"القضية هي هي.. الكرامة المصرية" هكذا هتف مئات المتظاهرين أمام سفارة السعودية لإطلاق سراح أحمد الجيزاوي المحامي المصري المتهم ب"إهانة الذات الملكية" وعقوبتها الجلد والسجن لمدة عام تبدأ من الجمعة المقبلة . ورفع بعض المتظاهرين حذاءهم في إشارة مسيئة لقرار جلد المحامي المصري، وهددوا بحبس السفير السعودي بداخل السفارة حتى إطلاق المحامي المصري، مناشدين المجلس العسكري ووزارة الخارجية اتخاذ موقف حازم . وقال "خالد علي" مرشح الرئاسة الذي شارك في المظاهرة أنه لابد من الدفاع عن المعتقلين المصريين في السجون السعودية، مستنكرا النحو الذي تم به القبض على الشاب الجيزاوي، خاصة أنه تم بناء على حكم غيابي لم يتم إبلاغ المواطن المصري به من قبل . وأضاف "علي" : لا يجب استغلال الأراضي المقدسة كمصيدة ضد الخصوم السياسيين للملك، ولا تجرؤ السعودية تطبيق أي عقوبة مدنية على أوروبي أو أمريكي هناك ، وبالتالي لا تنطبق على أي شخص مصري مثل هذه العقوبات. وإن لم يستجب المجلس العسكري ووزارة الخارجية فلابد من اتخاذ مواقف دبلوماسية شعبية ضد السعودية لحماية كرامة المصريين . وقال أحد أعضاء الهيئة التأسيسية لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي شارك في المظاهرة أنهم لن يسمحوا بجلد أحمد الجيزاوي، وطالبوا بالإفراج عن أحمد وتمكينه من أداء شعائر العمرة . أما المحامي كريم محمد عضو حركة "كفاية" و"الطليعة المصرية" فقال : ما سيحدث للجيزاوي سوف يحدث لأي مصري أو عربي يطالب بحقه من السعودية. ونحن نطالب بتدوين حماية المقدسات في السعودية، وأن تشكل لجنة من جميع العالم الإسلامي تحمي هذه المقدسات؛ لأن الكعبة ليست ملكا للسعودية . وأكد محمد فاروق العضو الحقوقي بنقابة المحامين أن هناك إجراءات ستتخذ لحماية الجيزاوي، ولقاء مرتقب مع وزارة الخارجية المصرية مساء اليوم لمعرفة المستجدات، واستنكر الحكم بالجلد واعتبر أنه وسيلة عقاب فيما قبل التاريخ. وأوضح أن القانون الدولي والمواثيق والعهود الدولية لا تحث على الجلد؛ مؤكدا أن هناك اتصالات تجري مع الاتحاد الأوروبي والأم المتحدة لمنع المعاقبة بالجلد في السعودية ، واتهم فاروق وزارة الخارجية بأنها كانت تعرف موعد القبض على أحمد قبلها بأسبوع وأنه سيتم اعتقاله ولم يتخذوا أي إجراءات. شارك أيضا في المظاهرة أهالي المصريين المعتقلين في السعودية، وضمنهم والدة مصطفى أحمد البرادعي، الذي يبلغ من العمر 23 عاما، وتم اعتقاله بعد سفره بأربعة شهور. شاركت والدته في 48 وقفة على مدار عام ونصف لنفس السبب، ولم يتحرك ساكن، وقابلت السفير السعودي، وقدمت مع أهالي المعتقلين كشفا بأسمائهم ، وتوجهوا لمجلس الشعب وللخارجية ولمجلس الوزراء ولم يبحثوا عنهم. وسوف يصدرون كتابا قريبا يضم كل حالات المعتقلين. يذكر أن النائب أبو العز الحريري – مرشح الرئاسة – قدم بيانا عاجلا لمجلس الشعب حول التعسف الذي مارسته السلطات السعودية على المواطن المصري أحمد الجيزاوي. وقال مسئول حملة الحريري ل"محيط" أن العقوبة من حيث المبدأ تعسفية لمواطن طالب بحقه، ودخل في نزاع قانوني لاسترداد حقوقه المسلوبة منه، وبدلا من أن يحصل عليها تم تحقيق عقوبة عليه ضد حقوق الإنسان والمواثيق والعهود الدولية؛ فهذه العقوبة من العقوبات التي يمكن إحالة مرتكبيها لمحكمة جنايات دولية؛ فمن حق أي مواطن إبداء رأيه في طبيعة النظام السياسي لدولته أو لأي دولة أخرى دون أن يتعرض لأي عقوبة، لأن هذا يدخل في باب حرية الرأي والفكر والتعبير. يواصل الحريري : هناك مواطنون سعوديون يوجهون نقدا للسلطات المصرية ولدول أخرى دون أن تفكر هذه الدول في فرض عقوبة عليهم ، والمعاقبة توجب في شيء واحد، لو قام من ينتقد النظام السياسي بعمل تشكيل مسلح. وطالب أبوالعز ببيانه بضرورة تدخل السلطات المصرية على كل المستويات، وزارة الخارجية، المجلس الأعلى للقوات المسلحة، نقابات المحامين، وكل نقابات ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان. كما طالب بتدخل لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة فورا للإفراج عن المواطن المصري المعتقل تعسفا