القاهرة : ينظم بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة غدًا، الأحد، فى الثامنة مساءً، احتفالية بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الشاعر محمد عفيفى مطر. يشارك فى الاحتفالية عدد من الشعراء والنقاد، وهم الدكتور شوكت المصرى، والدكتور عبد الناصر حسن، محمد سليمان، محمد سعد شحاتة، والدكتور محمد عبد المطلب، ووائل قنديل، ويقدم الأمسية الشاعر حلمى سالم، ويعقب الأمسية عرض الفيلم التسجيلى "رباعية الفرح"، من إخراج على عفيفى. في رائعته "الأرض القديمة" يقول : رأيتُها في صكوكِ الإرثِ مكتوبه سِفْراً من الإنسان والإزميل والحجرِ رأيتُها من شقوق الصيفِ مسكوبه غاباتِ أيدٍ ترعرعُ في دم الشجرِ وأَوْجُهاً من حميم الطمي مجلوبه منسوجة بالفروع الخُضَر والثمرِ وأعظُماً غالبتْ أكفانَها، انقلبتْ فراشةً حمراءَ مخضوبه بالنار والغيم والرَّهَج الدوّارِ في السفرِ.. كانت صكوكُ الإرثِ مختومه بخاتم ملتهبٍ وأحرفٍ مشويّه وكان في أطرافها من سلّة الأيامْ زخرفةٌ كوفيّه وأَثَرُ القوافلِ المغبرَّةِ الأعلامْ والزحمةُ التي تشبهُ عشَّ البومه وطرّةُ السيّافِ والإمامْ والصرخةُ المكتومه ! حين تقصّفتْ أصابعي ويبستْ مفاصلُ الراحلة الملعونه وقفتُ في الصحراء تحت الشمسْ أنتظرُ الطغراءَ والأوامرَ الميمونه كي أستطيع الهمسْ . وقفتُ في الصحراء واجماً مُقنَّعاً أنظر جِلْدَ الأرضْ مستبدلاً منتسخاً مرقَّعا وكلما ثبّتتِ الشمسُ رماحَها الحمراءَ في جمجمتي قطعتُ رحلةَ الوقوفِ بالقراءه.. (أُخرج من غيابة العباءه صحائفَ الإرثِ المقدّسه وكلما تخرّقتْ سطورُها بالأَرَضه تهدّمتْ مدينةٌ على رؤوس ساكنيها أو سقطتْ تحت نعال الروم قلعةٌ أو مملكه أو زحفتْ حدودُنا وسوّرتْ مواطىءَ الأقدامْ..). لو أن هذي الشجره لم تجدلِ الجذورَ للأعماقْ لو أنها لم تطبخِ الضوءَ بجوفها وتغزل الأوراقْ لما تملّكتْ شبراً على مملكة الصعوِد والهبوطْ تمتدّ فيه أو تطرح ظلَّها المنقوشَ بالزَّهَرْ.. أراكِ يا غزالةً بريّه تنتظرينني خلال كلِّ جبلٍ بجوف كل شجره وتركضين في الغمامة المسافره لو نبتتْ أصابعي المقصوفه لكنتِ - يا غزالتي البريّه - صبيّةً فتيّه تمنحُني كعكتَها المقدّسه وشالَها المهدودبَ المنقوطَ بالسنابلِ الحمراءْ..