الدوحة: استضافت العاصمة القطرية الدوحة أمس أمسية شعرية وثقافية ضمن الأيام الثقافية الإيرانية التي تستضيفها قطر بمناسبة الإحتفال بالدوحة عاصمة الثقافة العربية لعام 2010، أحياها الشاعر والمترجم الدكتور موسى بيدج والباحث الأكاديمي صادق خورشا. وبحسب صحيفة "العرب القطرية" حضر الإحتفالية كل من وزير الثقافة الإيراني سيد محمد حسيني وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدوحة أحمد سهرابي، ونائب رئيس مكتب شئون احتفالية الدوحة جمال فايز، إلى جانب المهتمين والمثقفين العرب والإيرانين، وأدار الأمسية الشاعر عادل عبد الله. قدم عبدالله الضيفين الإيرانيين موسى بيدج وصادق خورشا، باعتبارهما من المثقفين والباحثين الذين أعطوا الكثير في مجال التبادل الثقافي العربي الفارسي. افتتحت الأمسية بقراءة لقصيدة "آرش صاحب قوس" للشاعر الإيراني سياوش كسرائي، وهي من الشعر الفارسي القومي الذي يمجد البطولة الإيرانية، ترجمها حميد رضا مهاجراني وقدمتها الطفلة الإيرانية مرواريد سادات مهاجراني، والتي قال فيها الشاعر: "أخذ البرد يتساقط فوق الشوق والصم الصلاب/ الجبال صامة/ والوديان ملولة/ والطرق عين انتظار لقافلة بصلصل فيها صوت الجرس/ إن لم يتصاعد دخان من سقف الاكواخ/ وإذا لم يتردد وقع الأقدام على الطرق المبتلة/ ماذا كنا نصنع في بحر القلب المضطرب ذي النفس البارد/ وهناك في مواجهتي كوخ يرسل ضوءا من فوق التل/ فتحت الباب/ أبديت الود/ وعلمت سريعا ان بعيدا عن قصة غضب الثلج ووخزه/ بجوار النار المشتعلة/ كان العم نوروز يقص على اطفاله.. وخلال الأمسية عبر الدكتور موسى بيدج عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء العربي الإيراني مشيراً إلى قيامه بترجمة الكثير من الأعمال الإبداعية والثقافية العربية إلى الفارسية، وأنه قد تمكن مؤخراً من ترجمة نصوص للشاعرة القطرية سعاد الكواري، واقترح على القطريين تأسيس تنسيق أدبي عربي إيراني ولو على مستوى نادي صداقة أدبي، يعمل على تنمية التواصل الثقافي والأدبي بين البلدين الشقيقين. تلا ذلك قراءة لنصوص شعرية عربية وفارسية بواسطة الشاعر موسى بيدج منها قصيدة "صلاة الشاعر" قال فيها: وردة في يده/ حين قام للصلاة/ قام بسم الله ثم/ شمها في ركعات/ في ضياع البوصلات/ سجد الشاعر / في كل صلاة. وقرا من قصيدة أخرى قال فيها: يا بلال/ هكذا قال الظلام/ فخاف الأنام / أن يناموا هل يُقتل بلال/ ويُطفأ الهلال قالت الجبالُ/ لا تبالوا/ قالت البحارُ/ لا تحاروا/ قالت العبيدُ/ بلالٌ منا/ بلال عيدُ دارت الدهور/ علت القصور/ دمنا يمورُ/ والحال (هي) الحال/ في كل يوم/ يقتل بلال/ في كل قوم كما قرأ الشاعر قصائد أخرى له مثل " خيمة سوداء"، و"ضائقة توراتية". وفي مداخلته عبر الدكتور صادق خورشا بدوره عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة الأدبية، مباركا لقطر احتفاليتها الثقافية العربية، وأوضح الباحث إلى أن الكاتب الإيراني جلال آل أحمد يعد من أهم المثقفين الإيرانيين الذين عرفتهم إيران في النصف الثاني من القرن العشرين، مذكرا بأن المترجم له إلى اللغة العربية لم يتجاوز ثلاثة أو أربعة كتب، وتمنى أن تتم إعادة ترجمة كتابه "التغرب" مؤكدا على أهميته فمن خلاله يمكن للقارئ أن يتعرف على الفكر والتاريخ السياسي والأدبي الإيراني منذ عام 1930م. وفي ختام كلمته قرأ خورشا بيتا للشاعر الفارسي حافظ الشيرازي يقول فيه "منذ أمد بعيد والقلب يطلب منا كأس جمشيد، ولايدري أنه يبحث لدى الأغيار عما هو موجود لديه".