تمسكت كوكبة من أبرز الكتاب والروائيين الأفارقة بموقفهم الرافض للرضوخ الي شروط دور النشر الفرنسية خلال الندوة الأدبية التي نظتمها مكتبة الشهاب بالعاصمة الجزائرية التي تشهد حالة من الحراك الثقافي في الوقت الحالي. وفند المشاركون في الندوة جملة وتفصيلا ما يتم تداوله في الدوائر الإعلامية الفرنسية التي وجهت انتقادات لاذعة للروائيين الأفارقة باللهث خلف الشهرة والكتابة وفق رؤية "كولونيالية" من أجل التودد للأوربيين وإنتزاع المشروعية الأدبية. وأكد الروائي والأديب الكاميروني ايجان ايبوديه وفقا لما ورد بصحيفة "الخبر" الجزائرية أن هذه المغالطات نابعة عن دوائر غربية، مشيرا الي أن علاقته الحقيقية نشأت بفعل الكتابة الأدبية. وأضاف صاحب رواية الغضب الإلهي أن الأدب هو طموح من أجل تأسيس جسور تواصل مع الآخر، وبالنسبة له الأدب يتغذى من شيئين أساسيين هما الخيبة والكبت. ومن جانبه اعرب الروائي الكونغولي الكبير ألان مابانكو الحائز على جائزة رينودو الأدبية للعام 2006 عن استياءه الشديد من هذا النوع من الإشاعات، مؤكدا على نزاهة الأدب الإفريقي في التعبير عن ذاته والتأكيد على مكانته وكسب مساحة واسعة من المقروئية. وشددت الروائية الإيفوارية تانيلا بونيه على أهمية الاطلاع عن فحوى النصوص التي يكتبها الروائيون الأفارقة قبل الانحياز إلى أي طرف أجنبي والوقوع في مصيدة المغالطات. واتفق الكاتب المالي إبراهيما أيا صاحب كتاب دموع جوليبا معها في هذا الرأي، فيما أعرب الروائي التوجولي سامي تشاك عن حزنه من تداول ذات الأحكام السلبية من طرف دوائر إعلامية وفضاءات فكرية إفريقية. أعرب الروائي والكاتب الجزائري يحي بلعكسري صاحب رواية حافة في المدينة عن التماس نوع من العقدة الدونية التي تحاول الدوائر الإعلامية الفرنسية إلصاقها بالكتاب الأجانب وخصوصا الأفارقة. وشارك في الندوة الروائي الجزائر أنور بن مالك الذي قدم علي هامش فعالياتها روايته الجديدة الاعتداء، والروائي حميد سكيف الذي كشف عن مشروع جديد يتمثل في كتاب بيوغرافي يهدف إلى رد الاعتبار لمسيرة الفنان التشكيلي الراحل عبد القادر قرماز.