بوينوس ايريس: جدل كبير ثار بين مثقفي الأرجنتين بعد أن طلب مثقفون مقربون من السلطة أعضاء في مجموعة "كارتا ابييرتا" (رسالة مفتوحة) وبينهم مدير المكتبة الوطنية هوراسيو غونزاليث من منظمي معرض الكتاب إلغاء الدعوة الموجهة إلى فارغاس يوسا لافتتاح المعرض. وقال مدير المكتبة الوطنية ان "فارغاس يوسا يأتي للدفاع عن مواقف سياسية عدوانية. وهو يثير جدلا ونقاشا غير مناسب لافتتاح معرض الكتاب، فهو يعرب عن ميله الليبرالي بطريقة راديكالية لا بل للمفارقة، بطريقة استبدادية". إلا أن وزير الثقافة الأرجنتيني خورخي كوسيا لم يوافق على منع يوسا قائلا أنه كاتب كبير ، ولكنه أيضا على حد وصفه رجعي يدافع عن نظام يستند إلى تبعية أمريكا اللاتينية الثقافية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يفتتح فيها كاتب حائز جائزة نوبل معرض الكتاب في الارجنتين، والمرة الاولى كذلك التي ينظم فيها افتتاحان الأول في 20 نيسان/ابريل بحضور رئيسة الأرجنتين، والثاني في 21 منه بحضور فارغاس يوسا؛ وذلك لتجنب ان يلتقيا. أما رئيس مؤسسة الكتاب التي تنظم المعرض غوستافو كانيفارو فقال أن دعوة فارغاس يوسا ليست على أساس رؤيته السياسية بل لكونه حائز جائزة نوبل. تأتي هذه القضية في وقت تستعد فيه الأرجنتين لانتخابات رئاسية في تشرين الأول/اكتوبر المقبل، وكان فارغاس يوسا معروفا بمواقفه المعادية للرئيسة اليسارية وزوجها الرئيس السابق نيستور كيرشنر الذي توفي في تشرين الاول/اكتوبر، معتبرا أنهما رأسماليان جمعا ثروات على حساب الشعب، ونعت الرئيسة بالجاهلة في إحدى المرات. يعد ماريو فارجاس يوسا صاحب ال 73 عاما أحد رواد الحركة الأدبية في القارة اللاتينية، وأحد أبرز منتقدي الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز ومنهاضي سياسته الخارجية. وكان الأديب والمفكر الليبرالي الكبير قد هاجم الرئيس الفنزويلي قبل سفره إلى كاراكاس، واتهمه باستخدام أموال البترول لتقديم رشاوى إلى الدول الديمقراطية.