قلل دبلوماسي سوداني، من أهمية ما يثار من ادعاءات حول تأثر المشروعات الزراعية السعودية على الأراضي السودانية. واعتبر المستشار في سفارة الخرطوم لدى الرياض عبد الخالق عبد الحميد، في تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق" السعودية نشرتها اليوم، أن ما قد يحدث من إشكالات قد تطال بعض المشروعات السعودية على أراضي بلاده، لا تتجاوز كونها مشكلات عارضة واعتيادية ولا علاقة لها بالصراعات الحدودية والسياسية بين السودان ودولة جنوب السودان.
وتبلغ الاستثمارات الزراعية السعودية على الأراضي السودانية فقط، أكثر من 3ر4 مليارات دولار "16 مليار ريال"، واتفق الجانبان مؤخرا على تخصيص قرابة مليون هكتارٍ زراعي لاستيعاب تلك المشروعات الضخمة.
وأكد المسئول السوداني أن الاستثمارات السعودية الزراعية وغيرها، ترتكز في الجزء الشمالي من السودان، وقال إن تلك الاستثمارات لن تتأثر من عملية الانفصال بين الدولتين، كون جميع المشروعات السعودية تقع على أراضي السودان الشمالي، مجددا التأكيد على عدم تأثر تلك المشروعات بما يحدث من أمورٍ داخلية على أراضي بلاده من تبعات الانقسام بين البلدين.
من جانبه، قال عيد المعارك رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف التجارية السعودية في تصريحات له: "لا نملك مشروعات سعودية في الجزء الجنوبي، والانفصال لم يؤثر علينا، كل ما يهمنا أن يكون هناك تعاون بين الحكومة السودانية المركزية، وبعض ولاة الولايات التي ترتكز بها تلك المشروعات ، ومن هذا المنطلق، يجب أن يدرك المسئولون في السودان أن تلك المشروعات ذات فائدة على السودانيين أنفسهم، وترفع من المستوى الاقتصادي للولايات، وإيجاد فرص عمل للشباب السوداني، وتقليص نسب البطالة هناك، وهنا يجب أن يدرك بعض ولاة الولايات السودانية ضرورة تجاوز بعض العراقيل التي تعاني منها المشروعات السعودية".
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أطلق قبل أعوام، مبادرة الملك عبد الله للاستثمار السعودي في الخارج،التي تهدف إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي، وبناء شراكات تكاملية مع عدد من الدول في مختلف أنحاء العالم، ذات مقومات وإمكانات زراعية عالية لتنمية وإدارة الاستثمارات الزراعية، في عدد من المحاصيل الزراعية الإستراتيجية بكميات كافية وأسعار مستقرة، وكان للسودان النصيب الأوفر في تفعيل هذه المبادرة".