الرياض : تباينت ردود أفعال عدد من الكاتبات السعوديات حيال النقد الذي قالت به الروائية الكويتية ليلى العثمان وما اعتبرته "تكثيف الجنس في إنتاج الروائيات السعوديات"، وذلك خلال استضافتها الأسبوع الماضي في إثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة. وبحسب استطلاع رأي أجرته صحيفة " الوطن " السعودية ، قالت الكاتبة الكويتية ليلى العثمان عن أسفها للكثافة غير المبررة لثيمة الجنس في الرواية النسائية السعودية الجديدة؛ وأكدت للصحيفة السعودية رأيها الذي قالته في "الإثنينية ". وقالت: إنّ ظاهرة تكثيف الجنس يدفعها حب الظهور والشهرة وتسابق دور النشر على استقطاب الكاتبات الجديدات اللاتي يطمحن لقفزات غير محسوبة؛ مستشهدة بنماذج مثل: روايتي "الأوبة" لوردة عبدالملك و"الآخرون" لصبا الحرز. وقالت العثمان إن رجاء الصانع لا علاقة لها بالرواية، وأشارت العثمان إلى إشكالية تعاني منها الرواية النسائية السعودية كونها تجيء بين حدين يمثلان جيلين، الأول يكتب بخجل وخوف، أما الثاني فينكشف تماماً، ذاكرة بأن الروايات الأخيرة لم تعجبها ولا تعتبرها أدباً، بل خارجة عن القانون الأدبي، داعية إلى منطقة أخرى أكثر غنىً تحتاجها الرواية النسائية السعودية معتقدةً أن لدى المرأة السعودية معاناة أكثر من معاناة الجسد فقط، متخوفة من صورة سيئة تعطيها مثل هذه الروايات عن واقع المرأة السعودية، وهو ما لا ترضاه العثمان، على حد قولها. أيدت القاصة شريفة الشملان العثمان قائلة: نعم رواياتنا بعضها بذيء ليس النسائي منها بل والرجالي، ولعل الرجال هم أول من فتح الباب على مصراعيه، أصبحت بعض الروايات تكتب من أجل الجنس ليس إلا لدرجة مقززة. مشيرة الى بعض التناقض في رأي الكاتبة الكويتية العثمان: بالمقابل هناك روايات جميلة وفتية ورائعة، فروايات الجهني، التي لم تعجب "ليلى" في حديثها المنبري، سبق أن صرحت بجمالها، كما صرحت بجمال روايتي أميمة الخميس "الوارفة"، و"البحريات". في حين أبدت القاصة والروائية كاتبة رواية "عيون الثعالب" ليلى الأحيدب استغرابها لانتقاد العثمان خاصة أنه صدر عن كاتبة خاضت معارك من أجل الكلمة ودخلت محاكم وتصدت لتيارات! وأردفت الأحيدب: الرواية السعودية ليست بحاجة لشهادة اجتياز أو براءة من أحد! متسائلة عن نظرة العثمان إلى الجنس على أنه عيب! وتصنيفه كموضوع ينتقص من تقدير الرواية السعودية، أو الكتابة ككل، معتبرة ذلك منظورا تقليديا للكتابة. من جانبها وافقت الكاتبة زينب حفني كما نقلت عنها صحيفة "الوطن" السعودية رأي العثمان في هجومها على الأقلام النسائية الجديدة التي لا تتمتع بموهبة حقيقية وليس لديها تجارب حياتيّة ولا تمتلك أدوات فنية ولا حصيلة لغوية تُمكّنها من إخراج سرد راق يحترم عقلية القارئ على حد تعبير حفني التي توقفت عند عبارة العثمان "بأن الروايات ذات الطابع الجنسي أكثرها لكاتبات سعوديات!!" معتقدة بمبالغتها لأن هناك أديبات على الساحة الأدبية لم يكتبن في حياتهن مشهدا جنسيّا واحدا. أبدت الكاتبة سهام القحطاني دهشتها وتساءلت: لا أدري لماذا غضبنا من رأي العثمان، أليس التكثيف الجنسي من أهم الظواهر في الروايات السعودية المشهورة سواء عند الروائي والروائية؟ وأنا أتفق معها في هذا الرأي "أن بعض الروايات النسائية تخجل أن تقرأها لما تحتويه من ممارسات جنسية فاضحة جعلت الكثير من الروايات النسائية أشبه ببيوت الدعارة"، ورأي العثمان ليس الوحيد فكل المثقفين العرب ينظرون للرواية النسائية التي اكتسبت شهرة وتسويقا بمنظار العثمان، ويجب ألا يغيب علينا لأن حضور الجنس يرفع تهمة الشذوذ عن الروائية السعودية، فالروائيات الخليجيات يشتركن في هذه الظاهرة كقالب تعبيري عن طبيعة الحياة الاجتماعية للمرأة وظروفها، والفكرة واضحة في رواية "صمت الفراشات" لليلى العثمان نفسها.