أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتى الشيخ صباح الخالد أن زيارته للعراق كانت ناحجة بكل المقاييس ، وانه تم خلالها الاتفاق على كثير من الملفات العالقة بين البلدين ووضع خريطة طرق لحلها ، مشيرا الى توقيع اتفاقيتين تؤكد الاولى تشكيل لجنة مشتركة للتعاون الثنائي ، فيما تؤكد الثانية تنظيم الملاحة في خور عبدالله. وقال - فى لقاء عقد هنا اليوم فى ختام ملتقى الاعلام العربى التاسع - إن الزيارة كانت على مستوى رفيع وضمت عددا من الوزراء والخبراء فى كافة القطاعات ، وكانت حريصة على تبادل الاراء والاستماع الى كل وجهات النظر فى مختلف القضايا العالقة بين البلدين ، وتم وضع قاعدة صلبة للانطلاق فى الفترة القادمة ، وجدول زمنى لعقد لقاءات ثنائية بين وزيرى الخارجية ، وتشكيل لجنة لمتابعة موضوع التعويضات ، واخرى لصيانة العلامات الحدودية ، مشيرا الى أن العراق تقدم بتعهد للامم المتحدة للانتهاء من عملية صيانة العلامات قبل اكتوبر القادم ، وازالة بعض التلامس من المزارع او البيوت.
واشار الى أن زيارة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى العراق ومشاركته فى اجتماعات القمة العربية كان لها اثر كبير وكسرت حاجزا ظل لسنوات طويلة يعوق تقدم العلاقات بين البلدين ، ومهدت الطريق لبحث كل الملفات والموضوعات الشائكة ، مذكرا ان الكويت ساندت العراق فى طلبها استضافة القمة العربية على اراضيها - رغم رفض عدد من الدول واضاف ان رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك سيقوم بزيارة للعراق فى الربع الاخير من العام الحالى ردا على زيارة نظيره العراقى للكويت نورى المالكى منتصف مارس الماضى ، فى اطار الية التواصل المستقبلى بين البلدين.
وشدد وزير الخارجية على أن ميناء مبارك الكبير هو ميناء كويتى يبنى على ارض كويتية ، وأن وفدين من العراق قاما بزيارة الكويت خلال الاشهر المضية ، وتم اطلاعهما على كل الدراسات والتصاميم التى تؤكد ان الكويت لاتريد شرا بالعراق ، وان هذا المشروع سيؤدى الى احياء منطقة شمال الكويت وجنوب العراق ، بما يحتويه من ارصفة تخزين وتصدير ومطار وسكك حديدية ، مشيرا الى أن من حق العراق الاطمئنان الى أن الميناء لن يسبب لها اى اضرار بيئية ، او سيعيق الملاحة فى المنطقة ، مؤكدا أن مصلحة الكويت فوق كل اعتبار ، وأن هناك مصالح مشتركة يجب أت تؤخذ فى الاعتبار .
وعن اجتماعات الجامعة العربية ، اوضح الشيخ صباح الخالد أن هناك اهتماما كبيرا لما يحدث فى سوريا ن ونحن ننتظر تقرير كوفى عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية عن التزام سوريا بالنقاط الست التى تم التوصل اليها ، مشيرا الى أن مجلس الجامعة طلب من ممثل المغرب فى مجلس الامن طرح بعض الهواجس العربية خلال اجتماع المجلس فى 5 مايو القادم ، وأن جميع فصائل المعارضة السورية ستلتقى مع امين الجامعة العربية نبيل العربى يومى 15 و16 مايو القادم ، ثم مع المجلس الوزار فى مرحلة لاحقة.
وتناول وزير الخارجية دعوة خادم الحرمين الشريفين الى اتحاد خليجى ، وقال أن دول مجلس التعاون الخليجى فى مرحلة تعاون منذ 30 عاما ، ويجب أن ننتقل الى مرحلة اعمق واكبر ، ولذلك سيجتمع فى منتصف مايو القادم ثلاثة اعضاء من كل دولة خليجية لمتابعة المقترح السعودى وتقديم تقرير يرفع الى القادة - السبل والطرق والادوات - لاتخاذ قرار بما يحقق مصلحة الدول الخليجية.
وأكد ان الكويت عبرت عن موقفها من زيارة الرئيس الايرانى احمدى نجاد الى جزيرة ابو موسى من خلال مجلس التعاون الخليجى ، الذى اصدر بيانا استنكر فيه هذه الزيارة وطالب ايران بالعودة الى التحكيم الدولى لحل المشكلة ، ومن خلال اجتماع مجلس الجامعة ، موضحا أن كل مانطلبه من ايران حسن الجوار والاحترام المتبادل وفقا لميثاق الاممالمتحدة ، واذا كانت ايران تريد المشاركة بدور اكبر فى الترتيبات الامنية الخاصة بالمنطقة ، فيكون عن طريق الاتصال والتفاهم وتبادل الرأى وليس القوة.
كما تناول المسئول الكويتى فى ختام اللقاء الازمة بين مصر والسعودية ، وقال ان العلاقات بين البلدين قديمة ومتجذرة ، ولن يؤثر بها اى عارض طارىء ، مطالبا الجميع بالعودة الى صوت العقل والهدوء.
يذكر أن الشيخ صباح الخالد كان قد زار بغداد أمسس حيث رأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة العراقية الكويتية لبحث الملفات المشتركة بين البلدين.