يحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذكرى الرابعة والستين للنكبة وذلك بإقامة سلسلة احتفالات وفعاليات في عدد من مدن الضفة الغربية وغزة، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة الطوارئ. ومن جانبها ، أعلنت اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة عن إقامة المسيرة المركزية اليوم في رام الله، كما أعلن "بديل" المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين أن الفعاليات المحلية في المناطق لا تقل أهمية عن المشاركة في الفعالية المركزية، حيث بدأت فعليا في مناطق مختلفة في فلسطين التاريخية والشتات. وانطلقت في مدن ومناطق الضفة الغربية وأراضي 48 مسيرات ، وعلقت لافتات على جدران المباني وواجهات المحلات التجارية بمدن وقري ومحافظات الضفة تمجد نضال الأسرى الذين خاضوا إضرابا طويلا عن الطعام حتى تحققت مطالبهم كما علقت لافتات عدة تضمنت عبارات وكلامات عن العودة والحق الفلسطيني في الرجوع إلى المكان الذي سلبه الاحتلال الإسرائيلي من الفلسطينيين عام 1948 بعد ارتكاب مجازر بحق المواطنين وتهجيرهم إلى اماكن مختلفة داخل فلسطين والشتات. ووضعت على الأرصفة لافتات صغيرة سجل على كل واحدة منها تاريخ قرية تم تدميرها ومعلومات عنها قبل وبعد "النكبة" . في سياق متصل، تمكن عدد من الشباب الفلسطيني من دخول أراضي 48 عبر حاجز نعلين غرب محافظة رام الله، حيث اشتبك معهم جنود الاحتلال الاسرائيلي ومنعوهم من اجتياز الحاجز . وعم الاضراب جميع المؤسسات والمدارس بالضفة الغربية لمدة ساعات محددة واغلق العديد من المحلات التجارية . واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، منسق حركة المقاومة الشعبية في قرية النبي صالح ناجي التميمي بعد مشاركته بفعالية ببلدة نعلين واعتدى جنود الاحتلال بالضرب على المشاركين في الفعالية وعلى التميمي قبل اقتياده إلى جهة مجهولة. يذكر أن التميمي كان أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل بضعة أشهر، بعد اعتقال مدة عام وغرامة مالية كبيرة. التطهير العرقي وعشية النكبة، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بممارسة التطهير العرقي في مدينة القدس ضد الفلسطينيين. وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون الفلسطيني عشية إحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة إن الاستيطان داخل المدينة وحولها يسير بوتائر لم تحدث منذ عقود. وناشد عباس "القادة والمواطنين العرب والمسلمين والمسيحيين وكل أصحاب الضمائر الحية وكل الحريصين على بقاء بوابة السلام مفتوحة بأن يحموا القدس من التهويد وأن يثبّتوا صمود أهلها". وقرر عباس دعم المدينة المقدسة بخصم أجر يوم عمل من موظفي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة. وأضاف في كلمته "لا سلام دون الاعتراف بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أما الاستيطان فلن يجلب السلام للإسرائيليين وبدون السلام ستبقى إسرائيل جزيرة معزولة وسط محيط مُعادٍ لها". حالة الطوارئ في المقابل ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم عن حالة الطوارئ عشية ذكرى النكبة ، وأفادت مصادر صحفية إسرائيلية أن قوات الاحتلال ستعزز قواتها في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن جاهزيتها داخل أراضي 48. ويعم الإضراب العام المدن والبلدات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 بمناسبة ذكرى النكبة، بالإضافة إلى إضراب جميع المؤسسات والمدارس وإغلاق المحال التجارية، كما سيتم إقامة سلسلة فعاليات بهذه المناسبة في القرية المهجرة (اللجون) بالقرب من أم الفحم. وقال رجا إغبارية عضو اللجنة العليا للجنة المتابعة العربية التى دعت الى الاضراب فى تصريحات له انه تم تشييد قرية " اللجون" وهى قرية رمزية تعبر عن التدمير والتهجير الذى لحق بالقرى والبلدات الفلسطينية ، كما سيتم تسيير مسيرات والقاء محاضرات للشباب عن النكبة بخلاف اقامة المعارض التى توضح آثار النكبة على الشعب الفلسطينى. من جانبه قال رئيس التجمع الوطني الديمقراطي فى الداخل واصل طه ان عرب 48 جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني مضيفا ان هذه الخطوة تهدف أيضا الى توحيد النضال الوطني الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال ، وأكد طه على أن الإضراب اليوم لدعم نضال الشعب الفلسطينى والتاكيد على حق العودة . وأشارت وسائل اعلام اسرائيلية اليوم الى ان قوات الأمن زادت هذا العام من انتشارها تحسبا من وقوع أحداث على غرار الأحداث التي وقعت في العام الماضي، وخاصة على الحدود السورية الإسرائيلية، عندما اخترق مئات الفلسطينيين في هضبة الجولان الحدود الإسرائيلية الفلسطينية ووصلوا إلى قرية مجدل شمس المحتلة. وأضافت إن قيادة القوات الإسرائيلية، أصدرت تعليماتها للجنود وحرس الحدود بالتعامل مع الأحداث "بحساسية" ولكن ب"حزم" لمنع تكرار المشاهد التي وقعت في العام الماضي. ونبهت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية اليوم الى إن إنهاء إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام امس خفف من حدة التوتر ومن مخاوف اندلاع مظاهرات عنيفة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.