في تصعيد خطير للاتشباكات الدائرة بين الخرطوم ودولة الجنوب ، قصفت مقاتلات حربية سودانية الاثنين مجددا مدينة بنتيو وربكونا بولاية الوحدة في جنوب السودان ، مما تسبب في مقتل شخصين على الأقل . وهزت انفجارات عنيفة المكان حين استهدفت المقاتلات جسرا استراتيجيا واحد الاسواق مما ادى الى مقتل طفل على الاقل . وصرح ماك بول المدير المساعد للاستخبارات في جنوب السودان "لقد تعرض الجسر والسوق للقصف ... وارسلنا فريقا للتحقق من عدد القتلى في هذه الهجمات". واضاف ان الحصيلة المؤقتة هي مقتل طفل واصابة ثلاثة مدنيين بجروح.
وتابع "انه تصعيد خطير وانتهاك لاراضي جنوب السودان .. برايي انه استفزاز واضح".
من جهة اخرى ، أعلن ثوار دولة جنوب السودان سقوط مقاطعة "بانتيو" بأيديهم عقب احتلالهم معسكر "الألوب" الذي يعتبر الحامية العسكرية الرئيسية للمدينة ، وقالوا إن سقوط عاصمة الولاية في يدهم مسألة وقت. وكشف الثوار عن أسرهم لقائد الحامية العقيد يهانس أتيم ، وقال الناطق باسمهم فوزي قبريال لصحيفة (الإنتباهة) السودانية الصادرة اليوم الاثنين "إن الجيش الشعبي تكبد في الهجوم على معسكر "الألوب" 117 قتيلا". وأضاف الناطق أن الثوار دمروا ثلاث دبابات "تي - 55" ، موضحا أن تعبان دينق حاكم الولاية وجيمس هوث رئيس أركان الجيش الشعبي تم إجلاؤهما بمروحية إلى جوبا عاصمة دولة الجنوب. في غضون ذلك ، أعلنت الحكومة السودانية أن مئات الجنود السودانيين الجنوبيين قتلوا في المعارك الدائرة للسيطرة على هجليج، أهم المناطق النفطية في البلاد. وقال نافع علي نافع المقرب من الرئيس السوداني عمر البشير في تصريحات نقلها المركز الإعلامي السوداني القريب من الأجهزة الأمنية، إن عدد القتلى في صفوف الجيش السوداني الجنوبي و"المرتزقة" في معركة هجليج يبلغ 400 شخص.
ولم يوضح نافع عدد الجنود السودانيين الذين قتلوا كما لم ينشر الجيش أعداد الضحايا في صفوف الجانبين.
وخلال احتلاله هجليج على مدى عشرة أيام، أكد جيش جنوب السودان أن 19 من جنوده قتلوا إضافة إلى 240 جنديا سودانيا، لكن تعذر التحقق من أي من هذه الأرقام.
ولم يسمح السودان للصحفيين أو لمراقبين آخرين بالتوجه إلى منطقة هجليج خلال المواجهات مع الجنوب الذي أكد يوم الأحد أنه أنهى سحب قواته.
ويأتي هذا الانسحاب بعد مساع دبلوماسية مكثفة لتجنيب الطرفين خطر توسع النزاع، لكن الخرطوم تؤكد أنها هزمت جنوب السودان وأرغمته على الانسحاب.