القدس المحتلة: أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اعتقاده بأن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ستبدأ قريبا جدا ، مدعيا استعداده لاتخاذ خطوات إضافية لتسهيل حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدخول في محادثات سلام مباشرة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في نيويورك: "إن المفاوضات مع الفلسطينيين ستتناول قضايا الحدود والأمن واللاجئين والمياه" ، مشددًا على أن القدس ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية. وزعم نتنياهو: "إن إسرائيل لا تريد أن تحكم الفلسطينيين ولكنها لا تريد أيضا أن تشكل الدولة الفلسطينية تهديدا لها"، مضيفا: "أن تجربة الماضي أثبتت أن كل منطقة انسحبت منها إسرائيل تحولت إلى قاعدة إرهابية تنطلق منها عمليات تخريبية ضد إسرائيل" . وخلال لقائه مع بان كي مون ادعى نتانياهو أن الجمهور الإسرائيلي على استعداد للمخاطرة من أجل السلام ، كما عرض عليه تركيبة لجنة "تيركل" التي تحقق في مجزرة أسطول الحرية ، قائلا "اللجنة مقبولة على العالم وأنه لا يوجد ضرورة للدفع بمبادرة لإجراء تحقيق دولي آخر". وعلى صعيد متصل ، زعم نتنياهو في برنامج "صباح الخير يا أمريكا" الذي تذيعه شبكة "إيه.بي.سي" إن إسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية لتسهيل حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية في محاولة لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدخول في محادثات سلام مباشرة. وتحاشى نتنياهو الرد على سؤال حول عما إذا كان مستعدا لتمديد وقف مدته عشرة أشهر في عمليات بناء جديدة بمستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة. وقال نتنياهو: "الفكرة هي اننا مستعدون للقيام بذلك. لكن ما نريد أن نراه في النهاية هو شيء واحد: أريد الرئيس عباس أن يمسك يدي. أن يصافحني أن يجلس ويتفاوض بشأن تسوية سلام نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين". وبعد يوم من اجتماع لاصلاح العلاقات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما كرر نتنياهو الدعوة لاجراء محادثات مع عباس. وعلقت مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة منذ أواخر عام 2008. وجاء رد فعل الفلسطينيين حذرا لتعهد نتنياهو باتخاذ خطوات ملموسة خلال أسابيع لاقناعهم بالعودة إلى المحادثات المباشرة. وأبدى الفلسطنيون ردة فعل هادئة الأربعاء تجاه دعوة الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي للانتقال من المفاوضات غير المباشرة للمباشرة. وقال كبير المفاوضين الفلسطنيين صائب عريقات: "إن نتنياهو هو الذي يضع العراقيل أمام المفاوضات المباشرة بسبب رفضه القبول بالمطالب الفلسطينية بوقف كامل لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية". وردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع ممارسة مزيد من الضغوط الامريكية على الفلسطنيين لبدء المباحثات المباشرة في أعقاب المفاوضات التي جرت بين أوباما ونتنياهو فى البيت الابيض الثلاثاء قال عريقات: "العالم أجمع والادارة الامريكية تعلم أن الشخص الوحيد الذي يعوق عملية المفاوضات المباشرة هو نتنياهو". وأكد عريقات أن الفلسطنيين يريدون أن يحرزوا تقدما فى بادئ الأمر فى المباحثات غير المباشرة بشأن قضيتى الحدود والامن التى يجرى التفاوض بشأنهما وأن تستأنف المفاوضات المباشرة من حيث انتهت فى ديسمبر/كانون أول 2008 عندما جرت الانتخابات التي أسفرت عن عودة نتنياهو لتولي مقاليد السلطة. وقال عريقات: "العالم يعلم أن بدء المباحثات المباشرة في أيدى نتنياهو فكل ما عليه فعله هو وقف جميع الانشطة الاستيطانية حتى في القدس. مضيفا: "عملية السلام مستمرة منذ 19 عاما ولكن سياسة الاستيطان الإسرائيلي لم تتغير". وفي المقابل ، زعم مصدر مسئول في البيت الأبيض إن العائق الحالي أمام الدخول في مفاوضات مباشرة هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأضاف المصدر: "إن الإدارة الأمريكية حصلت على ما تريد من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأنه حان الوقت للضغط على الطرف الفلسطيني للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل". يذكر ان نتنياهو اجتمع قبل مغادرته نيويورك مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، حيث أكد على أنه على إسرائيل أن تستعد مجددا لوضع "تفتح فيه الجبهة الشرقية من جديد"، وذلك في إشارة إلى انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق. وبحسب نتنياهو فإنه يطالب بإتاحة المجال لنشر قوات إسرائيلية في غور الأردن في حالات الطوارئ، وذلك في إطار أي اتفاق لتسوية دائمة مع الفلسطينيين.