستشفى الخاصة بالمجانين وحرفت الى كلمة الخانكة .
ويشير المقريزي الى ان كل صوفى كان يصرف له فى اليوم رطل من اللحم الضأن المطبوخ وأربعة أرطال من الخبز النقى وعلاوة على أربعين درهما ورطل من الحلوى ورطلين من زيت الزيتون ومثلهما من الصابون وربما كان هذا دافعا لفرار الكثيرين من قسوة الحياة والرغبة فى بسطة العيش دون عناء الى الدخول فى الصوفية وهؤلاء انصرفوا عن الذكر والعبادة الى البحث عن المال وهؤلاء كما قال عنهم المقريزى : لاينسبون الى علم ولا ديانة والى الله المشتكي.