الجزائر: أكد الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب ومدير دار نشر الكتب العلمية اللبنانية، محمد علي عبد الحفيظ بيضون، على أن واقع القراءة في الوطن العربي في أحسن أحواله رافضاً ما يقال بأن القراءة تشهد تراجعاً فيه ومؤكداً على وجود أعداد معتبرة من القراء في الوطن العربي. ووفقاً لصحيفة "الخبر" الجزائرية أرجع بيضون المشكلة إلى تزايد عدد إنتاج الكتب وليس في نسبة الإقبال عليها، مفسرا بقوله لو عدنا 20 أو 30 سنة إلى الوراء سنجد أن الإنتاج المحلي للكتب تضاعف 4 مرات مقارنة بما كان عليه سابقا، وبالمقابل زاد عدد المقبلين على الكتب، أي أن عدد القراء زادوا ولكن ليس بالنسبة نفسها. كما عبر بيضون عن رفضه لجملة الإحصاءات التي تقارن ما بين القراءة لدى العرب ولدى الغربيين، قائلاً أرى أن من يضع إحصاءات تتهم العرب بتراجع القراءة لديهم، يتهمنا بالجهل، والعرب لم يكونوا يوما جاهلين، ولذا فأنا أدعو العرب إلى أن يطلبوا معلومات من أوروبا تتعلق بعالم غير عالمها، وأعدهم بأنهم سيجدونها أكبر جاهل، فالغربيون يقرأون ولكنهم يحتاجون للثقافة العامة، كون المجتمعات الأمريكية مثلا مكتفية، ولا تنظر إلى ما وراء الحدود، عكس القارئ العربي. كما طالب بأن لا تحسب على العرب كثافتهم السكانية المقدرة، حسب قوله، ب 420 مليون، وأن تؤخذ نسبة الأمية الموجودة في الوطن العربي بعين الاعتبار، قبل إطلاق أحكام بتراجع القراءة، ودعا بيضون كل من وزراء التربية والمدارس العامة وكذا الخاصة في العالم العربي، إلى إنشاء مكتبات تسمح للطفل بالإقبال على القراءة، إضافة إلى سن ساعة للقراءة ولو أسبوعيا والذي من شأنه تنمية فكر المطالعة لدى الطفل، ومساعدته على حب الكتاب. أما الناشر محمد الطاهر فرفي فقد اعتبر أن أصل مستوى القراءة الحالي يرجع إلى الأسرة بالدرجة الأولى، ثم تليها المدرسة مبرزا أن تشجيع الأسرة لطفلها وترغيبه في مطالعة الكتاب من شأنه المساعدة على رفع مستوى ونسبة القراءة، شأنها في ذلك شأن المدرسة. ووفقاً "للخبر" أرجع الناشر تراجع قراءة الكتب من قبل كل الشرائح العمرية وعلى مستوى العالم العربي عموماً لعدة أسباب منها كثرة وسائل الإعلام البديلة، على غرار الفضائيات، إضافة إلى عدد الصحف الصادرة يوميا، واهتمام الناس بأشياء أخرى يرونها أكثر أهمية من الكتاب. واعترض على من يقول أن غلاء الكتاب قد يكون سبباً في العزوف عن اقتنائه حيث قال لا أفهم بما يقارنون غلاءه، ورغم أنني لا أحب اعتبار الكتاب مجرد بضاعة، إلا أننا اليوم أمام واقع يفرض مقارنة هذا الأخير بسلع أخرى، فبأي سلعة يقارنون غلاءه؟، ومن هذا المنطق أؤكد أن الكتاب ليس غالي الثمن. كما طالب محمد الطاهر قرفي وزارة التربية بجعل المطالعة مادة إجبارية، وأساسية في المقرر التربوي كبقية المواد الأساسية.