تساءلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن مكان اختفاء اللبنانيين المخنطفين ال11 وقالت هل هم فى سوريا أم فى تركيا، مشيرة إلى أنه نادرا ما شهد لبنان انقلابا في مشهد سياسي وأمني وشعبي على الصورة التي ارتسمت بتناقضاتها الحادة ما بين ظهر الجمعة وفجر اليوم، بفعل هذا اللغز الغامض الذي حمله اختفاء اللبنانيين في طريق عبورهم من الاراضي السورية إلى الأراضي التركية. وأضافت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأحد "مع أن العالم بأسره اهتز لهول مجزرة حولة السورية، فإن حبس الأنفاس في لبنان حيال السر الغامض الذي اكتنف مصير المخطوفين نأى بلبنان فعلا حتى عن ترددات هذه المجزرة لفرط ما أشاعته المعلومات المتناقضة من اثارة لموجة قلق واسعة بلغت حدود المخاوف من تعرض المختطفين لمكروه".
وقالت الصحيفة "إذا كانت المعلومات والتصريحات المنسوبة إلى مسئولين أتراك زادت منسوب الغموض والقلق، خصوصا أن أنقرة كانت المصدر الحصري والاساسي لابلاغ الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري أولا وكذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالخبر السار في اطلاق المخطوفين ونجاح المفاوضات (التي لا يعرف أحد بعد من تولاها) بدليل استنفار الرئيس الحريري طائرته الخاصة لنقلهم الى لبنان، فإن أحدا من المسئولين اللبنانيين أو القوى السياسية والحزبية المعنية لم يكن حتى ليل أمس على أي معرفة حاسمة بتفاصيل هذا اللغز المحير".
وأشارت الصحيفة إلى أن أمرا ما حدث ولا يزال مجهولا وأدى الى ضياع آثار المختطفين بعد عبورهم الحدود التركية مع سوريا، مؤكدة أن الجهود تنصب على حل هذا اللغز، موضحة أنه في لحظة عبور المخطوفين الحدود الى داخل تركيا بادر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى الاتصال بسعد الحريري الذي تولى تحريك طائرته في اتجاه تركيا لنقل المخطتفين إلى لبنان، فيما بادر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى الاتصال بنظيره اللبناني نجيب ميقاتي لابلاغه بالنبأ نفسه.
وحذرت الصحيفة من خطورة تحويل قضية المختطفين إلى مواجهة مذهبية لن تجد مكانا لها في سوريا، وقالت "بل يسعى المعارضون لنقلها إلى لبنان، والمهم هو عدم استخدام قضية المخطوفين في الاتجاه المذهبي".