يعتبر التيار السلفي من القوي المؤثرة في الشارع المصري عقب ثورة 25 يناير وذلك مع وجود هيئات وأحزاب سلفية متعددة تنتمى وتعبر عن التيار السلفى المصرى ، ومع غموض الموقف السياسي للتيار السلفي في دعم أي مرشح رئاسي رغم اعلان الدعوة السلفية دعمها لمرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية الا ان المراقبون يرون ان السلفيين ربما يبيعو الاخوان كما باعو الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح . وقال حمدى حسن، نائب رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي جاء فى المركز الرابع فى الانتخابات الرئاسية، واجه خيانة كبيرة من قبل بعض التيارات الإسلامية متمثلة فى الدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية، اللتين أعلنتا تأييدهما له قبل إجراء الانتخابات، ثم منحتا أصواتهما للدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة.
وأضاف يجب على هذه التيارات أن تقدم اعتذارها لأبوالفتوح، حتى يكون هناك تواصل وود بين الأطراف من أجل مصلحة الوطن»، مشيراً إلى أن الانتخابات الرئاسية حدث تاريخى للمصريين يحتم أن نقف جميعاً وقفة رجل واحد لأن الوقت عصيب والمحاولات مستمرة لخطف الثورة.
واتهم حسن السلفيين وجماعته بأنهم قصروا كثيراً فى حق أبوالفتوح وتراخوا فى تأييده، ولهذا السبب فإنه لم يلتق أياً من أعضاء حزب البناء والتنمية لأنه مستاء من تقصيرهم فى حق نصرة الرجل الذى كانوا يريدون أن يطبق مشروعه مصر القوية لبناء البلاد.
فيما فجرت جماعة تطلق علي نفسها الجبهة السلفية المستقلة ،عن دعمها للفريق احمد شفيق فى انتخابات الرئاسة . وأكد شريف العدوي المتحدث باسم الجبهة السلفية المستقلة، ان تأييد الجبهة للمرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق في مواجهة مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية.
وقال العدوي: "نعلن تأييدنا للرجل الوطني الفريق أحمد شفيق في مرحلة الإعادة لانتخابات رئاسة الجمهورية أمام مرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي وندعو كل سلفي ووطني مخلص أن يقف خلف هذا الرجل ويدعمه بكل قوة حتى ندفع خطر الإخوان المسلمين وشرهم عن الإسلام والمسلمين، وكلامنا هذا إبراء للذمة أمام الله سبحانه وتعالى وليس ابتغاء لمنصب ولاسعيا وراء رضا أحد من المرشحين.
وأضاف : نعلن أيضا وبكل وضوح أننا خلف جيشنا المصري وقيادته الممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ونقف خلفه ونؤيده وندعمه بكل قوة ونرفض أي محاولة للخروج عليه أو على شرعيته.
وشدد على رفض الجبهة السلفية لمنهج جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة ضالة ومبتدعة تتستر بالإسلام، وهي في الحقيقة تريد التلاعب به وتحريفه. من جانبه لم يستبعد المحلل السياسي "جمال الملاح" دعم التيار السلفي في مصر للفريق احمد شفيق في جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية عندا في الاخوان لرفضهم حتي الان اعطاء تطمينات للقوي السياسية حول مشاركتهم في ادارة البلاد ، وهو ما يعتبر تصويت ضد جماعة الاخوان
وقال الملاح الفريق احمد شفيق استطاع ان يحصد اعلي الاصوات في معقل السلفيين بمحافظة القاهرة وهو مايشبه التاييد الغير رسمي للسلفين للفريق احمد شفيق رئيسا لمصر فقد استطاع أحمد شفيق اختراق محافظة الدقهلية التي تعتبر معقلاً للسلفيين، حيث فاز شفيق بالمركز الأول ب 418855 صوتا، وحل حمدين صباحي في المركز الثاني ب 393657 صوتاً، وجاء الدكتور محمد مرسي في المركز الثالث ب381639 صوتاً، وكان المركز الرابع من نصيب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ب 240297 صوتا.
ووفقا للمحلل السياسي رفعت سيد أحمد، فإن المصريين الآن في مأزق شديد القسوة، فصار عليهم أن يختاروا ما بين الدولة الدينية أو العسكرية، وما بين الإخوان ونظام مبارك، مشيراً إلى أن كليهما مر.
وقال إن صعود أحدهما إلى سدة الحكم يمثل كارثة على مصر والمنطقة العربية، موضحاً أنه في حالة صعود شفيق فإن هذا يعني فشل الثورة المصرية التي كانت نموذجًا يحتذي به في الثورات العربية، وسوف يؤثر بالسلب وبشكل مباشر على الثورة السورية التي ما زالت تناضل من أجل حريتها وإسقاط نظام بشار الأسد القمعي، لاسيما أن القوى الإستبدادية في المنطقة سوف تشير إلى التجربة المصرية وتقول لشعوبها الراغبة في الحرية، إن المصريين ثاروا ضد مبارك ثم عادوا واختاروا تلميذه في إنتخابات نزيهة وشفافة. من جانبه أكد الناشط الشيعي محمد الدريني ،مؤسس حزب الغدير، أن هناك تعليمات من قبل الأمن الوطني لقيادات التيار السلفي بدعم الفريق احمد شفيق ، مضيفا انه لا يستبعد أن يكون هناك دور من قبل أمراء أل سعود في دعم شفيق من خلال طلب من قيادات السلفية بدعم صديق أل سعود وشدد الدريني علي أن التيار السلفي سيعطي صوته بدون أدني شك الي شفيق حتي لا يخسر الكثير القادم من الجهة الاخر من البحر الاحمر .
وحول تأثير صعود الإخوان للرئاسة، قال سيد أحمد إن ذلك يعني أن الثورة أيضًا فشلت في تحقيق أهدافها، وإقامة دولة مدنية ديمقراطية، تحتوي الجميع وتعلي مبدأ المواطنة، إضافة إلى أن الجماعة سوف تكرس من جهودها للسيطرة على البلاد بكافة الأشكال، وسوف تستخدم الدين من أجل خدمة مصالحها، ولفت إلى أنه يجب على المصريين أن يقرروا مصيرهم الآن، رغم أن الإختيار صعب وبمثابة إنتحار في كلا الحالتين.