في الوقت الذي أهتمت فيه الصحف الاسرائيلية يوم 4 مايو بذكرى ميلاد الرئيس المصري المخلوع حسنى مبارك ال 84، حيث نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" خبرا بعنوان "حسنى مبارك في عامه 84 سنة طيبة عليك ". وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه رغم النطق بالحكم عليه مطلع الشهر القادم إلا ان أحباءه يتمنون له سنة جديدة تكون طيبة عليه، حسب قولها.
تجاهل الذكري نقول في ذلك الوقت ،مرت الذكري علي وسائل الأعلام المصرية القومية ،التي كانت قبل ذلك كلما جاءت تلك الذكري ترتقي بمبارك إلي درجة الأنبياء ،مرت عليها بعد خروجه من السلطة كأن لم تكن ،ولولا اهتمام من يطلقون علي أنفسهم أبناء مبارك اهتمامهم بتلك الذكري لما كان احد قد تذكر مبارك ولا ميلاده علي الإطلاق ،لكن تلك الشراذم الموجودة علي فيس ونويت تذكرته وأرسلت إلي المتنحي بعض باقات الورود علي محبسه بالمركز الطبي ،المحبس الذي يمكث فيه انتظاراً لحكم ضده من الممكن ان يصل إلي الإعدام شنقا حني الموت. .
والثوار استقبلوها بالسخرية إما الثوار فوجدوها فرصة لكي يسحروا من مبارك ورجاله ،وتخيلوا ماذا كان سيقول له رؤساء تحريره ألان لو ظل في السلطة ،وأطلق كل منهم العنان لخياله ليقول ما يتخيله
واختار عدد من النشطاء تهنئة مبارك عن طريق تذكرته بانتهاكاته فترة حكمه للبلاد والتى لايزال الشعب يعانى منها، مثل «ربنا يديك على قد أعمالك، واحنا كلنا عارفين أعمالك»، و«كل سنة مرت فى عهدك ربنا ما يسامحك عليها» لإيناس باهى
ولأن رؤساء تحرير مبارك أطيح بغالبيتهم وتحولوا إلي كتاب وتخلوا عنه ألان وهم يحاولون امتطاء موجة الثورة ،فلابد ان نذكر الناس بما كانوا يقولونه لمبارك فيما يلي :
يوم ميلاد مصر كل سنة وأنت طيب يا ريس .. هذا اليوم هو يوم ولدت مصر من جديد ..بنحبك يا ريس .. اخترناك اخترناك..كل عام وأنت بخير ومصر معك قوية وآمنة .. عيد ميلاد سعيد يا مبارك
هكذا كتب رؤساء تحرير أهم الصحف المصرية ،وهُم يهنئون الرئيس المتنحي حسني مبارك بعيد مولده ،وهم لايعرفون ان المتبقي لمبارك في السلطة شهور محدودة وان حكمه إلي زوال ولو كانوا قد عرفوا ذلك ربما ما كانوا قد كتبوا حرفاً واحدا مما أمطروه به من وصلات حب ونفاق لايؤمنون بكلمة واحدة منها ،بدليل ان ياسر الرزق الذي أمطر مبارك نفاقا كتب بعد سقوطه مقالا تحت عنوان "أبانا الذي في شرم الشيخ" انتقد فيه مبارك اشتد الانتقادات الي الدرجة التي أصابت مبارك بالذهول جراء شعوره بالفجيعة وقيل انه طلب ياسر رزق وعندما ابلغوه ان الرئيس مبارك يريد ان يتحدث إليه من شرم رفض ان يرد عليه .وياسر كان يزين دوما غلاف المجلة التي يترأس تحريرها بصور مبارك وزوجته ونجله وأحفاده .
وفي أخر عبد ميلاد لمبارك وهو في السلطة اعتبرت صحيفة الأهرام ميلاد مبارك ميلاد لمصر .. ورئيس تحريرها أسامة سرايا والذي لايزال يكتب بها ني ألان أكد:" أن من حق مبارك ان يعلو صوته على الذين يصدعون الرؤوس نضالا وكفاحا ادعاء وبهتانا".
زي البرلنت اما ممتاز القط الذي لايزال يكتب بالإخبار حني الآن فلقد كتب موجها قلمه لمبارك في مقال علي صفحة إخبار اليوم الأولي :" بنحبك باريس.. لأن سمعة مصر معاك أصبحت زى البرلنت.. لأنك مننا.. والعلاوة باريس كانت مفاجأة.. كانت عبور بالموظفين الغلابة ".
وكان اسامة سرايا رئيس تحرير الاهرام قد كتب ايضا موجها كلامه لمبارك : "من حق المصريين الشرفاء الغيورين علي وطنيتهم أن يعلو اليوم صوتهم فوق أصوات صدعت رؤوسنا نضالا وكفاحا, ادعاء وبهتانا عبر الفضائيات وفي المنتديات, وجرت بأوهامهم أقلامهم علي صفحات الصحف التي أصدروها من أجل أغراضهم ،فاليوم هو يوم عرس للشرفاء الوطنيين من أبناء مصر, يسترجعون بكل العرفان والتقدير والامتنان والاحترام مسيرة رجل خرج من بين صفوفهم, نذرته الأقدار لمرحلة حاسمة في تاريخ مصر, ودفعته المقادير لخوض معارك الحرب والسلام
بنحبك ياريس وعودة لممتاز القط نجده يكتب ايضا تحت عنوان .. كلنا بنحبك ياريس كتب ما يلي ":" كل سنة وأنت طيب وربنا يخليك.. كل سنة ومصر تعيش معك أغلي وأعز أيامها.. سنوات مرت وكأنها حلم جميل داعبنا، وجعلنا نبتسم لكل أيامنا.
في عيد ميلادك باريس ندعو الله لك بالعمر المديد، لكي تحقق لنا المزيد والمزيد.. فنحن سيدي الرئيس قدرك، وأنت قدرنا. لمن غيرك نشكو؟! من مين غيرك نطلب!! لمن غيرك نروي أحلامنا وآمالنا في مستقبل نملك فيه القدرة علي ان نحقق طموحاتنا، ونترك لأولادنا وأحفادنا وطنا عزيزا وقادرا علي ان يحقق لنا كل ما نتمناه.
بصراحة.. إحنا بنحبك لأنك إنسان أصيل.. بتعرف تحافظ علي كرامة وكبرياء بلدك وشعبك.. بتعرف تقرأ المستقبل صح ياريس.. وفي كل حاجة.. بره وجوه.
بنحبك.. لأنك مابتعملش حاجة إلا بعد ماتحسبها صح.. ويكون قرارك في الصميم.. بنحبك لان تاريخك كله نظيف
اما ياسر رزق رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون ففي آخر عيد لمبارك دعاه لترشيح نفسه لولاية جديدة علي الموقع الرئاسي لدور انتخابية جديدة.
والخلاصة إن كان من هؤلاء المشار أليهم من لايزال يدير صحف كبري بعد عام ونصف من الثورة فتلك كارثة ومن أخطاء المجلس العسكري ،لان الصحافة والإعلام تحتاج لتطهير شامل من هؤلاء المنافقين ،لأنهم يساهمون في تدمير الوطن، وهذا التطهير لن يتم بدون إصلاح المناخ الذي يعمل فيه الإعلام.