حمزة قناوي .. أشعار خارج الأسوار حمزة قناوي محيط - سميرة سليمان حمزة قناوي رمضان، ولد في القاهرة في 23 يناير 1977، حاصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة عين شمس، حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الأدب والنقد، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، عضو اتحاد كُتَّاب مصر. نشرت قصائده في عدد كبير من المجلات الأدبية والدوريات الثقافية المصرية والعربية الكبرى مثل، حاصل على جائزة الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الأدبي عام 2000 عن ديوانه الثاني "أكذوبة السعادة المغادرة"، حاصل على جائزة مؤسسة إقرأ الثقافية لعام ،2005، أفضل قصائد على مستوى جمهورية مصر العربية. جائزة خاصة من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين عن قصيدته "محمد جمال الدرة"، ضمن شعراء عرب آخرين في المسابقة التي أقيمت تخليداً لذكرى الشهيد، نشر له: ديوان الأسئلة العطشى، أغنيات الخريف الأخيرة، أكذوبة السعادة المغادرة. من قصيدته "الصّدق والرواية المُلّفَّقة" نقرأ: يا سيِّدي يا مُخرج الرواية العظيم دقائِقٌ ويُرفَعُ السِّتَارْ وتبدأُ الأصواتُ في الخفوت .. تُطفأُ الأنوارْ ويشدهُ المشاهدون للذي يدور دقائقٌ ويبدأُ الدوارْ وينبري المُمَثِّلونَ في السَّخَف إن يبدءوا بعرضِ هذه الرواية المُلَفَّقةْ تَتَابَعَت فُصُولُها تُجَمِّلُ الكَذِب وتطمِسُ الحقيقةَ الخَرْسَاء وأنتَ في مكانكَ البعيد ترقبُ الجميع تُطِلُّ من وراءَ هذه الستائر السوداء في أَوجُهِ المُمَثِّلينَ والحضور لِتَطمَئنَّ أن كُلَّ ما لفَّقْتَهُ يسيرُ وِفقَ ما يُرام فتفرًكَ اليدينَ في انتشاءة الحبور إن تَلمَحَ المُشاهدينَ قد تَرَنَّحوا من الضَحِك فلم يُلاحِظوا رداءةَ الحوار أو يُدرِكوا تفاهةَ الرواية المُزَيَّفهْ يا سيِّدي دقائقٌ ويصعد الممثلونَ فَوْقَ مسرحك لكي يواصلوا الكذب أمامَ هذهِ الصفوف كُلٌّ إلى مكانه الذي رسمتَهُ له أمَّا أنا فلن أكونَ في مكاني المألوف سئمتُ دَوريَ المُلَفَّقَ المُعتاد وأن أكونَ واحداً من الذين يخدعون هذه الألوف وأنتَ لستَ فَوقَ مُستَوى الخَطَأ لكنَّ من يُصَفِّقونَ كُلَّ ليلةٍ لزيفكَ المُعاد .. .. أوهموكَ بالنَّجاح والنبوغ بعدَما خدَّرتَهُم بالضحك والغِناء والرَّداءة المُقَنَّعهْ سأترُكُ التمثيلَ لِلَّذي يُريد ليَستَمِرَّ دَوريَ الرديءَ من جديد في هذه الأُكذوبة المُرَوِّعَهْ لكنني وددتُ أن أقول لو أَدرَكَ الجُمهورُ زيفَ ما يراه أو تَكَشَّفَت أمامهُ الحقيقةَ التي تفنَّنَ التلفيقُ في إخفائِها .. .. بجوِّ عرضِكَ البهيج لَضَجَّت النفوسُ بالذهول والأسى وماجَ هذا المسرحُ الكبيرُ بالنشيج ومن أجواء قصيدته "تأمُّلات ما قبل الرحيل" نطالع: وطنٌ يبايعُ ليلَهُ حتَّى يحيقَ بهِ السواد وطنٌ تطايرَ كَالرَّمَاد غّفَت الحقولُ بهِ على أحزانِها فصَحا على إمحالِها فَرَحُ الحصاد ! هانت دِماءُ بنيهِ في يُسرٍ عليهِ فخَلَّفوهُ لِما أرادَ .. .. مُشَرَّدي الخطوات في تيه البِلاد وطنٌ ينام بنوهُ من جوعٍ يُرافِقُ ليلَهُم والمُتخَمونَ به مضوا يتناهبون حَصادَهُ سرباً تكاثفَ من جَرَاد نهرٌ يشُقُّ رُبُوعَهُ مُتَخَايلاً ويموتُ من ظمأٍ بِهِ الفُقَراءُ .. .. يمضي النَّهرُ مُتَّشِحاً بأردية الحداد هَذي هِي الغِربَانُ حامت كي تنوشَ رُفَاتَهُ هذا هو الليلُ الأخيرُ مضى ليُسدِلَ فوقَهُ أستارَ ظُلمَتهِ الثقيلة باتِّئاد . ( 2 ) قلبي يُراوِدُهُ الرَّحيلُ إلى نِهَايَاتِ الغِياب حُلمي تُرَنِّحُهُ الفُصُولُ فَمن لَهُ في هذه الأرضِ الجديبة ترتوي الأحلامُ فيها من ينابيع السراب قلبي يُراوِدُهُ الرَّحيلُ إلى اتساعاتِ المَدَى هذي المفاوزُ خلفَها لاحَ النَّدَى هذي المدائنُ تستحيلُ إلى خَرَاب ! حُلمي يُبَعثَرُ في المرافيء والمَفَارق والدروب .. .. تقاسَمَتهُ الريحُ حيث مضت قدري كما قدرُ السحاب وقتٌ يُلَوِّحُ للرحيل عن الجذورِ إلى الغمام بلا إياب . من قصيدته "في موعد الغيوم" نقرأ:
تقابَلا في موعدِ الغيومِ .. بُرْعُماً وجدولا تقابَلا .. ففاضَ في عَيْنَيْهِمَا الحَنينُ راحِلاً ومُقبِلا تَكَلَّما .. كأنَّما تَعَندَلا ! تفجَّرَ الحنينُ فيهِما واسترسلا تبادَلا .. شوقاً يقرُّ في العيونِ هائِلا تَلاَمَسا .. كَأنَّما تَداخَلا ! وغَابَ لَيْلٌ مُعْتِمٌ لِضوءِ سِرٍّ انجلَى تَرَاقَصَا .. كنَجمَتَيْنِ تومِضانِ فَرْحةً كَنَغْمَتَيْنِ في الهواءِ للبعيدِ تَرْحَلا وسَافَرَ النَّعيمُ في روحَيْهِمَا .. فما تَمَهَّلا تَساءَلا : وهل يدومُ ذلكَ الحنينُ سَرْمدا يدومُ ما قد أمِلا ؟ تأمَّلا .. نهراً يُرقرِقُ الغِناءَ في قَلبَيْهِمَا ومَوعِدَيْنِ للشُّروقِ في العيونِ أقبَلا تَضَاحَكا .. وأفسَحَ النعاسُ في روحيهما مدى فسافرا للحُلمِ نائِمَيْنِ في حدائق الربيعِ زهرةً وبُلْبُلا