اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم الثلاثاء أن روسيا، التي كانت تعد الحليف الوثيق لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، أضحت من أكثر المؤيدين لخطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ذات الست نقاط في سوريا، مشيرة إلى أن ذلك التحول في الموقف الروسي من شأنه المساعدة في إنهاء الأزمة السورية. وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إلى أن روسيا التي مارست حق النقض (فيتو) ضد قرارات مجلس الأمن بشأن إدانة العنف في سوريا والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد - اتخذت منهجا جديدا في تعاملها مع ملف الأزمة السورية، وذلك من خلال مطالبتها للحكومة السورية بسحب جميع قواتها من المدن السورية لأول مرة عقب مرور أكثر من عام على اندلاع الثورة الشعبية المنادية بالديمقراطية في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف التي أكد خلالها أن الوضع في سوريا اختلف، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم إن وزير الخارجية الروسي يحاول الاستفادة القصوى من ذلك التحول في موقف موسكو مؤخرا وذلك عقب شهور من استمرارها في دعم الأسد، في إشارة إلى أن موسكو تحاول دعم خطة أنان بصدق، وذلك بهدف وقف النزاع الدائر في سوريا بصورة نهائية.
وفي المقابل، اعتبر الخبراء الروس أن الظروف المتغيرة في سوريا هي السبب الرئيسي وراء التحول الذي يشهده الموقف الروسى تجاه الأزمة في سوريا، وتحوله إلى النقيض من المؤيد للأسد إلى مؤيد لخطة كوفى عنان التى تطالبه بوقف إطلاق النار وانسحاب جميع قواته من المدن السورية.
ونقلت الصحيفة عن ألكسندر كونفالوف رئيس المعهد المستقل للتحليلات الاستراتيجية فى موسكو قوله إن وزير الخارجية الروسي لديه وجهة نظر في دعمه للخطة الاممية، وذلك لرؤيته أن هذه هي الخطة الوحيدة المطروحة على أرض الواقع، كما أنه لا ضرر سيقع على روسيا في حال دعمها لتلك الخطة .. لافتا إلى أنه في حال فشل تلك الخطة فإن اللوم كله سيقع على الدول الغربية التي دعت لتلك الخطة الأممية من البداية.