تواصل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تسريب المعلومات للإعلام العبري حول تعاظم الترسانة العسكرية لحزب الله اللبناني. ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على صدر صفحتها الأولى الجمعة، نبأً لمحللها للشئون الإستراتيجية، الدكتور رونين بيرغمان، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية، قال فيه نقلاً عن مصادر وصفها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب: "إن حزب الله يقوم بتطوير ما أسماه بسلاح الجو الخاص به، الأمر الذي يُشكل، بحسب المصدر عينه، خطرا إستراتيجيا على إسرائيل في ما إذا اندلعت مواجهة عسكرية جديدة بين الطرفين، على حد تعبيره".
من ناحيته، اتهم وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك، الجمعة، خلال خطابه في مراسم الاستقبال بمناسبة ما يسمى استقلال إسرائيل، القيادة الإيرانية بأنها غير عقلانية وفقا للمفهوم الغربي للكلمة.
وجاء اتهام باراك، كما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية هذا ردًا على تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال بني غانتس، الذي كان قال في تصريحات صحفية في الأيام الأخيرة: "إنه يعتقد أن القيادة الإيرانية هي قيادة عقلانية، وبالتالي فإنه يعتقد أنها لن تخطو باتجاه الخيار العسكري وتصنيع أسلحة ذرية"، محذرا في الوقت ذاته من أن القوات اللازمة لتوجيه ضربة لإيران، إذا لزم الأمر، جاهزة وعلى أهبة الاستعداد.
أما في ما يتعلق بسلاح الجو التابع لحزب الله، فقد تابع المسئول الأمني الإسرائيلي قائلاً، بحسب "يديعوت أحرونوت": "إن الدولة العبرية تتوجس من تطوير حزب الله اللبناني لقدراته الجوية العسكرية، وأنه في حال توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن حزب الله سيحاول إدخال طائرات من دون طيار من طراز "أبابيل" وتفجيرها في مواقع إسرائيلية".
علاوة على ذلك، زعم المسئول الأمني الإسرائيلي، أن حزب الله يستثمر جهودا بمحاولة لتحسين وحدة الطائرات الصغيرة من دون طيار لديه بهدف استخدامها بمهاجمة إسرائيل في حال قررت الأخيرة توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، على حد قوله.
وساق بيرغمان قائلاً: "إن "أبابيل" هي عمليا طائرة صغيرة من دون طيار طورتها الصناعات الجوية الإيرانية، وأنه توجد عدة أنواع من هذه الطائرة، وبينها نوع قادر على حمل رأس حربي يزن عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات"، لافتًا إلى أن التخوف ينطلق من مدى نجاح حزب الله من إدخال عدد كبير من هذه الطائرات إلى الأجواء الإسرائيلية خلال الحرب وتفجيرها بأهداف في شمال الدولة العبرية.
وبحسب المسئول نفسه فإن المنظمة اللبنانية تُركز كثيرا على التزود بأدوات كهذه كجزء من منظومته القتالية استعدادًا لاحتمال نشوب حرب ضد دولة الاحتلال، أما بالنسبة لطائرة "أبابيل" فقد قال المسئول عينه: "إن هذا رهان موثوق به بالنسبة لهم، وأبابيل هو سلاح رخيص نسبيا، وهم أصلا يتلقونه مجانًا من إيران، كما أن لا يستوجب تدريباً كبيرا وفقدانه لا يكلف خسائر بشرية".
وأشار المصدر الأمني أيضًا إلى أن هناك ثمة أفضلية أخرى بالنسبة لهم وهي أن "أبابيل" هو طائرة صغيرة جدا ويصعب رصدها كما أن إسقاطها ليس سهلا.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن حزب الله حصل على الطائرات المذكورة في العام 2002 وأقام عرضا عسكريا في المرة الأولى لهذه الطائرات في أجواء إسرائيل لأغراض دعائية بالأساس، مثلما حدث في نيسان (أبريل) من العام 2005 حين قام حزب الله بإرسال طائرة استطلاعية كهذه ونجحت بالتسلل إلى إسرائيل، والوصول إلى مدينة نهاريا الساحلية، والعودة إلى جنوب لبنان، وأن حزب الله اهتم بالنشر عن ذلك بشكل واسع.