فرقت قوات من الشرطة العسكرية صباح اليوم الأربعاء عشرات المتظاهرين أمام مصنع اسمنت أسيوط من عمال شركتي "إبيسكو للإنشاءات" و"الرواد" بالهراوات والغازات المسيلة للدموع. واعتقلت قوات الشرطة العسكرية سبعة أشخاص آخرين، بعد أن قاموا بقطع الطريق الصحراوي الغربي بقرية "منقباد" ووضعوا الحواجز وجذوع النخل في حرم الطريق ما منع السيارات من المرور وتسبب في وقوع مشاجرات بين العمال والسائقين المارين.
وحاول عدد من ضباط الجيش الدخول في مناقشات مع المتظاهرين لإثنائهم عن الاعتصام على حرم الطريق منعا لحدوث كوارث وناشدوهم الاعتصام داخل المصنع حتى يتم تلبيه مطالبهم؛ لكن تعالت أصوات المتظاهرين ضد سيارات الأمن المركزي التي تحوم من وقت إلى آخر خلف قوات الشرطة العسكرية التي شكلت حاجزًا بين المتظاهرين والطريق منعًا لتجدد المشاجرات مع السائقين.
ونشبت مناوشات بين المتظاهرين وأفراد من الشرطة العسكرية أسفرت عن إصابة ثلاثة من العسكريين واعتقال سبعة من المتظاهرين.
ومن جانبهم قام العمال بإضرام النار في الحواجز ما دعا قيام قوات الجيش إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع، الأمر الذي أدى إلى إصابة ما لا يقل عن عشرين شخصًا من الجانبين باختناقات، وتم نقل المصابون جميعا إلى مستشفى أسيوط المركزي في حاله خطيرة.
كانت شركه اسمنت أسيوط قد وعدت بإنهاء اعتصام العاملين الأسبوع الماضي بعد الاتفاق مع إدارة شركة "سمكس" المكسيكية بحضور ممثلي وزارة القوى العاملة على صرف نسبة من الأرباح للعمال عن العام الحالي على أن تصرف باقي الأرباح عن الأعوام السبعة الماضية بأثر رجعى إلا أن ذلك لم يتم، ما جعل العمال يعلنون مواصلتهم الإضراب والاعتصام حتى يتم الاستجابة لمطالبهم.