فوجئت بعد أداء صلاة الجمعة وإلقاء كلمتي المعتادة بعد الصلاة بالهدوء التام بالمسجد بميدان العباسية لمحاصرة الميدان والطرق المؤدية إليه شعرت وكأن هناك خطة وما بعدها من مفاجآت . خاصة أننى هممت كعادتي بالرحيل إلى مدينة السويس أنا ومرافقي ولم يكن بالمنطقة بأسرها غير سيارتي والتى أصابها البلطجية بالحجارة متعمدين بأخر مبنى مسجد النور بجوار كلية طب عين شمس فأدينا بفضل الله تعالى صلاة العصر جماعة بالمسجد الذى يسوده الهدوء التام ليس إلا الاعتصامات تبعد عن المسجد بحوالى كيلو متر على الأقل وعقب أداء الصلاة فوجئنا بأعيرة نارية مكثفة وقنابل دخان تتصاعد بالمنطقة الهادئة من مصفحات القوات المسلحة وكأنه هجوم حربي بما يسمى عسكرياً بطلقات التفتيش وكما كنت أتوقع أن الهدف الحربي لهذا الزحف هو بيت من أكبر بيوت الله فى عاصمة مصر الإسلامية ألا وهو مسجد النور وإذا بطارق يطرق الباب من الضابط ويسأل عن المسئول عن المسجد لأنهم سوف يقومون بتفتيش المسجد لأنهم لديهم معلومات بأن بالمسجد أسلحة ومفرقعات فاندهشت لأول وهلة من هذا الطلب لكنها تهمة وجيش بمدرعاته وأسلحته ورجال صاعقته أيمكن فى حال من الأحوال أن يتصدى له أحد ؟!!
وأفاجأ على رأسهم اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية وعضو المجلس الأعلى بالقوات المسلحة ورجاله فأيقنت أن وراء هذه الحملة المكثفة ما وراءها من مفاجآت فسلمت الأمر لله وأنا أجلس مع بعض المصلين الذين أدوا معى صلاة العصر فى جماعة وحال بينهم وبين انصرافهم الغازات المسيلة للدموع والطلقات النارية المكثفة ودخول معظم هذه القوات ببياداتهم أى بأحذيتهم إلى المسجد تحت حجة سرعة تنفيذ مهمتهم ، فقال لي اللواء حمدى بدين إن هناك من يضرب النيران من فوق إحدى المآذن فقلت له إن أبواب المآذن مغلقة ولا تفتح لعدم الحاجة لفتحها والمفاتيح مع عمال المسجد فأصر أن هناك من يعتلى المأذنة فقلت له : إذا كان هناك كما تدعى من يطلق النيران من فوق المأذنة فأنا أفتح لك الباب ونجيبه من رقبته فقال نريد تفتيش المسجد فقلت له إنها سابقة خطيرة إن يكون فى المسجد أسلحة وفوجئت بمن يخبرني بأن قوة اقتحمت أبواب دورة المياه بعد تحطيمها كما فوجئت بطابور للرجال يرتدون الملابس المدنية ولكنها كانت بشكل واحد مما يلفت الأنظار فطلبت من سيادة اللواء أن يقوموا بمهمتهم التى جاءوا من أجلها وإن هؤلاء الذين يجلسون حولك هم المصلون الذين لم يستطيعوا الخروج بعد أدائهم صلاة العصر .
فأقسم بيمن مغلظة وشرفه العسكري أنه سوف يخرجهم بسلام ويأمن خروجهم ولكنه غدر بي وباليمين الذى أقسمه وبمجرد خروجي فى مقدمتهم انقضوا على مرافقي الذين استعين بعد الله تبارك وتعالى لعدم قدرتي على المشي وفوجئوا جميعا بأقصى أنواع الاعتداءات الوحشية من إخوانهم من القوات المسلحة ومن البلطجية الذين كانوا أمام المسجد بكميات هائلة بخلاف الذين كانوا فى انتظارهم بالشرطة العسكرية وبالمخابرات العسكرية والنيابة العسكرية التى حددت أسئلتها بالتجمهر و الاعتصامات ولم توجه إلى أحد تهمة ما يسمى بإحراز أسلحة لأنهم لم يجدوا معهم ما يطلق علية سلاح أبيض ولا أخضر وتركوني وحيداً وسط أبنائي من القوات المسلحة الذين أبوا إلا أن يلتقطوا صوراً تذكارية معي وعند أذان المغرب صعدت لأداء صلاة المغرب
وفوجئت باللواء حمدى يجلس بجانبي واطمئن بفشل المؤامرة التى أدعت أن بالمسجد سلاح بعد 3 ساعات من تحطيمهم لكل مغلق ، حمدت الله تبارك وتعالى بفشل تلك المؤامرات الخبيثة المضللة لاتهام بيوت الله تبارك وتعالى بالتآمر على الإخلال بالأمن وترويع الآمنين وقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق .
وأقول لشعب مصر الوفي إن ما استخلصته من هذه الحملة العسكرية وما تلاها من حملة إعلامية انطلقت كالصواريخ إلى القنوات العلمانية وغيرها للصحافة المقروءة والمرئية بالعناوين الضخمة بأن القوات العسكرية استطاعت العثور على 50 بندقية آلية وعشرين طبنجة وكميات من القنابل المولوتوف فى دورات المياه الخاصة بمسجد النور إن أول عمل قامت به القوات المسلحة للهجوم هى التفتيش بدقة وعلى مدى ثلاث ساعات وأنا بالمسجد لم يعثر على شئ قط فمدبري المؤامرة أصحاب هذه الكمية الهائلة من أسلحة كيف تمكنوا من دخولهم بها إلى دورة مياه المسجد من خلال الحصار الأمني المنيع الذى لم نستطع الخروج منه بأنفسنا فكيف بهذه الكمية الهائلة من أسلحة وذخائر إنها مؤامرة من مروجيها لتشويه حرمة المساجد وهذا ما أثبته بالأمس اللواء عادل المرسى رئيس هيئة القضاء العسكري فى حواره مع لميس الحديدي بأنه لم يثبت وجود أى أسلحة إطلاقاً فمن أين هذه الأكاذيب المغرضة ؟!!
ونصيحتي لكل أبن من أبنائي فى القوات المسلحة إن شعب مصر يدرك أن الأصابع الخبيثة من النظام البائد لازالت تعبث بمصير مصرنا العزيزة بعد الثورة المباركة 25يناير 2011 وأقول لهم بكل صراحة وبكل نزاهة احتسبها عند الله تبارك وتعالى لسنا من أصحاب الدنيا لأسعى إليها بعد أن عرضت على فى شبابي فاعتذرت عنها ولكنه مع كهولتي فإن حبي وإخلاصي بفضل الله تبارك وتعالى لمصرنا العزيزة يحتم على بعد ما لاحظته بأن الشرفاء الذين كانوا ببيت الله وفى حرم الله يعتدي عليهم من أبنائهم من القوات المسلحة ومن البلطجية الذين كانوا يقفون معهم بالملابس المدنية ولم يتعرض لهم أحد من القوات المسلحة وبذلك كشفوا عن أنفسهم .
إن الثوار الشرفاء الذين قاموا بثورة 25 يناير فى تظاهرهم واعتصامهم فى ميدان التحرير لم يعرف عنهم ولا عن أحد منهم أن أحدهم كسر واجهة زجاجية لأي محل أو اعتدى على أى شخص أو اعتدى على أى منشأة فى ميدان التحرير وما حوله مما أدهش العالم بثورتنا المباركة السلمية وتضامن جيشنا الباسل من أول وهلة بعدم إطلاق أى طلقة نارية على أى مواطن من شعب مصر ونادى الجميع (الجيش والشعب أيد واحدة )
إن هذه العناصر المأجورة التى اكتشفتها من أحداث العباسية والذين أطلقوا النار على الشباب من مواطني العباسية وغيرهم ومنهم من أطلقت عليهم النيران واستشهدوا أمام أحد المساجد بالشوارع الجانبية بميدان العباسية إن هؤلاء البلطجية المأجورين الذين يندسون وسط المعتصمين والمتظاهرين هم الذين قاموا بالاعتداءات وقاموا بإلقاء الحجارة على وزارة الدفاع وهى الحصن الحصين وواجهة لمصرنا العزيزة لم تمس إلا من هؤلاء البلطجية وخداعهم للشرفاء من شباب هذه الأمة المعتصمين والمتظاهرين .
وأكرر نصيحتي الخالصة لله وللوطن ولمستقبل مصر العزيزة لابد لنا جميعاً أن نحطم هذه الأيدي الخبيثة وألا ننساق ورائها فيما يدبر لمصرنا العزيزة وعلينا أن نقف صفاً واحداً لإنقاذ ثورتنا المباركة .
وأقول للسلطات العسكرية وتجاربي الكثيرة معهم ومع إخوانهم من شعب مصر إن شعب مصر بجميع فئاته يعمل لصالح مصر غير المغرر بهم من البلطجية وأمثالهم من طواغيت المخلوع وأنصاره ونطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يعتذر لله تبارك وتعالى أولاً وللأمة الإسلامية عن التجاوزات التى حدثت من بعض أبنائي من القوات المسلحة بالتعدي على حرمة بيت الله ودخولهم المسجد بالأحذية فى سابقة غريبة عن مصرنا الإسلامية إلقاء القبض على المصلين فى بيت الله وعار علينا أمام الأمة الإسلامية .
وأطالب بالإفراج الفورى عن جميع من كانوا بمسجد النور من المعتصمين الأبرياء خاصة من الطلبة حتى يستطيعوا دخول امتحاناتهم التى ستبدأ غداً السبت بإذن الله كما أذكر كل أبن من أبناء مصر بجميع انتماءاتهم التى ظهرت قبل وبعد الثورة25 يناير أن تتجه قلوبنا جميعاً إلى المولى عز وجل أن يحفظ لنا مصرنا العزيزة ونحذر من المؤامرات الداخلية والخارجية التى تتعمد القلاقل والإضطرابات والفوضى وخاصة فى جميع منشأتنا التى هى ملكاً للشعب واحذرهم .. واحذرهم .. واحذرهم من الذين يندسون وسطهم ويعملون حساب الأعداء والله يحفظ مصر وأبنائها من جميع المؤامرات والله أكبر والعزة لله ** قائد المقاومة الشعبية بالسويس