بيروت: نظرا للتداعيات التي تلقي بها تطورات العصر وتقنياته على اللغة العربية، شكل مجموعة من الشباب والشابات جمعية أطلقت على نفسها اسم "فعل أمر" انتصارا للغة العربية والتوعية لمخاطر تهميشها، وأقامت مؤخرا ورشة عمل تحت شعار "التحديات التي تواجه اللغة الأم". عرفت رئيسة جمعية "فعل أمر" سوزان تلحوق بالجمعية وأهدافها على أنها مجموعة من الشباب، انطلقت فكرتها المبدئية من الحرص على اللغة العربية التي باتت مهمشة وضعيفة في خضم التحدي الحضاري العالمي، ولا تواكب العصر، على حد تعبيرها. ومن هذا المنطلق –تقول تلحوق- كما نقلت عنها فضائية "الجزيرة" القطرية إن المجموعة المؤلفة من ستة أشخاص في مقتبل الثلاثينيات من العمر وجدت في إعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب مجالا لتحقيق أهدافها وقررت تأسيس جمعية مختصة بمعالجة مشاكل اللغة الأم. وذكرت أن اختيار الاسم من صلب اللغة العربية استغرق وقتا لكنّه جاء ناجحا ولافتا، ويشدّ الانتباه للغة، والاهتمام بها في عصر يعيش الشباب عصر الصورة والتكنولوجيا وعديد من الإغراءات، مشيرة إلى أن الاختيار الموفق لاسم الجمعية سهل الحصول على الترخيص الرسمي، وجذب الاهتمام على مستويات الأنشطة التي تقوم بها. وتنضم جمعية "نحن" لهذه البادرة -كما يقول أحد أعضاء الجمعية محمد أيوب- في إطار أهدافها الرامية للعناية بمشاكل الشباب. وأوضح أيوب أن "هناك الكثير من المشاكل تواجهها اللغة العربية بمواجهة التطورات الجارية في العالم. فاللغة طريقة تفكير، ونحن كعرب لا يزال التفكير عندنا متوقفا منذ زمن، ولذلك نجد صعوبة في شرح كثير من المصطلحات العلمية والأخرى الضرورية باللغة العربية". ولفت إلى جدية هذه المشكلة التي تحتم أحيانا شرح بعض المصطلحات باللغة الأجنبية -مثل الإنجليزية- كي يفهمها الطلاب، معتبرا أن مشكلة اللغة العربية تكمن في أن القيمين عليها يردونها إلى الماضي في غياب المساعي لتطويرها لتواكب العصر. أما الباحثة في علم النفس الدكتورة أنيسة الأمين فقد عرضت رؤيتها لمشكلة اللغة العربية بقولها إن "فكرة معالجة اللغة بطريقة جمعية "فعل أمر" هي فكرة مجموعة من الناس، بينما لا يمكن أن تتحول اللغة إلى الأفضل إذا لم يتحول واقعها إلى قضية سياسية كبرى". واختتمت حديثها بالإشارة إلى الورقة التي قدمتها لورشة عمل "فعل أمر" تحت عنوان الترميز المهزوم وتداعيات ذلك على كينونة الفرد الذي يسمى عربيا، منها هروب قسم من الشباب في الداخل عبر اللغة الأجنبية، في حين يتحول قسم آخر إلى العنف، على حد قولها.