وسط أجواء انتخابية هادئة في حى العجوزة ، توافدت النساء على اللجان منذ الساعة 8 صباحاً بصورة أكبر من الرجال خلال هذه الفترة ، وفى أحد المدارس الثانوية تواجدت المذيعة الشابة سلمي صباحي نجلة المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي ، لتدلي بصوتها مع الناخبات. ارتسم على وجه سلمي طول الوقت ابتسامة تفاؤل ، وكان يبدو عليها السعادة البالغة ، تداعب كل من حولها دون الخوض نهائياً مع أي من الناخبات عن المرشحين أو اختيارات الناخبات اللآتي اصطففن بطابور طويل في شمس الصيف الحارقة.
وعن شعورها في هذا اليوم قال سلمي صباحي للهنّ : تنتابني فرحة عارمة خلال هذا الحدث التاريخي ، فالجميع لأول مرة ينزل إلى الانتخابات ولا يعلم من هو الرئيس القادم ، إنه شعور رائع لم يعتاد عليه المصريين ولم يمروا به من قبل ، والفضل يرجع إلى شباب الثورة والمصابين والشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذه اللحظة الفاصلة في تاريخ مصر ،شئ مشرف للغاية أن يشعر الإنسان بأنه يختار قائده.
وتضيف صباحي : جئت اليوم للإدلاء بصوتي ، وكمراقبة للجنة للانتخاب لتفادي أي مشكلة قد تحدث ، وإلى الآن لم تحدث أمام عيني أي مخالفة على الإطلاق ، فاللجان هادئة والجميع ملتزم بدوره ، ولا توجد أي دعاية من أي نوع أمام هذه اللجنة ، لكن علمت من خلال بعض المراقبين في بعض اللجان أن هناك تجاوزات أثارت حفيظة بعض الناخبين ، وللأسف صدرت من أحد قضاة اللجان الذي كان يؤثر على الناخبين للتصويت إلى مرشح بعينه ، وإلى أن يتضح الأمر تماما سنتعامل مع المخالفات بالطريقة القانونية.
ولفتت صباحي الانتباه إلى أن الإقبال على الانتخابات الرئاسية في ساعات النهار الأولى لم يكن بنفس إقبال المواطنين على انتخابات مجلس الشعب ، وأرجعت ذلك إلى تواجد معظم الناخبين في أعمالهم ، ومن المتوقع زيادتها بعد الظهر.
وأكدت سلمي أن شعورها لا يختلف عن أي مواطن مصري ، وتتمني الخير لمصر ، سواء كان مقدر الفوز لحمدين أو لغيره ، بل على العكس فالرئاسة مسؤولية كبيرة ، والقلق يكون معها أكبر بسبب الحِمل الذي من الممكن أن ينتقل إلى كاهل والدها ، فالمهمة شاقة وحساسة.
وتحدثت صباحي عن أجواء منزل المرشح حمدين صباحي قبل الانتخابات الرئاسية قائلة : عن أجواء المنزل لا تختلف كثيراً عن أجواء كل بيت مصري ، فالجميع كان يشعر بالأمس بأننا نستقبل العيد غداً ، ومن الطبيعي أن تسود أجواء التوتر والقلق مع بعض الترتيبات بالورقة والقلم ، وهو إحساس اعتدنا عليه نتيجة الأحداث المصرية المتلاحقة بصفة عامة والانتخابات خاصة ، الجميع لديه إحساس جديد بالحرية ، وليس أسرة حمدين صباحي فقط .
وبسؤالنا لها عن التغير المتوقع في شخصيتها إذا فاز حمدين صباحي بالانتخابات الرئاسية قالت : إذا أكرم الله والدي بالرئاسة المصرية ، سأشعر بالسعادة الغامرة ، ولكنه فى النهاية سيظل في نظر ابنته الأب سواء كان رئيساً أو لا ، وستظل سلمى بنت مصرية عادية لن تتغير بسبب منصب والدها كرئيس ، سأتابع مسار حياتي الطبيعي في عملي وسأسعي لتحقيق أحلامي ، لن استغل اسم والدي فى أي مصلحة ، وهذا بالفعل ما نشأت وتربيت عليه طول حياتي ، حتى عندما كان عضو في مجلس الشعب ، لم يساعدني بواسطة أو بتوصية في العمل ، بالعكس سعيت كثيراً بمفردي قبل أن أظهر كمذيعة على قناة "دريم" الفضائية ، أنا أؤمن بان السعي هو الوسيلة لتحقيق الهدف بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
وعن أمنياتها أضافت : سواء وصل حمدين صباحي إلى السلطة أولا ، أتمنى أن يعيش المصري بكرامة ، وأنا كأي أي أم ، أريد أن اشعر بالطمأنينة على مستقبل ابنتي في بلدها ، تنشأ في مجتمع يحافظ عليها ، تضمن العلاج والتعليم الجيد ، لأن أطفالنا هم جيل مستقبل مصر.