تحتفل مصر العظيمة كريمة الأديان بكافة أطيافها اليوم الاثنين بيوم شم النسيم ، بعد أن احتفل أبناءها المسيحيين بعيد القيامة المجيد ، وتأتى تلك الاحتفالات المباركة لتعبر عن وحدة العنصر المصري ، وعن عراقة تاريخه ، وعن وحدة حضارته العربية التي بنيناها معا مسلمين أو مسيحيين أو غير ذلك ، كما أنها تأتى ، في ظل حراك سياسي غير مسبوق يمثل احدي ثمار ثورة 25 يناير المجيدة ، حراك يتوج مسيرة حب لأبناء وطننا توحدوا خلالها مع جيشهم ليصنعوا مستقبلا مشرقا وليكونوا في رباط إلي يوم الدين .
اليوم تمتلئ الحدائق والمتنزهات والأندية بروادها ،تمتلئ بفرح الأسر وضحكات الأطفال ،ومن يتابع هذا الضجيج لايفرق البنات والشباب من بعضهم ،ولايفرق الأسر من بعضها، كلهم مصريون يحبون وطنهم يلهون معا بدون أية فوارق دينية ولا مذهبية ،وتلك هي عبقرية مصر عبقرية الزمان والمكان والحضارة ، تلك العبقرية التي صورها الراحل الدكتور جمال حمدان في أروع صورها ، وعبر عنها في كتاباته التي جعلت من مصر بلدا فريداً من نوعها في كم الحب والخير والسلام الذي عاشت به ومن خلاله قرونا طويلة من الزمان.
وشم النسيم كان عند المصريين القدماء عيدا فرعونيا قوميا يتصل بالزارعة ثم اكتسب مسحة دينية، وصار مرتبطا بالصوم الكبير وبعيد الفصح وعيد القيامة عند المسيحيين ،والمصريون خلال الاحتفال به يأكلون الفسيخ أو السمك المملح ،والبيض الملون بمختلف الألوان ، وأيضا يقزقزون الترمس واللب وغيره من التراث الذي اشتهر به أبناء مصر في المأكولات الشعبية وتوارثوه علي امتداد تاريخهم .
وتتوجه شبكة الإعلام العربية " محيط" في هذا اليوم بالتهنئة إلى المصريين جميعا في يوم شم النسيم وتدعو الله أن يعم الخير كافة ربوع الوطن ، وأن تمر الأيام السعيدة على مصر الغالية وهى تنعم بالأمن والرخاء.