فى اللحظات القليلة القادمة ألا وهى فترة انتخابات كرسي الرئاسة من المتسابقين لاحتلاله والذين سبق أن قيمتهم بأن جميعهم لا يصلح أى واحد منهم أن ينفرد بهذا الكرسي خاصة وقد طلبت من كل واحد منهم أن يقدم لشعب مصر سابقة ما قدمه لشعب مصر ولمصرنا العزيزة حتى نزكيه بسابقة أعماله ولكن ويا للأسف كل يقول كما قال من قبله ستعمل حكومتي . إن مصر التى عانت منذ انقلاب 1952م وما طرأ عليها من هذا الحكم باستبدال ملك بعشرين ملكاً اختلفوا وأدخلوا رئيسهم إلى السجن المؤبد الذى كان بلا نهاية، وتوالوا الحكام وعاشت مصر أكثر من 60 عاماً فى هذا الظلام الدامس وإلى الآن وأصبحت بعد أن كانت سيدة الأمم واقتصادها من أعلى الاقتصاديات حتى أن الدولار الأمريكي كان يساوى 24 قرشاً مصرياً والجنية الإسترليني كان يساوى 97.5 قرشاً مصرياً .
يا للهول من هذا الانحدار الذى وصلنا إليه والذى قامت ثورتنا المباركة 25 يناير لإنقاذ مصر مما وصلت إليه على يد هؤلاء الشرذمة من الحكام الذين عاثوا فى الأرض فساداً.
فهل الشعب المصرى الآن يريد استبدال السابقين باللاحقين الذين لم نرى منهم سابقة ما قدموه من خير لمصرنا العزيزة والمتطلع إلى الشريعة الإسلامية فى شروط اختيار الحاكم المسلم للشعب المسلم أن يكون أميناً عند الاختيار فهذه شهادة يسئل عنها أمام الله يوم القيامة إذ لم يكن أمينا عند الاختيار ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القائل " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قيل : يا رسول الله وما إضاعتها ، قال : إذا أوسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة "رواه البخاري فى صحيحة من حديث أبى هريرة رضي الله عنه .
كما ورد أن أبا ذر رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوليه إمارة فقال صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانه وإنها حسرة وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذى عليه فيها" وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين طلبا الإمارة" إنا لا نولي هذا الأمر من سأله ولا من حرص عليه " متفق عليه
وقال يوسف عليه السلام لحاكم مصر "أجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" وقالت إحدى ابنتي شعيب عليه السلام" أن خير من استأجرت القوى الأمين" هكذا كانت معايير الاختيار لمن يتولى أمر المسلمين فهل يا ترى أحد من المرشحين يمكن وصفه بهذه الصفات يا قوم إني أعتقد أن التركة التى تركتها لنا العهود السابقة منذ انقلاب 52 تحتاج منا ألا نتكالب على كرسي الرئاسة إذا كن حقاً مخلصين لمصر ولمستقبل مصر فإن هذه التركة سيتورط فيها من لم يقدر حساباتها ولنا تجربة صغيرة أعطيت لحكومة الجنزورى كل اختصاصات رئيس الجمهورية وهى وزارة بجميع وزارئها كل فى تخصصه ومعهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومن ورائهم مجلسي الشعب والشورى ولم يحرروا إلى الآن حتى رغيف الخبز وازدادت البلاد من الأزمات المختلفة من النظام البائد المخلوع فيجب ألا ننخدع وراء الشعارات وصوتك أمانة ستسأل عنه أمام الله يوم القيامة وإني أناشد الجميع إذا كنا مخلصين فعلاً فعلينا باختيار مجلس رئاسي من المخلصين الأوفياء لخير مصر وشعبها لإنقاذ مصر من كبوتها ولا نريد أن نسيء الاختيار ونعرض مصرنا العزيزة لتكرار الانقلابات والثورات لأمنها واستقرارها فثورتنا قائمة بإذن الله تبارك وتعالى ما دام الشعب يريد الحياة والله تبارك وتعالى نسأله أن يحقق الآمال ويحفظ لنا مصرنا من كل المؤامرات ما ظهر منها وما بطن ويحميها من كل سوء والله أكبر والعزة لله.