دعت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية اليوم السبت المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده وقنوات دعمه الدبلوماسية واللوجيستية في سبيل إقامة مناطق عازلة داخل الحدود السورية حال ما تبين أن الرئيس السوري بشار الأسد يسعى فقط إلى كسب الوقت وليست لديه نوايا حقيقة لتقديم تنازلات دستورية على أرض الواقع . وأوضحت المجلة في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت أن البعض قد يرى أن خطة السلام التي تبناها كوفي أنان المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة تستحق فرصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن آفاق تدخل عسكري في سوريا تبدو غير واعدة ، وأن الخطة هى الحل الوحيد الذي نال موافقة كل من روسيا والصين وإيران لكن تبقى احتمالات نجاحها ضئيلة للغاية ، على حد قول المجلة .
ولفتت إلى أنه على الرغم من أن مظاهر العنف قد انخفضت في عدة مناطق سورية منذ دخول اتفاقية وقف النار حيز التنفيذ ، غير أن نظام الأسد قد ضرب بالعديد من الشروط التي نص عليها الاتفاق عرض الحائط ..فإذ سرعان ما ترحل بعثة المراقبين الأممين عن المناطق التي تتفقدها ، تزداد رغبة النظام السوري في القتل وإراقة المزيد من الدماء .
ورأت المجلة البريطانية أن القوى الخارجية قد يكون لديها من الأسباب ما يكفي لعدم اللجوء إلى التدخل العسكري في سوريا وتكرار سيناريو ليبيا مشيرة إلى أن المعطيات بالنسبة إلى الأزمة السورية تختلف عن ليبيا فسوريا بلد كبير ذات كثافة سكنية عالية ونسيج اجتماعي متنوع ينطوي على مزيج طائفي متعدد .
ورأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية "أنه على الرغم من أن وحشية الرئيس السوري بشار الأسد تشبه إلى حد كبير وحشية العقيد الليبي السابق معمر القذافي غير أنه يمتلك ترسانة أكبر من الأسلحة الثقيلة وعصبة من الحلفاء الأقوياء في الخارج وأقلية مناصرة له لا يستهان بها في الداخل ما يجعل أي تدخل خارجي ملموس سواء في شكل مساعدات إنسانية أو تدخل عسكري قد يزج بالبلاد إلى حرب أقليمية طويلة الأمد يخوضها الشعب السوري نيابة عن أطراف إقليمية الأخرى على غرار ما حدث في العراق أو لبنان .
ولكن في الوقت ذاته ، أكدت "الإيكونوميست" أن المخاطر التي قد تنجم عن عدم التحرك واتخاذ خطوات ملموسة نحو التدخل لحل الأزمة في سوريا تتزايد على نحو سريع لافتة إلى أعداد القتلى الذين سقطوا بنيران الجيش النظامي السوري والتى بلغت حتى الآن نحو 10 آلاف شخص خلال 13 شهرا منذ اندلاع الثورة السورية ولا يوجد أية مؤشرات عن انخفاض محتمل لتلك الأعداد .
وحذرت المجلة من "تفاقم الأوضاع في سوريا مما يجعلها قد تصل إلى نقطة اللا عودة فالأسلحة والبنادق والعناصر المتشددة من بينها عناصر إسلامية متطرفة تتدفق بكم هائل على البلاد فضلا عن احتمالية أن ينتقل ذلك العنف المتزايد إلى الجارة لبنان التي تعاني هى الأخرى من أوضاع داخلية متأزمة.